تعدّ تقنية الري بالأمطار الاصطناعية في المناطق الصحراوية، تجربة مهمة ومثيرة للاهتمام بالنسبة للعديد من الفلاحين المحليين، حيث يعتبر هذا النوع من أنظمة السقي - حسب المختصين في المجال - ناجحا بنسبة كبيرة في المناطق الصحراوية. وبهذا الصدد، وسعيا لتعريف الفلاحين بهذه التقنية الحديثة، ساهمت من جانبها مزرعة البرهنة وإنتاج البذور حاسي بن عبد الله بورقلة، التابعة للمعهد التقني للزراعات الصحراوية، من خلال تجربة أطلقتها خلال السداسي الأول من السنة الجارية، في إطلاع الفلاحين المحليين والمختصين والمهتمين بهذا المجال على نتائج دراسة أقلمة ونجاعة نظام السقي بالأمطار الاصطناعية في المناطق الصحراوية التي كانت بغرض البحث في تأثير الري بالأمطار الاصطناعية، ودوره في الحفاظ على الموارد المائية في المناطق الصحراوية والبحث عن أنظمة سقي مقتصدة للمياه وتحسين مردودية الإنتاج. وشكّل هذا النظام الحديث الذي تمّ تجسيده على عدة محاصيل زراعية، خاصة الإستراتيجية والصناعية تجربة جديدة، تهدف إلى البحث عن حلول مثالية من أجل اقتصاد المياه وتوفير الطاقة، كما لا يتطلّب كفاءة لدى الفلاحين، حيث يمكن للفلاح التحكّم في هذه التقنية بدون جهد كبير ومعرفة علمية، حسب المختصين في المجال. كل هذه الخصائص اعتبرها بعض الفلاحين محفزة على تجربة هذه التقنية التي تقدم العديد من المميزات للفلاح في المناطق الصحراوية، خاصة أنها بالإضافة إلى كونها تعدّ نظاما مساهما في تحسين مردودية الإنتاج تعمل على اقتصاد المياه والطاقة. وفي السياق، كشفت هذه التجربة لمزرعة البرهنة وإنتاج البذور بورقلة، عن مميزات محفزة لهذا النظام بالنسبة للفلاحين الناشطين في المنطقة أبرزها، توفير المياه وتوفير الطاقة وكذا توفير العمالة، بالإضافة إلى سهولة الصيانة، كما تقدّم هذه التقنية ريّا وتسميدا متجانسين، ونسبة إنبات 100 في المائة، كما بلغت كمية مياه السقي المستهلكة في القمح 400 ملم في الهكتار، وفي السلجم الزيتي قدرت ب450 ملم في الهكتار. وبالنسبة لكفاءة الري في القمح الصلب، حقّقت 2,74 كيلوغرام في المتر المكعب، وفي القمح اللين 2,02 كيلوغرام في المتر المكعب، وبالنسبة للسلجم الزيتي 0,35 كيلوغرام في المتر المكعب. تجدر الإشارة إلى أن هذه التجارب، تعد من بين أبرز المهام التي تعمل على تجسيدها مزرعة البرهنة، وإنتاج البذور وذلك من خلال تجارب ودراسات تمّ انجازها في الخضر والتوابل والأعلاف والحيوانات، ودعم الإنتاج بمختلف التقنيات الزراعية الحديثة، إنتاج الشتلات والبذور، وبالإضافة إلى التجارب والدراسات الميدانية، تهتم المزرعة بخصائص الأصناف الحيوانية والنباتية وتقنيات التسميد لمختلف المحاصيل واستعمال المياه الجوفية الألبيانية في تسخين البيوت المحمية وطرق السقي الاقتصادية والدعم التقني والإرشاد الفلاحي أيضا وكذا تجارب الإثبات في المحطة للفلاحين وتنظيم أيام تقنية والتكوين والتأطير.