استمتع جمهور المسرح الجهوي، «محمد الطاهر الفرقاني»، بقسنطينة، بسهرة على وقع نغمات موسيقى المالوف من توقيع الشيخ «سليم الفرقاني»، بعدما تابعوا عرض افتتاحي للجوق المشترك للمهرجان من أداء نخبة من الفنانين الفائزين بالطبعات السابقة، وذلك في حفل افتتاح الطبعة العاشرة للمهرجان الوطني للمالوف المنظم على شكل مسابقة، والذي شهد حضور ممثل وزيرة الثقافة والفنون «ثعاليبي سمير»، الذي أكد أن إعادة بعث فعاليات مهرجان موسيقى المالوف ضرورة لبعث واحد من أرقى الطبوع الموسيقية.. أكد سمير ثعاليبي، أن وزارة الثقافة وعلى رأسها وزيرة الثقافة، صورية مولوجي، تولي أهمية كبيرة لتثمين والمحافظة على الموروث الثقافي المادي واللامادي، مشيرا إلى أنها تحرص على إحيائه وتثمينه باعتباره يمثل هوية وطنية وجزء لا يتجزأ من التراث اللامادي لعاصمة الشرق الجزائري التي تعتبر مدينة رائدة في فن المالوف بفنانيها وفرقها المعروفة. وأضاف بأن هذه الموسيقى التي راجت ربوع العالم عنونت الجزائر بالفن والأصالة، مؤكدا قرار وزارة الثقافة على بعث كل المهرجانات الفنية الثقافية بصفة عامة وقسنطينة بصفة خاصة، بدءا من مهرجان «ديما جاز»، «مهرجان المالوف»، «مهرجان الإنشاد»، إلى جانب مهرجان «الشعر النسوي». السهرة الأولى كانت من توقيع صاحب الحنجرة الذهبية، ابن عميد المالوف المرحوم الحاج «محمد الطاهر الفرقاني» الشيخ سليم الفرقاني الذي أمتع الجمهور المتعطش للموسيقى الأندلسية التي غابت عن ركح المسرح لمدة فاقت ستة سنوات، بأغانيه التي رددها معه عشاق الفن العتيق الذي لا يزال سكان المدينة يحافظون على أغانيه وقصائده كتقليد وعادة لا تنقطع عن يومياتهم. كما شهدت الطبعة العاشرة التي جاءت تحت شعار «صدى المالوف، أصالة وتواصل» حضور قوي لعشاق المالوف، حيث امتلأت مقاعد المسرح الجهوي عن أكملها معبرين عن سعادتهم لعودته من جديد لينير ليالي المدينة التاريخية التي تتنفس التراث الموسيقي الأندلسي الذي له تاريخ كبير وشيوخ وأساتذة، عملت منذ القدم على تطويره واستمراره على مدى عقد من الزمن، ليأتي المهرجان الوطني ليؤسس لمستقبل ثقافي واعد يربط بين عمالقة الفن الجميل وجيل من المبدعين الذين يحفظون هذا الفن التراثي ويدافعون به عن هوية شعوب وتاريخ أمة بأكملها. وعلى ضوء التكريمات والتي كانت على رأسها تكريم عائلة الفنان الراحل «العربي غزال»، تم تكريم وجوه ثقافية وفنية عملت جاهدة على استعادة مهرجان المالوف، والحفاظ على إحيائه كتقليد متوارث لسكان المدينة العتيقة، فهي التظاهرة الثقافية التي يتعطش لها سكان الصخر العتيق وينتظرون حلولها مع كل موسم لتحل ضيفا عزيزا عليهم طيلة ستة أيام. الطبعة جاءت وفي طياتها برنامج ثري وباقة متنوعة من الفنانين المشاركين لإحياء هذه الطبعة الفريدة التي تميزت بحضور كوكبة عريقة من المبدعين، كما تتواصل فعاليات المهرجان الوطني حيث تشهد السهرة الثانية انطلاق مسابقة المهرجان والتي يتنافس فيها كل من جمعية مقام الثقافة لولاية قسنطينة، جمعية النادي الأدبي الفني والعلمي لولاية سكيكدة، فرقة نسائم الأنس للموسيقى الأندلسية القسنطينية، لتليها قراءات فنية ومداخلات منها «نوبة رصد الذيل» من تقديم الأستاذ الفنان «مولود بن سعيد» رفقة الفنان «بدر الدين بوشامة»، بعدها أحيا السهرة كل من جمعية المطربية للموسيقى الأندلسية لولاية البليدة، ثم الجوق الجهوي للموسيقى الأندلسية بقيادة الأستاذ «سمير بوكريديرة» من أداء الفنانين زبيري صورية، مالك شلوق، خالد عيمر، شمس الدين جباسي وغيرهم من الفنانين.. أما السهرة الثالثة، يحييها كل من الفنان «رياض خلفة»، عدلان فرقاني، حسان برمكي، تواتي توفيق، في حين ستكون السهرة الرابعة من توقيع الجمعية الثقافية والفنية للشيخ المرحوم إسماعيل هني من الجزائر العاصمة، والجوق الفني لمدينة عنابة بقيادة الفنان «ذيب العياشي» ومن أداء الفنانين «رضا عباد»، فاتح روانة»، «ديب العياشي» والفنان «مبارك دخلة»، ليحي الثلاثي المتألق «عبد الحكيم بوعزيز» ، الفنان «أحمد عوابدية»، «سقني محمد عبد الرشيد» السهرة الخامسة من المهرجان. وفي ما يخص حفل الاختتام الرسمي للمهرجان الوطني للمالوف سيكون من توقيع الجوق المشترك للمهرجان في وصلات أندلسية وجوق الفنان المتميز «عباس ريغي»، إلى جانب لفتة فنية مع الفنان «كمال بوذة»، ووصلات أندلسية مع الفنانة «دنيا الجزائرية، كما يتم الإعلان عن الفائزين في المسابقة وتكريم الثلاثة الأوائل، فضلا عن الإعلان عن الفائزين بأحسن صوت، أحسن عازف على آلة موسيقية تقليدية (دربوكة، عود، كمانجا) وتكريمهم.