الاستعمار، ثمانية بلدان فقط - من مجموع 22 دولة عضوة في الجامعة العربية حاليا - كانت مستقلة هي: سلطنة عمان، والجمهورية السورية، وإمارة شرق الأردن، ومملكة العراق، والمملكة العربية السعودية، والجمهورية اللبنانية، والمملكة المصرية، والمملكة اليمنية. في سبتمبر من سنة 1943 وبخلاف سلطنة عمان، بدأت المشاورات الثنائية حول مشروع الجامعة العربية بين كل من مصر والعراق واليمن ولبنان والسعودية وسوريا وشرق الأردن. في عزّ الحرب العالمية الثانية، كانت أغلب الدول العربية تحت نير في 25 سبتمبر 1944، تمّ عقد اجتماع في الإسكندرية ضم ممثلين عن كل من العراقوسوريا ومصر ولبنان والسعودية واليمن وشرق الأردن وعرب فلسطين. بعد ثماني جلسات متتالية، انحصر النقاش حول اقتراح رئيس الوفد العراقي ورئيس الوزراء نوري السعيد، بتشكيل مجلس اتحاد لا تنفذ قراراته إلّا الدول التي توافق عليه حفاظا على سيادة الدول الأعضاء. نجم عن هذه الاجتماعات التحضيرية إبرام بروتوكول عُرف تاريخيا ببروتوكول الإسكندرية، وذلك يوم 7 أكتوبر 1944، ينص على تأسيس جامعة الدول العربية من الدول العربية المستقلة التي تقبل الانضمام إليها، ويكون لهذه الجامعة مجلس يسمى «مجلس جامعة الدول العربية». وبعد بضعة أشهر، اجتمع مندوبو البلدان السبعة في القاهرة يوم 22 مارس 1945، وتم التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية. بادئ ذي بدء، نشير إلى أن الدول العربية تشكل مجموعة جغرافية موحّدة بخلاف جزر القمر، إذ حتى الصومالوجيبوتي بينهما حدود مشتركة، وقريبان لبلدان عربية كاليمن والسودان. كما تمثل لفيفا تاريخيا مترابطا منذ الفتوحات الإسلامية، وولوج العامل الديني الإسلامي في صناعة تاريخ المنطقة، وتحديد لغتها العالمة ودينها الرسمي. كل الدول العربية تنص في دساتيرها على رسمية اللغة العربية، وهذا لم يمنع سبعة دول أعضاء في الجامعة العربية على إقرار لغة رسمية ثانية أو ثالثة وهي: العراق: اللغة الكردية؛ السودان: اللغة الإنجليزية؛ الجزائر: اللغة الأمازيغية؛ المغرب: اللغة الأمازيغية؛ جيبوتي: اللغة الفرنسية؛ الصومال: اللغة الوطنية الصومالية. جزر القمر: اللغة الفرنسية واللغة الوطنية الشيكومور. كذلك تنص أغلب دساتير الدول العربية على رسمية الدين الإسلامي بخلاف لبنانوسوريا والسودان وتونس بعد تعديل دستورها الأخير في جويلية 2022. 1 - أعضاء جامعة الدول العربية إلى جانب الأعضاء المؤسّسين السّبع المنصوص عليهم سابقا، انضمّت باقي الدول العربية إلى الجامعة بعد نيل استقلالها، بخلاف سلطنة عمان التي كانت مستقلة، وتأخرت في الانضمام إلى الجامعة. وقد جاءت تواريخ الانضمام كالتالي: - المملكة الليبية المتحدة في 28 مارس 1953. نالت استقلالها يوم 24 ديسمبر 1951؛ - جمهورية السودان في 19 يناير 1956. نالت استقلالها يوم أول يناير 1956؛ - الجمهورية التونسية في أول أكتوبر 1958. نالت استقلالها يوم 20 مارس 1956؛ - المملكة المغربية في أول أكتوبر 1958. نالت استقلالها يوم 18 نوفمبر 1956؛ - دولة الكويت في 20 جويلية 1962. نالت استقلالها يوم 19 يونيو 1961؛ - الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية في 16 أوت 1962. نالت استقلالها يوم 5 جويلية 1962. - جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في 12 ديسمبر 1967. نالت استقلالها يوم 30 نوفمبر 1967؛ - مملكة البحرين في 11 سبتمبر 1971. نالت استقلالها يوم 15 أوت 1971؛ - دولة قطر في 11 سبتمبر 1971. نالت استقلالها يوم 3 سبتمبر 1971. - سلطنة عمان في 29 سبتمبر 1971. - دولة الإمارات العربية المتحدة في 6 ديسمبر 1971. نالت استقلالها يوم 2 ديسمبر 1971. - الجمهورية الإسلامية الموريتانية في 26 نوفمبر 1973. نالت استقلالها يوم 28 نوفمبر 1960. وقد تأخّر انضمام موريتانيا للجامعة بسبب معارضة الملك الحسن الثاني الذي كان يعتبر موريتانيا جزء من المملكة المغربية. - جمهورية الصومال في 14 فبراير 1974. نالت استقلالها يوم أول جويلية 