أسدل، أمس، السّتار على فعاليات المهرجان الثقافي الوطني للزي التقليدي في طبعته الخامسة بتكريم الجمعيات والحرفيّين والفنانين وضيف الشرف أولاد نايل، والذين صنعوا عرس اللباس الوطني بمركز الفنون والثقافة بقصر رؤساء البحر في الفترة الممتدة بين 30 جويلية الماضي إلى غاية 02 أوت الجاري. نظّم حفل اختتام الطبعة التي حملت شعار «أزياء صامدة لأجيال خالدة» بقصر الثقافة مفدي زكريا، بمشاركة وجوه فنية وشخصيات وطنية ستعود «الشعب» إليها في عددها القادم. نوّهت محافظة المهرجان الثقافي الوطني للزي التقليدي، فايزة رياش، أمس، «بالمشاركة القيّمة والحضور المتميز للحرفيين والجمعيات المدافعين عن تراثنا المادي وغير المادي، والذين مثّلوا مختلف مناطق الوطن بعرضهم الأزياء والعادات والتقاليد العريقة للمجتمع الجزائري». وطالبت فايزة رياش بالمناسبة المجتمع المدني والحرفيّين بمواصلة الاهتمام والتسويق، والتعريف باللباس التقليدي في كل المحافل لأنّهم شريك قوي في مشروع إعلاء راية التراث الثقافي الجزائري بكل أشكاله، وكذا التحلي بالغيرة على هذا الموروث، الذي يحاول الكثير سرقته والسطو عليه والمطالبة بملكيته». وتميّز اليوم ما قبل الأخير من عمر المهرجان بزيارة وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، التي وقفت على ما قدّمه العارضون من أزياء تقليدية مثلت طبعة وعادات العديد من مناطق الوطن وخاصة البرنوس، القشابية والملحفة والحايك والملاية، التي وإن اختلفت التسميات والالتزام فهي تتقاطع في طرق لبسها ووظيفتها ومشاركتها التمويه وحمل السلاح إبان الثورة، وللحماية من الظروف الطبيعية الصعبة. وتمّ أيضا تنظيم أمسية سينمائية، تلاها نقاش مفتوح حول تناول الفن السابع للزي التقليدي الوطني في الأفلام الثورية والملحمات، وخاصة البرنوس والقشابية والحايك، وهو اللقاء الذي احتضنه قبو القصر 18 الذي يضم المعرض الأكاديمي «أزياء صامدة لأجيال خالدة»، الذي سيدوم إلى غاية شهر نوفمبر القادم. وقامت بعدها الفرقة الموسيقية «امسلان ناسوف» من منطقة جانت بتقديم عرض موسيقي رائع بحضور جمهور غفير من محبّي الموسيقى الصّحراوية التقليدية، واستحسن الحضور كثيرا ما قدّمه المهرجان الثّقافي الوطني للزي التقليدي، وطالبوا بتكثيف تنظيم مثل هذه المبادرات التي تعرّف الأجيال الصّاعدة بآرائهم وتاريخه، وتوقيعها للمناطق الأخرى من الوطن.