أكد مدير المصالح الفلاحية لولاية قسنطينة جمال بن سراج قي لقاء مع «الشعب»، أنه تمّ إجراء التجربة الأولى في زراعة نبات السلجم الزيتي على إعتبار قسنطينة ولاية نموذجية لتجارب الفلاحين الخواص في زراعة الكولزا، حيث سجلت أول تجربة سنة 2005 - 2009، إلا أن جهل الفلاح وتخوفه من كيفية تسويقه حدّ من زراعته، لكن اليوم ووفق تعليمات الوزارة الوصية يضيف «بن سراج» أنه تم إدخالها وفق خارطة طريق بهدف تقليص فاتورة الإستراد، حيث تم على مستوى الولاية توزيع وتجريب صنفين من بذور «الكولزا» الأولى تعرف بتكثيف البذور والثانية تعرف بالبذور الهجينة EBRID وهي التي تم استيرادها من الخارج من طرف شركة «بياسات»، على 08 مزارع نموذجية كبداية قامت بزرع النوع الأول الخاص بالتكثيف بكمية إجمالية قدرت ب 100 قنطار بمعدل 36 كيس، وكذا مشاركة 64 مزرعة خاصة بزراعة النوعية الثانية فقط، هذه الأخيرة التي يمكن زراعتها مرة واحدة فقط وتنتج الزيوت في حال توفير كافة الظروف المناسبة مردودا جيدا، مضيفا أن مديرية الفلاحة قد سطرت أهداف تقدر بزراعة ما يعادل 828 قنطار، هذا رغم تخوفات الفلاحين في زراعة هذا النوع الجديد من المحاصيل الفلاحية، إلا أنهم أتقنوا المسار التقني بدءا من احترام فترة الزرع وكذا ضبط آلة البذر مع احترام الكمية الواجب زرعها، مؤكدا على أن الكمية قد تتراجع بنسبة ضئيلة لاعتبارات زراعية خاصة بنوعية هاته البذور. وبالنسبة لخصائصه الزراعية أكد نفس المتحدث، أن الولاية تعرف للأسف شح في تساقط الأمطار إلا أن السلجم الزيتي لا يتطلب الماء وهي التي تتميز بجذور وتدية عميقة تستغل المياه وهو ما جعلها تقاوم الجفاف كما تساهم بشكل كبير في تحسين مردودية الإنتاج من خلال دخولها ضمن الدورة الزراعية وكذا تساعد في القضاء على الأعشاب الضارة التسميد الآزوتي، تكسير حلقة الفطريات، وتخصيب التربة وهو ما يجعل التربة مستعدة لدورة جديدة غنية بالأسمدة الطبيعية التي خلفتها نبتة السلجم. والهدف من تكثيف بذور السلجم والعمل على تطويرها كزراعة إستراتيجية هو المساهمة في تقليص وارداتها من الزيوت النباتية والأعلاف، وللحد من تخوفات الفلاحين فيما يخص تسويق هذا المنتوج، فإن الحكومة عملت على تخصيص كلا من المتعامل الاقتصادي «سيفيتال» وكذا شركة «سيم» لاقتناء هذا النوع من الزيوت. هذا وقد شملت عملية زراعة السلجم الزيتي معظم بلديات الولاية ذلك بهدف تعميمها على كافة الفلاحين ما يسمح بتوفر المعلومات حول هذه الزراعة الإستراتيجية التي تعتبر تحدي للفلاح لإنجاح التجربة الجديدة التي بإمكانها تطوير الزراعات الإستراتيجية على رأسها الزيتية والعلفية لتوفير المادة الأولية للصناعات الغذائية التحويلية والمساهمة في إنقاص فاتورة استيرادها.