جميلة هي المآثر التي ذكرها تاريخنا العربي، والتي تتحدث عن عمق العلاقة بين الشعبين العربيين في الجزائر وبلاد الشام، ومنها فلسطين، وليس ما هو أدل على هذه العلاقة التاريخية من اختيار الأمير المجاهد عبد القادر الجزائريدمشق دار إقامة عندما أبعد عن بلده الحبيب الجزائر مرغماً، حيث عاش في دمشق الفيحاء واحداً من أهلها حتى توفاه الله. وإن نسيت من هذه المآثر شيئاً، فلن أنسى أن أبناء فلسطين والأردن قد حفظوا وأنا واحد منهم لأجيال عديدة النشيد الوطني الجزائري «فاشهدوا» الذي كان واحداً من أهم نصوص «المحفوظات» في كتاب اللغة العربية ضمن المنهاج الأردني الذي كان يدرس في فلسطين أيضاً. وقد تأكدت هذه العلاقة العروبية المتينة التي لا تتبدل بين الشعبين الشقيقين في مصر وبلاد الشام من خلال الوقفة الحازمة من قبل أبناء الجزائر مع إخوانهم أبناء الشعب العربي الفلسطيني على امتداد تاريخ القضية الفلسطينية الطويل. ففي الوقت الذي بدا التعب والنصب فيه واضحاً على الكثير من حكومات الدول العربية الشقيقة في مؤازرة قضية فلسطين العادلة، وشعبها، فإن الجزائر على الصعيدين الرسمي والشعبي كانت ولم تزل على العهد، واقفة على الجبل بإباء وشموخ وعزيمة لا تلين، وليس وقوف الصحف الجزائرية، ومنها جريدة «الشعب»، مع قضية الأسرى الفلسطينيين إلا مظهراً من مظاهر هذه الوقفة العظيمة. ومن هنا، فإنه ليسرنا في «منبر أدباء بلاد الشام» أن نضع كل إمكانياتنا، في سبيل التعاون مع الإخوة في سفارة فلسطين في الجزائر، وخاصة الأخ خالد عز الدين المكلف بملف الأسرى فيها، لكي نوصل إلى القراء إبداعات الأدباء في بلاد الشام، وغيرهم من الأدباء العرب، من خلال هذا الجهد الإعلامي العربي العروبي الأصيل الذي أخذته «الشعب» على عاتقها، وذلك لنساهم معاً في إظهار قضية الأسرى البواسل حتى تستمر في أخذ مكانتها من الاهتمام على المستوى الثقافي والإعلامي في الجزائر الحبيبة.