فاجأ فريق شباب قسنطينة متتبعي الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم بدخوله القوي لمنافسة البطولة، هو الذي حقّق ثلاثة انتصارات متتالية في الجولات الثلاثة الأولى من الموسم الكروي، خصوصا أن الفريق كان يعاني 10 أيام قبل انطلاق المنافسة المحلية من نقص التحضير وغياب الإمكانيات، وعدم تعيين المسؤول الأول لإدارة شؤون الفريق. لم يكن أشد المتفائلين من أنصار فريق شباب قسنطينة يتوقّع الدخول القوي للاعبيه في الرابطة المحترفة لكرة القدم، حيث باشروا الموسم دون مقدمات، وحققوا فوزا عريضا أمام أنصارهم بملعب رمضان بن عبد المالك، ضد الوافد الجديد على البطولة اتحاد مدينة خنشلة بنتيجة (3 – 1) حرّرت اللاعبين وأكسبتهم الثقة، الأمر الذي جعلهم يعودون من تيزي وزو بفوز ثمين بهدف دون رد بملعب أول نوفمبر بتيزي وزو، قبل أن يضيفوا هلال شلغوم العيد لقائمة ضحاياهم بهدفين نظيفين خلال فعاليات الجولة الثالثة، نصبهم في مركز الوصافة بفارق الأهداف عن شباب بلوزداد، الذي يملك 9 نقاط رفقة اتحاد العاصمة، لكن يحتل الصدارة بفارق هدف وحيد عن رفقاء متوسط الميدان المتألق زكريا مصيباح. الانطلاقة القوية للشباب هذا الموسم جعلت الأنصار يستبشرون خيرا في مجموعة الموسم الحالي التي يقودها المدرب خير الدين مضوي، خصوصا أن النتائج المحققة حاليا أفضل من تلك التي كانت موسم (2017 – 2018)، التي توج خلالها "السنافر" بلقب البطولة الثاني منذ تأسيس الفريق، حيث أن رفقاء هدّاف الفريق السابق محمد أمين عبيد خطفوا مركز الصدارة لأول مرة منذ انطلاق الموسم إلى غاية الجولة السادسة، ليتدحرجوا بعدها إلى مركز الوصافة خلال ثلاثة جولات متتالية، قبل أن يعودوا للصدارة بداية من الجولة رقم 11، وقبعوا فيها إلى غاية نهاية الموسم. كشف المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية للفريق خير الدين ماضوي، خلال الندوة الصحفية التي أعقبت الفوز أمام هلال شلغوم العيد بهدفين نظيفين، أنّ الفريق حقق انطلاقة تتمناها كل الفرق، وأن على لاعبيه الاستثمار في ذلك لتحقيق أطول مدة ممكنة من النتائج الإيجابية، قبل المرور بأول فترة فراغ بالموسم الكروي، موضّحا أن الحديث عن التتويج بلقب البطولة أمر غير مقبول حاليا، وأفاد بأنه سيطالب من لاعبيه التركيز جيدا خلال المواجهة المقبلة، التي سيحل فيها الفريق ضيفا ثقيلا على نادي بارادو، وقال بشأن المواجهة المقبلة "نادي بارادو يطبّق كرة جميلة وسريعة، علينا أن نقلّل من الضغط على اللاعبين ونحافظ على تركيزهم، لكي نعمل على مواصلة سلسلة الانتصارات والعودة بنقاط المواجهة". أفاد المدير العام لفريق شباب قسنطينة محمد بولحبيب في تصريحات صحفية، أنّ النتائج المحققة من قبل الفريق مع انطلاق الموسم جيدة، لكنه أكّد على أن النادي الرياضي القسنطيني سيلعب هذا الموسم من أجل ضمان البقاء، خصوصا مع المشاكل المادية التي يتخبّط فيها الفريق والوضعية المزرية التي آل إليها، موضحا أنّه جاء لإنقاذ الفريق من قبضة أصحاب المصالح، وأنه ينتظره عمل كبير جدا من أجل تطهير محيطه المتعفن، والذي حسبه كاد يدفع بالشركة المالكة لكافة أسهم الفريق بالمغادرة الصيف المنصرم، خصوصا أنّ شركة الآبار ساهمت بشكل كبير في الاستقرار المادي للفريق، وقدّمت كل وسائل النجاح منذ قدومها سنة 2016.المسؤول الأول على شؤون النادي أعرب عن حسرته على مغادرة تسعين بالمائة من الممولين، الذين كانوا يمنحون الإضافة المادية للفريق، والتي كان يتم من خلالها حل المشاكل المادية العالقة على غرار منح المباريات، وتسديد فواتير الفنادق خلال التنقلات وغيرها من الأمور.كان بولحبيب قد تمكّن في ظرف أسبوع بعد تعيينه على رأس النادي، من إقناع المدرب خير الدين ماضوي للعودة لتولي شؤون العارضة الفنية، بعدما حقّق نتائج جيدة نهاية الموسم مع الشباب، ولولا الفوضى العارمة التي كان يتخبط فيها الفريق خلال فترة التحضيرات لما كان ليقرر مغادرة النادي.كما تمكّن من حل مشكلة الشباب مع لجنة النزاعات، التي كانت تمنع الفريق من تأهيل خمسة لاعبين جدد تمّ انتدابهم خلال سوق التحويلات الصيفية، بسبب بعض القضايا العالقة على مستوى محكمة التحكيم الدولية "التاس"، وجلب وثيقة من الاتحادية الجزائرية لكرة القدم يومين قبل انطلاق الموسم الكروي، تؤكّد تبرئة النادي في لجنة المنازعات، وهي الأمور التي جعلت الطاقم الفني واللاعبين يشعرون بالثقة والسند القوي من قبل رئيسهم، ما ساعدهم على تحقيق انطلاقة قوية بالرغم من نقص التحضيرات. يذكر أنّ أنصار شباب قسنطينة قاموا بوقفات احتجاجية أمام مقر الفريق خلال الصيف المنصرم، وطالبوا بإيقاف الفوضى التي كان يعيشها النادي، كما ألحوا على عودة بوالحبيب على رأس النادي، بالنظر إلى خبرته الواسعة في التسيير، ودرايته الواسعة بخبايا الكرة المحلية.