احتكرت نتائج عملية القرعة الخاصة بالدورة النهائية لكأس افريقيا للأمم 2013 الرأي العام الرياضي الجزائري منذ مساء الأربعاء الماضي، وما زال هذا الحدث في الواجهة وحديث كل المتتبعين، لما له من أهمية حول المحطات القادمة للفريق الوطني، خاصة وأن نتائج العملية جاءت فعلا بالشيء الذي كان العديد من التقنيين يؤكدون أن الفريق الجزائري لن يقع في مجموعة “سهلة".. لماذا يا ترى؟؟ مواجهة مرشحين.. أولى الأشياء أن الفريق الجزائري تم وضعه في المستوى الثالث، بسبب غيابه عن كأس افريقيا الماضية، وبالتالي فإن عدد النقاط التي سجلها لم تسمح له التموقع في مكان يجنبه المنتخبات القوية.. لهذا، فإن منطق الأشياء كان فعلا انتظار مثل هذه النتائج، والتي ستوضح لنا المستوى الحقيقي الذي بلغه الفريق الوطني من خلال منافسته لأكبر المنتخبات القارية... فالطموح الكبير الذي أبداه المدرب الوطني هاليلوزيتش منذ توليه المهمة سوف يكون فعلا فوق أرضية الميدان بملعب روستنبرغ، اين ستواجه الجزائر فريقين مرشحين لنيل اللقب، أي كوت ديفوار وتونس.. ولهذا، فإن كان هدف “الخضر" هو الذهاب إلى نصف النهائي، فإن الفرصة مواتية للتأكيد على أن لنا الإمكانيات الضرورية لتحقيق ذلك مهما كان المنافس، خاصة وأن الخرجات الأخيرة للفريق الوطني كانت مقنعة للغاية. هاليلوزيتش.. وكوت ديفوار ومن جهة أخرى، فإن قراءة قرعة دورة 2013، لابد أن تكون إيجابية كذلك، ولابد من تجنب الإفراط في الحذر، لأن عقلية لاعبينا تتوافق مع كلمة “التحدي"، لأن الفريق الوطني كتب أكبر الإنجازات عندما يكون في هذه الوضعيات، أي أمام منتخبات قوية، والأمثلة كثيرة حول المقابلات القوية التي أجراها الفريق الجزائري، وكانت أحسنها أمام كوت ديفوار في جانفي 2010، عندما كان زملاء دروغبا المرشحين بقوة لنيل اللقب.. في حين أن منتخب مالاوي الذي لم يكن من ضمن الفرق التي كانت مرشحة للعب الأدوار الأولى هزمتنا ب (0 / 3)!! كما أن الصدف شاءت أن يعود الناخب الوطني هاليلوزيتش إلى معادلة صعبة الحل، كونه يشرف حاليا على المنتخب الجزائري، ويواجه فريقه السابق الذي كان قد أقصي من طرف “الخضر".. وعليه إيجاد الوصفة البسيكولوجية والتكتيكية للفوز هذه المرة بالمواجهة باللون “الأخضر"، بعدما انهزم فيها باللون البرتقالي!! نفس وضعية تشكيلة 2010 ولمواصلة المؤشرات التي ستكون في صالح المنتخب الجزائري، يمكن ذكر النقطة التي قد تصنع الفارق هو أن التشكيلة الوطنية تتكون من لاعبين شبان العديد منهم لم يشارك في دورة نهائية لكأس افريقيا، ويوجدون تقريبا في نفس الوضعية التي كان عليها كل من يبدة ومغني وبوعزة في عام 2010 .. ذلك أن فغولي وسوداني وسليماني وقديورة سيحاولون التأكيد لكل المتتبعين أنهم قادرون على كتابة صفحة مشرقة للكرة الجزائرية، والتحضير الجيد لتصفيات المونديال، الذي ستستأنف في مارس من العام القادم، أي بعد أيام فقط من نهاية كأس إفريقيا للأمم في جنوب إفريقيا. لكن كل هذه الأمور تصب في الجانب النظري الذي على هاليلوزيتش إيجاد الحلول المناسبة لتجسيده فوق الميدان، وأولى الأمور ستتحدد من خلال عدم التركيز على كوت ديفوار فقط، وإنما تسيير المنافسة بذكاء بداية من المباراة الأولى أمام تونس، خاصة أن الناخب الوطني قالها صراحة أن لقاء تونس هام وفاصل منذ البداية. الإصابات.. هاجس آخر وبالرغم من ذلك، فإن المنافسة القارية التي تجري بعد أقل من (3) أشهر تسبقها فترة التحضيرات التي لابد أن تكون نوعية، وبتوفر كل الشروط، أولاها جاهزية اللاعبين، هذه النقطة التي للأسف الشديد اضطرت هاليلوزيتش في كل مرة لإخراج “منديله" للبكاء عن المصابين في كل فترة، وهذه المرة تؤكد الأخبار أن الدفاع سيكون منقوصا في المباراة التحضيرية أمام البوسنة، بعدما أصيب كل من كادامورو وحليش، بالإضافة إلى سليماني في الهجوم، وكذا عدم جاهزية يبدة... مما يتطلب البحث عن عناصر أخرى تمكن الطاقم الفني تسيير أمور الفريق بصفة طبيعية...!!