نجد أنفسنا ونحن على بعد آلاف الكيلومترات منكم، ونحن في مواجهةٍ دائمة شرسة مع أبشع أنواع الظلم والقهر، ونحن نعاني من الأسر الكبير ومحرومون من كلّ أنواع الحرية الإنسانية ومحاطون بأسوار لسجون متعددة الأشكال والمعاني، نتوق إلى من يَسمع صوتنا وإلى من يُسمِعُ صوتنا إلى أحرار العالم، نجد أنفسنا غير قادرين على وصف مشاعرنا ومدى امتناننا لكم وقد كنتم صدى صوتنا وترديد ألمنا، فلا يمكن لأحدٍ أن يدرك القيمة الحقيقية لما تقومون به إلا أولئك الذين تتحدثون عنهم، الذين يعانون من الأسر ويتوقون للحرية، لقد كنتم بلسماً حقيقياً لنا أكّد فيما أكّد جدوى معاناتنا، وأضاء ليل ظلمات الزنازين، فكان جهدكم قيمةً في حدّ ذاته وإضافةً وتتمةً لتضحياتنا، وحلقةً من حلقات النضال على درب التحرّر الإنساني العام، لأنّ التعريف بقضايا الحقّ في وسائل الإعلام يعادل النضال من أجلها ذلك النضال الذي قاد أسرانا إلى قيود الأحرار، وهذا ما لا نملك مقابله رداً ولا نجد له جائزةً إلا أننا شركاء في مسيرة الإنسان للتحرّر العام والتي لا يمثل السجن بين أربعة جدران إلا أحد أشكالها، لقد كان ملحق «صوت الاسير» الذي أصدرتموه بالتوازي مع ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية حول الأسرى في سجون الاحتلال، كان دلالة على وعيٍ وعافية ويقظةٍ تعيد إلينا الأمل بأهلنا وأمتنا، وجدنا لزاماً علينا أن نعبر لكم عما يفتعل في قلوبنا وعن عظيم الأثر الذي تركه جهدكم في معنويات الأسرى وأهاليهم وأحبابهم، لقد كان عملكم كبيراً كِبَرَ القضية ونبيلاً بقدر نبلها، متمنياً لكم كل التوفيق والازدهار والتألق والنجاح، ومتمنياً لقاءنا دوماً في درب صوت الاسرى، أنقل إليكم حرارة مشاعرنا وحاجتنا الدائمة لصوتكم الحر إلى جانب أسرانا ومناضلينا على سبيل الحرية. ونهنئكم من قلب القدس وصولا لشارع الشهداء حيث تسكننا وتسكنكم صحيفة «الشعب» صوت الثوار والأحرار وبلاد العزة والكرامة.