أشرف رئيس المجلس الأعلى للشباب مصطفى حيداوي، على افتتاح أشغال دورة الجمعية العامة الاستثنائية الأولى في تاريخ المجلس والتي من خلالها سيتم المصادقة على مشروع النظام الداخلي المحدد لأداء ومهام المجلس طبقا لما ينص عليه المرسوم الرئاسي المنشأ له، بالإضافة إلى تقديم مقترحات وتوصيات حول المسائل المتعلقة بحاجيات الشباب في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية. أكد رئيس المجلس الأعلى للشباب في كلمته الافتتاحية، بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين بمركز المؤتمرات عبد اللطيف رحال، أن إنشاء المجلس جاء تجسيدا لتعهدات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ويعكس الأهمية البالغة التي توليها الإرادة السياسية لهذا الصرح المؤسساتي، موضحا أنه بعد تنصيب المجلس انطلق العمل على وضع مختلف المشاريع والنصوص القانونية المتعلقة بهيكلة المجلس وعمله من خلال مشروع النظام الداخلي الذي سيسمح بوضع الآليات لمباشرة أداء مهام المجلس. واعتبر حيداوي مشروع النظام الداخلي للمجلس بمثابة الأرضية القانونية التي تضبط عمل ونشاط المجلس، ليكون في مستوى تطلعات الشباب ويساهم في تحقيق الأهداف المرجوة. مؤكدا أنه بعد المصادقة على الوثيقة القانونية الأولى الخاصة بالمجلس، سيتم رفعها الى رئاسة الجمهورية ونشرها في الجريدة الرسمية بعد الموافقة عليها. وأضاف في ذات السياق، أن دورة الجمعية العامة الأولى للمجلس الأعلى للشباب تضم 348 عضو من الجنسين وستدوم ليومين من أجل مناقشة مشروع النظام الداخلي والمصادقة عليه بكل مسؤولية وموضوعية، ليكون مؤسسة عصرية وقوية تساهم بفعالية في بناء وصياغة واقع الشباب والبلاد، من خلال تقديم توصيات حول القضايا المتعلقة بالشباب وازدهاره في كل المجالات، الى جانب المساهمة في ترقية القيم الوطنية والحس المدني والتضامن الاجتماعي وإشراكهم في التنمية المحلية للبلاد. كما دعا حيداوي أعضاء المجلس، الى التسلح بالوعي والمضي قدما لتفكيك مختلف المؤامرات التي تحاك ضد الجزائر في الغرف المظلمة والتي تريد أن تكبح تطورها وانطلاقتها نحو المعالي وتستهدف إشغال الشباب بالشكليات وإلهاءه عن أدواره الريادية وقضاياه الوطنية قائلا، إن الضرورة تقتضي محاربة الذهنيات البالية والقضاء على البيروقراطية وتكريس أفضل وأجود الممارسات، بما يمكن من استثمار قدرات شبابنا في شتى المجالات المتعلقة بالاقتصاد والمقاولاتية والابتكار والتكنولوجيا والحركية الشبابية وكذا في المجالات السياسية والاجتماعية والبيئية، بما يحقق المساهمة في القيام بنهضة وطنية شاملة. وأشار رئيس المجلس الأعلى للشباب، إلى روح التضامن العالية التي أبداها شبابنا في المحن والأزمات التي تعصف بالبلاد، كان آخرها خلال الأحداث التي شهدتها بعض ولايات الشرق من حرائق فتاكة، أين رسم الشباب صورة مشرفة في التضامن والتكافل الاجتماعي وروح المواطنة والعمل التطوعي الإنساني، مضيفا أن أعضاء المجلس سجلوا حضورهم الفعال في الميدان لمساعدة السكان المتضررين جراء الحرائق. كما نوه رئيس المجلس الأعلى للشباب، بالرسالة القوية التي بعثها رئيس الجمهورية، بأن الدولة اليوم تعول على أبنائها الشباب ليضطلعوا بمسؤولياتهم التاريخية من أجل المشاركة الفاعلة في تعزيز اللحمة الوطنية وتقوية الجبهة الداخلية من أجل بناء جزائر جديدة تسود فيها الشفافية والنزاهة وتكرس فيها الديمقراطية التشاركية من خلال الاندماج الصادق والكامل في الديناميكية الجديدة التي تشهدها البلاد.