1960؛ - فلسطين في 9 سبتمبر 1976. نشير إلى أنّ ميثاق الجامعة العربية يضم عدّة ملاحق من بينها ملحق خاص بفلسطين. وقد أكّد الموقعون على الميثاق أنه نظرا لظروف فلسطين الخاصة، وإلى أن يتمتع هذا القطر بممارسة استقلاله فعلا، يتولى مجلس الجامعة أمر اختيار مندوب عربي من فلسطين للاشتراك في أعماله. وفي 9 سبتمبر 1976، اتخذ مجلس الجامعة القرار رقم 3462، والذي يقضي بقبول فلسطين تحت تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية عضوا كامل العضوية بجامعة الدول العربية. نشير أن منظمة التحرير الفلسطينية بدأت المشاركة في أعمال الجامعة بدء من يناير من سنة 1964، أي في اجتماع القاهرة لقادة العرب. ومنذ تأسيس السلطة الفلسطينية أمسى رئيسها (ياسر عرفات ثم محمود عباس) الممثل الرسمي لدولة فلسطين في أشغال القمة العربية. - جمهورية جيبوتي في 4 سبتمبر 1977؛ نالت استقلالها يوم 27 جوان 1977. - جمهورية القمر المتحدة في 20 نوفمبر 1993. نالت استقلالها يوم 6 جويلية 1975. نشير إلى أنّ جمهورية التشاد قدّمت رسميا طلب الانضمام إلى الجامعة العربية يوم 25 مارس 2014، ما زال قيد الدراسة على مستوى المجلس، خاصة وأن التشاد هي الدولة الوحيدة خارج أعضاء الجامعة العربية التي نصّت على رسمية اللغة العربية إلى جانب الفرنسية. كما أنّ بإمكان كل من إريتريا وجنوب السودان طلب الانضمام إلى الجامعة. كما نذكر أنّ بإمكان مجلس الجامعة تعليق عضوية عضو من الأعضاء، وذلك ما حدث لجمهورية مصر في سنة 1979 بعد التوقيع على معاهدة السلام مع الكيان الصهيوني، وتم نقل مقر الجامعة من القاهرة إلى تونس. ولم تسترجع مصر مقر الجامعة إلاّ في سنة 1989 بعد إعادة العلاقات الدبلوماسية بين أعضاء الجامعة العربية ومصر. كذلك تم تعليق عضوية ليبيا لشهور في أعقاب الأحداث التي شهدتها في فبراير 2011. وفي نفس المضمار، تم تعليق عضوية سوريا في 16 نوفمبر 2012 لحين التزام سوريا بتنفيذ بنود المبادرة العربية. 2 - الغرض من تأسيس الجامعة بغض النظر عن القراءات التاريخية والخلفيات السياسية التي كانت وراء تأسيس الجامعة العربية، فإن الغرض الرسمي من إنشاء هذا التكتل العربي جاء في المادة الثانية من الميثاق والذي ينص على ما يلي: «الغرض من الجامعة توثيق الصلات بين الدول المشتركة فيها، وتنسيق خططها السياسية، تحقيقا للتعاون بينها وصيانة لاستقلالها وسيادتها، والنظر بصفة عامة في شؤون البلاد العربية ومصالحها، كذلك من أغراضها تعاون الدول المشتركة فيها تعاوناً وثيقاً بحسب نظم كل دولة منها وأحوالها في الشؤون الآتية: - الشؤون الاقتصادية والمالية، ويدخل في ذلك التبادل التجاري والجمارك، والعملة، وأمور الزراعة والصناعة. - شؤون المواصلات ويدخل في ذلك السكك الحديدية، والطرق، والطيران، والملاحة، والبرق والبريد. - شؤون الثقافة. - شؤون الجنسية، والجوازات، والتأشيرات، وتنفيذ الأحكام وتسليم المجرمين. - الشؤون الاجتماعية والشؤون الصحية. 3 - هياكل الجامعة العربية مجلس الجامعة: يتشكّل مجلس الجامعة من جميع دول الأعضاء، ويعقد دورتين عاديتين في العام، ويمكن أن يعقد دورة استثنائية في حالة الضرورة. من المهام الرئيسية للمجلس قبول أعضاء جدد، وتعديل الميثاق والتصديق على الميزانية، وتعيين الأمين العام ومساعديه. اللجان الدائمة: تتلخّص مهمتها في تحقيق التعاون بين البلاد العربية في شكل مشاريع واتفاقيات تعرض على المجلس للنظر فيها تمهيدا لعرضها على أعضاء الجامعة. وتتمثل هذه اللجان في اللجنة السياسية، واللجنة الاقتصادية والمالية، ولجنة المواصلات (عوّضتا بالمجلس الاقتصادي العربي)، واللجنة الثقافية، واللجنة القانونية، واللجنة الاجتماعية، واللجنة الصّحية، ولجنة الإعلام العربي، ولجنة حقوق الإنسان. الأمانة العامة: تعتبر الهيئة الإدارية الرئيسية لمجلس الجامعة، تتكون من الأمين العام، والأمناء المساعدين، إلى جانب موظفي الأمانة. يتم تعيين الأمين العام من قبل مجلس الجامعة المنعقد على مستوى وزراء الخارجية، شرط