أطاحت، ليلة أمس، فرقة البحث والتدخل “بي.أر.إي" ( B.R.I) في إطار نشاطها المكثف في محاربة الإرهاب وكل أشكال الجريمة المنظمة، بأكبر مروج للمخدرات بالعاصمة، حيث تمكنت من تفكيك شبكة إجرامية على أعلي مستوى، بعد عملية بحث وتحقيق دامت 10 أيام عاشت »الشعب« مختلف خطوات فك خيوطها، وكانت هذه المصالح قد باشرت عمليات البحث والتحقيق بعد أن عرف منحاها ارتفاعا ملحوظا وخطيرا بالعاصمة حيث باتت تسجل استهلاكا رهيبا لهذه السموم في وسط الشباب خاصة تلاميذ الثانويات »الشعب« وقفت على عملية القبض على أكبر مروج للمخدرات الذي كان ينشط بالعاصمة من طرف فرقة التحري والبحث المعروفة بنشاطها الدؤوب في قنص المجرمين والترصد لهم، وكذا التدخل في مكافحة الجريمة بشتى أنواعها، مهما كانت طبيعتها ودرجة خطورتها في الزمان والمكان المناسبين، وذلك بالتنسيق الدائم والمستمر مع وكلاء الجمهورية، وفقا لما تقتضيه قوانين الجمهورية. الفضول والإعجاب دفعنا إلى العمل على التقرب من فرقة البحث والتحري، فكان لي ذلك بعد موافقة المديرية العامة للأمن الوطني التي مكنتنا من الوقوف على سير عمل فرقة، شعار مهنتهم السرية والخطر ومرافقتهم في أكبر عملية للإطاحة ببارون من البارونات المتورطة في تجارة المخدرات بالعاصمة. كانت الساعة تشير إلى تمام التاسعة تماما عندما دخلنا مكتب فرقة البحث المتواجد بالأمن ولاية العاصمة وكلنا فضول لاقتحام هذه المصلحة التي تمكنا من التعرف على بعض أفرادها الذين يبدون للعامة أنهم لا يبتسمون. حقا وفي بداية الأمر، كانت معاملاتهم لنا بكل تحفظ غير أننا تمكنا وبفضولنا الصحفي أن نرى الوجه الأخر لهؤلاء الرجال حيث تبادلنا أطراف الحديث عن حياتهم الشخصية بروح النكتة والفكاهة، فهم يهجرون منازلهم، لا ينامون ولا يأكلون في الوقت المحدد لذلك، ليلهم كنهارهم لا فرق عندهم بين يوم الثلاثاء والجمعة، فكله عندهم سواسية وهذا لتأدية الواجب بصدق وتواضع، ولعل أهم ما شدنا هي الفرحة والارتياح الذي يشعرون به عند انتهائهم من فك لغز قضية ما، أو الإطاحة بمجرمين حتى أننا شعرنا وكأننا نشاهد فيلما (بوليسيا أمريكيا). تلقينا في بداية الأمر شروحات عن حيثيات القضية التي عاشت »الشعب« خطوات فك خيوطها من طرف ملازم الشرطة بن خليفة، وهذا خلال اجتماع مع أفراد الفرقة كان من المفروض أن يكون مغلقا لحساسية القضية، تم وضع النقاط الأساسية للعملية وتوزيع المهام، لننتقل وعلى الساعة ال10 صباحا إلى مكان الإطاحة بالمجرمين. الفصيلة التي رافقناها، بعض عناصرها كانوا يرتدون بذلة الميدان والبعض الأخر الزى المدني، مجهزين بأحسن التجهيزات التي تقضي التدخل من أجل إيقاف وردع والتصدي أو مد يد المساعدة لكل مواطن يطلبها. إمتطينا السيارات السوداء وسلكنا الطريق المؤدي إلى شرق العاصمة وبالضبط إلى بلدية براقي، حيث قامت الفرقة بالانتشار في المناطق التي تم تحديدها لمراقبة المتورطين في القضية من دون أن تثير انتباه أحد، خاصة وأن التحريات توصلت إلى أن المتهمين قد اختاروا مكانا معزولا في براقي للالتقاء وإتمام عملية بيع المخدرات، التي كانت من المفروض أن يقوم بشرائها رجال هم في الأصل ينتمون إلى فرقة البحث والتحري تم غرسه في وسط هذه العصابة للإطاحة بهم. وتمت العملية بنجاح، حيث تم إيقاف المتهم وهو في حالة تلبس وبحوزته كميات معتبرة من المخدرات والأقراص المهلوسة تجاوزت ال2000 قرص كانت موجهة إلى شباب العاصمة، وهذا بفضل خطة محكمة سطرها رجال ذو مهارات وخبرة في مكافحة الفساد والإجرام بشتى أنواعه. وبعدها تنقلت فرقة البحث وبسرعة البرق إلى منزل المتورط المتواجد بأقدم حي قصديري بالمنطقة للقيام بعملية التفتيش، وبعدها قامت الفرقة بتقديم المتورط إلى التحقيق، وقد توصلت التحريات الأولية إلى أن هذا الشخص لديه شريك، وبتعميق التحريات ثبت تورط أشخاص آخرين حيث استمرت التحريات من أجل توقيف جميع عناصر هذه الشبكة الحظيرة، وعملا بقانون المادة 31 والتي تؤكد أن شخص الموقف إذا ما تعاون مع مصالح الأمن بإدلائه بمعلومات تؤدي إلى الإيقاع بأفراد العصابة يستفيد من تخفيض في الحكم. الساعات التي قضيناها برفقتهم بينت لنا جوانب مهمة من يوميات رجال اختاروا مهنة كل الأخطار، الجدير بالذكر أن العملية جاءت في إطار القضاء على بؤر الجريمة والحد من انتشار المخدرات وستبقى عمليات المداهمة لمكافحة الجريمة مستمرة، ونذكر أن عملية البحث والمراقبة التي شنتها فرق البحث والتدخل أدت إلى تسجيل نتائج فعالة في الميدان . غادرنا المكان وتركنا الفرقة المكونة من كل من (سعيد.ز) و(بن خليفة) و(شهير) وغيرهم... ممن اختاروا هذه المهنة الصعبة والخطرة، تواصل تحرياتها في العديد من قضايا الفساد الكبرى وتبديد أموال عمومية والمساس بالاقتصاد الوطني وقضايا أخرى تمس بأمن الوطن.