انتقلت السلطات العليا في البلاد في تحضيراتها المكثفة لاحتضان قمة عربية تاريخية يومي 1 و2 نوفمبر المقبل، إلى السرعة القصوى، بعد أن كلف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وزراء من أجل دعوة زعماء الدول العربية المعنية بحضور هذا اللقاء الهام بالجزائر. تعمل السلطات منذ أشهر على التحضير الأمثل لقمة الجزائر التي تستهدف لم شمل العرب مثلما أكد ذلك رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في عديد خرجاته الإعلامية أو على مستوى رسائل رسمية خاصة يتلقاها رؤساء وملوك وأمراء دول من المحيط إلى الخليج. ولأن القضية الفلسطينية أولوية في السياسة الخارجية للجزائر، سيكون ملفها على طاولة نقاش العرب في قمة الجزائر المقبلة، خاصة وأن الرئيس تبون سبق الجميع يوم 5 جويلية المنصرم، لما جمع شمل الفرقاء الفلسطينيين في لقاء تاريخي جمع رئيس دولة فلسطين محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية. وما يترجم أولوية الملف الفلسطيني في قمة الجزائر المقبلة، فقد تلقى رئيس دولة فلسطين، محمود عباس، أولى الدعوات الرسمية لهذه القمة العربية، لما التقى وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، بالقاهرة وأكد له عزمه على حضور قمة الجزائر ليساهم هو الآخر في لم شمل العرب دون استثناء. وفي نفس التوقيت، تلقت مصر ثاني الدعوات الرسمية لحضور القمة العربية بالجزائر يومي 1 و2 نوفمبر، حيث كان لرمطان لعمامرة لقاء خاصا مع رئيس الجمهورية المصرية عبد الفتاح السيسي الذي أعرب عن رغبته بالمساهمة في دعم المجهودات المبذولة من قبل الجزائر التي تصبو إلى تنظيم قمة تاريخية خادمة لمصالح العرب قاطبة. ومنذ 12 سبتمبر، كانت لوزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب سلسلة لقاءات رسمية مع زعماء دول في الخليج العربي التي افتتحت مع أمير دولة الكويت يوم الأحد، ليتبعها بثلاث لقاءات أخرى، مع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ثم أمير دولة قطر، وسلطان عمان، يوم الثلاثاء. وقبل ذلك، استعرض لعمامرة يوم 6 سبتمبر نتائج المشاورات التي تقوم بها الجزائر في إطار التحضير للقمة العربية المقرر عقدها بالجزائر يومي الفاتح والثاني نوفمبر 2022، وموقفها من تطورات الأوضاع في المنطقة العربية. وأشار الوزير إلى أن الأوضاع الدولية الدقيقة الراهنة تفرض مضاعفة الجهود بغية النأي بالمنطقة العربية عن هذه التوترات ومختلف التحديات الناجمة عنها، مؤكدا أن المجال ما زال متاحا لاستعادة زمام المبادرة من أجل إحياء روح التضامن العربي صوب الأهداف السامية التي أسست من أجلها جامعة الدول العربية باعتبارها بيتا جامعا لكل العرب ودرعا حاميا للدفاع عن القضايا العربية العادلة وفضاء رحبا للتنسيق من أجل رسم معالم الطريق نحو مستقبل واعد ملؤه الوحدة والتلاحم. وشدد المسؤول ذاته على أن هذه الأهداف النبيلة تشكل بالنسبة للجزائر بوصلة العمل ومحور الجهود التي يتم بذلها بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في إطار المشاورات التي يجريها مع القادة العرب تحضيرا للقمة العربية المقبلة التي ستحتضنها الجزائر، حيث أعرب عن الارتياح الكبير لمستوى التجاوب الذي عبر عنه الأشقاء العرب من أجل المساهمة في إنجاح هذا الاستحقاق العربي وجعله محطة متجددة لتعميق النقاش حول مجمل هذه القضايا المصيرية وبلورة رؤية موحدة تلبي تطلعات المرحلة الحالية وتستشرف الآفاق الواعدة لأجيال الغد. وما يؤكد هذا التوجه الجامع، تصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، الذي عبر بالجلسة الافتتاحية لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، يوم 6 سبتمبر، عن تطلع العرب بكل ثقة للقمة المقبلة في الجزائر، حيث يأمل الجميع أن تكون قمة الجزائر مهمة في تاريخ العمل العربي المشترك، وأن تكون سبباً للالتئام والوحدة وتعبيرا أصيلا عن الرأي العام في بلادنا الذي يرغب في رؤية زعمائه وقد اجتمع شملهم وتوحدت كلمتهم.