أن يحظى التعيين بثلثي الأصوات. أول أمين عام هو عبد الرحمن عزام من مصر، وقد تداول على الأمانة ثماني أمناء، آخرهم هو أحمد أبو الغيط منذ 2016 إلى يومنا هذا. كل الأمناء من مصر ماعدا فترة تعليق عضوية مصر حيث آلت الأمانة إلى التونسي الشاذلي القليبي. أجهزة الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي: تمّ إبرام معاهدة الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي يوم 13 أبريل 1950، وذلك لسد الثغرات التي ظهرت في الميثاق، خاصة فيما يخص المجالين الدفاعي والاقتصادي. مجلس الدفاع المشترك: ويتشكّل من وزراء الخارجية والدفاع أو من ينوبهم. الهيئة الاستشارية العسكرية: تضم رؤساء أركان جيوش الدول المتعاقدة. اللجنة العسكرية الدائمة: من مهامها الرئيسية إعداد الخطط العسكرية لمجابهة أي خطر متوقع أو اعتداء مسلح. القيادة العربية الموحدة: تكون رئاستها للدول التي تكون قواتها المشتركة في العمليات أكثر عددا وعدة. المجلس الاقتصادي: يتولى تسهيل عمليات التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين أعضاء الجامعة. المجالس الوزارية المتخصصة: وهي عديدة نذكر منها: مجلس وزراء الصحة العرب، ومجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، ومجلس وزراء الشؤون الاجتماعية، ومجلس وزراء العدل العرب، ومجلس وزراء الداخلية العرب، ومجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب، ومجلس وزراء النقل العرب...إلخ منظّمات متخصّصة: تمّ إنشاؤها لحاجة بعض اللجان ومنها: اتحاد البريد العربي، واتحاد الإذاعات العربية، والاتحاد العربي للمواصلات السلكية واللاسلكية، والمنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة، ومنظمة العمل العربية، والمنظمة العربية للصحة. 4 - فض الخلافات والنّزاعات بين دول أعضاء الجامعة حسب المادة الخامسة من الميثاق، فإنه لا يجوز اللجوء إلى القوة لفض المنازعات بين دولتين أو أكثر من دول الجامعة، فإذا نشب بينهما خلاف لا يتعلق باستقلال الدولة أو سيادتها أو سلامة أراضيها، ولجأ المتنازعون إلى المجلس لفض هذا الخلاف، كان قراره عندئذ نافذا وملزما. وفي هذه الحالة لا يكون للدول التي وقع بينها الخلاف الاشتراك في مداولات المجلس وقراراته. ويتوسّط المجلس في الخلاف الذي يخشى منه وقوع حرب بين دولة من دول الجامعة، وبين أية دولة أخرى من دول الجامعة أو غيرها، للتوفيق بينهما. وتصدر قرارات التحكيم والقرارات الخاصة بالتوسط بأغلبية الآراء. في نفس الإطار، تنص المادة السادسة على أنه إذا وقع اعتداء من دولة على دولة من أعضاء الجامعة، أو خشي وقوعه، فللدولة المعتدى عليها، أو المهددة بالاعتداء، أن تطلب دعوة المجلس للانعقاد فورا، ويقرر المجلس التدابير اللازمة لدفع هذا الاعتداء، ويصدر القرار بالإجماع، فإذا كان الاعتداء من إحدى دول الجامعة، لا يدخل في حساب الإجماع رأى الدولة المعتدية. إذا وقع الاعتداء بحيث يجعل حكومة الدولة المعتدى عليها عاجزة عن الاتصال بالمجلس، فلممثل تلك الدولة فيه، أن يطلب انعقاده للغاية المبينة في الفقرة السابقة. وإذا تعذر على الممثل الاتصال بمجلس الجامعة، حق لأي دولة من أعضائها أن تطلب انعقاده. 5 - مؤتمرات القمّة العربية عقد القادة العرب منذ تأسيس الجامعة العربية في عام 1945، عدة اجتماعات فاقت الأربعين، توزعت بين قمم عادية وهي الأغلبية (30)، وقمم طارئة وقمم اقتصادية. أوّل قمة عربية عادية كانت في 28 مايو سنة 1946 بدعوة من ملك مصر فاروق، ويعرف بمؤتمر «أنشاص» لانعقاده بالقصر الملكي «استراحة الزهراء» بمدينة أنشاص، وآخرها قمة تونس نظمت في آخر مارس من سنة 2019. نظّمت أول قمة غير عادية بالقاهرة في سبتمبر 1970 على إثر أحداث أيلول الأسود، ونظّمت آخرها في أكتوبر 2000 بالقاهرة أيضا والموصوفة بقمة الأقصى. تنظم الجزائر يومي أول وثاني نوفمبر 2022 القمة العربية العادية الواحدة والثلاثين (31)، وسبق للجزائر أن نظّمت ثلاث قمم عربية في السنوات 1973، 1988 و2005.