تحدثت لجريدة «الشعب» الطبيبة العامة نعيمة بن جدة بمستشفى سليم زميرلي بالحراش عن الوضعية الحالية الوبائية الخاصة بفيروس الأنفلونزا الموسمية وأهم إجراءات الوقاية المعتمدة لاسيما التي تخص التلقيح، بهدف حماية كل الفئات الهشة في المجتمع سواء كانوا كبارا أو صغارا، تجنيبا لنقل العدوى وحماية لكل من هم حولنا من أشخاص مسنين أو مرضى مزمنين أو مصابين بأمراض مناعية وحتى النساء الحوامل والأطفال من كل الأعمار مع حالات خاصة. «الشعب»: ما هي درجة انتشار الأنفلونزا الموسمية على مستوى مستشفى زميرلي؟ الدكتورة نعيمة بن جدة: المعروف أن الأنفلونزا الموسمية مرض فيروسي ينتشر بكثرة في فصل الخريف والشتاء، ابتداء من شهر أكتوبر إلى غاية شهر مارس، ولذلك من الطبيعي أن يكون هناك تسجيل ارتفاع واضح في عدد الإصابات بهذا الفيروس، وهذا ما لاحظناه على مستوى الاستعجالات الطبية بمستشفى زميرلي، بالنظر للتغيرات المناخية مع تسجيل تذبذب واضح في ارتفاع درجات الحرارة الذي كان مسبوقا بانخفاض محسوس فيها ما دفع بالأشخاص لارتداء ألبسة دافئة، ولكن مع عودة ارتفاعها من جديد في هذه الأيام الأخيرة يعني قبل عشرين يوما قام الأشخاص بالعودة لارتداء اللباس الخفيف الصيفي، وهناك من قاموا بإعادة تشغيل أجهزة تكييف الهواء في البيوت وأماكن العمل وفي السيارات، وهذا ما يفسر تسجيل ارتفاع الحالات التي تأتينا للفحص في الآونة الأخيرة يشكو معظمها من أعراض مشابهة للأنفلونزا الموسمية، ويمكن القول إننا سجلنا أيضا عددا كبيرا من الإصابات بالنظر لانتشار العدوى، ولكن على العموم معظم الحالات ليست خطيرة ودون مضاعفات صحية على العموم. تزامنا مع عدوى الأنفلونزا الموسمية، كيف هي الوضعية الصحية فيما يخصّ وباء كورونا؟ الوضعية الوبائية لوباء كورونا مستقرة لحد الآن ويمكن الإشارة أنه منذ ما يقارب شهرين لم نسجل أية حالة على مستوى الاستعجالات بمستشفى زميلي، لعلمكم معظم الحالات المسجلة مؤخرا لها علاقة مع الأنفلونزا الموسمية لذلك ندعو المواطنين التزام الحذر واتباع إجراءات الوقاية، لأن فيروس الأنفلونزا ممكن أن يكون قاتلا في حالة الإصابة بتعقيدات حادّة، لذلك لا يجب التهاون في الذهاب إلى الطبيب وخير حماية تبقى التلقيح. ما رأيكم دكتورة في المرضى الذين يكتفون بالتوجه إلى الصيدليات من أجل اقتناء مضادات حيوية؟ ممارسة التطبيب الذاتي خاصة عند الإصابة بالأنفلونزا الموسمية أمر خطير جدا ويتوجب التوعية بخصوصه، للأسف انتشرت مثل هذه التصرفات في المجتمع هناك عدد كبير من الأشخاص يتوجهون نحو التطبيب الذاتي لعلاج أعراض مرضية من خلال الذهاب الى الصيدليات من أجل اقتناء مضادات حيوية خاصة في حالة عدم وجود مضاعفات تتعلق بالأنفلونزا الموسمية. لعلمكم إن هذه الإصابة عبارة عن مرض فيروسي لا يحتاج لأخذ مضادات حيوية في بداية المرض عندما تكون الأعراض بسيطة فالمضاد الحيوي علاج خاص بالبكتيريا فإذا كانت الإصابة بالفيروس في مرحلة أولى خالية من مضاعفات تعقد الحالة مع حدوث عدوى إضافية على المستوى الصدري، بمعنى عندما تكون الأعراض بسيطة لا يمكن أخذ مضاد حيوي، أما في حالة تسجيل تعقيدات على مستوى الصدر، كما سبق وأن ذكرت، يستدعي الأمر ضرورة أخذ مضاد حيوي، وهذا ما يحدده الطبيب من خلال وصفة طبية تشمل بروتوكول علاجي، لأنه إذا لم يراع ذلك وتم أخذ مضاد حيوي بصفة عشوائية من طرف المريض في أول أيام الاصابة دون استشارة الطبيب، ففي هذه الحالة يصبح لدى الشخص مقاومة حيث في حالة لا قدر الله فيما بعد، حدث وأن أصيب ذات الشخص بعدوى فيروسية ورافقتها تعقيدات فإن المضاد الحيوي يصبح دون فعّالية، لأن الجسم اكتسب مقاومة ضد هذا المضاد الحيوي، كطبيبة أرى للنظر في طريقة بيع المضادات الحيوية يجب أن تخضع لوصفة طبية حتى لا يتمكن المواطن من اقتنائها بكل سهولة وبدون استشارة الطبيب.