85 تريليون قدم مكعب من احتياطي الغاز بحاسي الرمل هدف إنتاج مستعجل ب10 ملايين متر مكعب يوميا أعلنت «سوناطراك» منذ مطلع 2022، عن أربعة اكتشافات ضخمة للنفط والغاز بمواقع مختلفة بجنوب البلاد، ستمكن الجزائر من رفع صادراتها إلى 100 مليون متر مكعب سنويا، وقد صنفت الجزائر في السنة الجارية الثانية بعد النرويج من حيث حجم الاكتشافات. لعل أهم وأبرز اتفاق يكتسي طابعا استراتيجيا، ذلك الذي أمضته الشركة الوطنية «سوناطراك» مع شركة «إيني» الإيطالية و»توتال» الفرنسية و»أوكسيدونتال» الأمريكية، الذي جاء في سياق توجه الدولة نحو رفع صادراتها من النفط والغاز لتحقيق عائدات أكبر من العملة الصعبة، خاصة مع ارتفاع أسعارهما الكبير في السوق العالمية، وكذا ارتفاع الطلب من جهة أخرى على هاتين المادتين في العالم. لذلك، ستمنح الاكتشافات الأخيرة الجزائر القدرة على رفع إنتاجها نهاية 2023 الى حدود 60 مليار متر مكعب بعدما كانت في حدود 40 مليار متر مكعب سنويا، وهو ما جعل «سوناطراك» تخصص 39 مليار دولار بين 2022 - 2026 كميزانية للتطوير والتنقيب. في ثلاث نقاط، أبرز الخبير في الشؤون الإستراتيجية محمد الشريف ضروي، أهمية الاكتشافات المتواترة والمتسلسلة ل «سوناطراك»، منها تعزيز ورفع قدرة الإنتاج الوطني وكذا المحافظة على حق الأجيال القادمة في الثروات الطبيعية، وأخيرا ضمان الاستدامة في الإنتاج الطاقوي المختلف، إلى جانب انعكاساتها الإيجابية على الاقتصاد الوطني، حيث تم وضع هدف إنتاج مستعجل يقدر ب10 ملايين متر مكعب يوميا بدءا من نوفمبر 2022. إن الاكتشافات الأخيرة التي أعلنت عنها شركة «سوناطراك»، الرائد النفطي في الجزائر وقارة إفريقيا وحتى على المستوى العالمي، من شأنها أولا وقبل التطرق إلى مردوديتها على الاقتصاد الوطني، رفع وتعزيز قدرة الإنتاج الوطني من خلال شركة «سوناطراك» وعلى رأسها الغاز. إلى ذلك تحدث الخبير في الشؤون الإستراتيجية محمد الشريف ضروي، في تصريح «للشعب»، عن الاستكشافات المتواترة والمتسلسلة أيضا، التي يمكنها أن تكرس ابتعاد الدولة أو الحكومة عن شبح ما يعرف بالاستغلال «المفرط» لمكنونات ومدخرات الجزائر من المواد الطاقوية، على اعتبار أن هذه الاكتشافات تزيد من نسبة الاحتياطي، وبالتالي مهما زادت نسبة الإنتاج لن تمس بحقوق الأجيال القادمة في استغلال الثروات الطبيعية من الطاقة، من خلال المحافظة على هذه المواد الأساسية في الحياة اليومية والحياة الاقتصادية بشكل عام. واستنادا إلى الخبير محمد الشريف ضروي، فإن أحسن ما في هذه الاكتشافات أنها أوصلت الجزائر إلى ما نسميه بضمان الاستدامة في الإنتاج الطاقوي المختلف، فالاكتشاف الذي تم الإعلان عنه، الأربعاء الماضي، بمنطقة السبع بولاية أدرار، خلال حفر بئر حاسي ايلاتو شرق، حيث قدر حجم الاكتشاف النفطي بنحو 151 مليون برميل من البترول الخام. ويأتي هذا الاكتشاف بعد 28 سنة من آخر اكتشاف للنفط ب «رقعة السبع»، إضافة الى الاكتشاف المعلن عنه، شهر مارس الماضي، بمنطقة «مقنين» داخل حوض إليزي، أين تم اكتشاف الغاز المكثف، ثم بعدها اكتشاف آخر ببئر «غرب ولاد جمعة غرب» وهو اكتشاف جد مهم أعلنت عنه سوناطراك لأنها اكتشافات خاصة بالشركة فقط، الى جانب اكتشاف بالشراكة مع شركة «إيني» الإيطالية في حوض «بركين». ومع تحقيق هذه الاكتشافات المتواترة، أعلنت سوناطراك أنها ستعمل من خلال ما يعرف بالبرنامج التقني للمسار السريع لتطوير عمليات الإنتاج في أقرب فرصة ممكنة للاستغلال في الظرف الراهن من الحاجة، خاصة من الغاز على ضوء الارتفاع الرهيب للأسعار الذي يخدم بطبيعة الحال وبشكل نهائي الخزينة العمومية. وعن مردود الاكتشافات الجديدة على الاقتصاد الوطني، كشف ضروي انها تضمن أريحية كبيرة للاقتصاد الوطني، على اعتبار أننا والى حد الآن نعتمد على أكثر من 90٪ من مداخيل العملة الصعبة الجزائرية من المحروقات، الى جانب أن كل موارد الدولة تركز بشكل كبير على الإنتاج النفطي. في ذات السياق وبلغة الأرقام، أوضح المتحدث أن أحدث اكتشافات الغاز بحقل حاسي الرمل، الذي يقع بولاية الاغواط - جنوب العاصمة، ويعتبر أكبر حقل غازي في الجزائر والرابع عالميا يرجع اكتشافه الى عام 1956، بينما أبان التقييم الاولي للاكتشاف ان احتياطاته تتراوح بين 100 و340 مليار متر مكعب من المكثفات. أما فيما يتعلق بالغاز، فتؤكد الأرقام في الجزائر أن 2.3 تريليون متر مكعب احتياطي الغاز الطبيعي المؤكد بنهاية 2020، بينما 85 تريليون قدم مكعبة احتياطي الغاز مؤكد في حاسي الرمل، و707 تريليون قدم مكعبة من موارد الغاز الصخري القابلة للاستخراج، أما المستهدف فإنتاج مستعجل يقدر ب10 ملايين متر مكعب يوميا، بدءا من نوفمبر 2022