الانتصار الساحق الذي حقّقه السفير الجزائري، العربي جاكتا، وفوزه المستحق برئاسة لجنة الخدمة المدنية الدولية التابعة للأمم المتحدة، هو بيان وبرهان على أن العالم يستمع بجديّة للقويم من الآراء، والحصيف من الأفكار، ويعرف جيّدا كيف يختار ما ينفع الناس، بعيدا عن المصالح الضّيقة التي ينصاع لها بعضهم، ويبذلون لأجلها مؤامرات صغيرة مضحكة. انتصار جاكتا وفوزه بالاستحقاق الأمميّ، هو نتيجة طبيعية لخطاب جزائري متزّن، ميزته الحكمة، وطابعه الجدّ، وعنوانه الصّدق، فهو لا يعنى - على المستويين الإقليمي والدّولي - إلا بالصالح العام، ولا يبحث إلا عمّا ينفع النّاس، وما يوافق القيم الإنسانية النبيلة، وعلى هذا لا يكون انتصار جاكتا سوى برهان على أن العمل الديبلوماسي الجزائري، ارتقى بالخطاب العالمي الإنساني إلى ذروة لم يبلغها من قبل، فالقيم الإنسانية مجسّدة في نوفمبر المجيد، فهو الذي ثبتها في الضّمير الجمعي العالمي. إن الجزائر التي تأسست على العدل، ورسّخت الإنصاف، وانتصرت - على الدّوام – للحقّ وحده، دون خلفيات مريبة ولا حسابات خاصة ولا مزايدات عديمة الفائدة، ما تزال ثابتة على مواقفها، تنتصر للإنسان وحقوقه المشروعة، ولهذا لا يمكن للهيئة الأممية العالمية أن تخطئ الخطاب الجزائري، ولا أن تجد عنه بديلا؛ لأنّه – كما أثبت دائما – لا يقصد سوى إلى حماية القيم الإنسانية العليا، ولا يريد من وراء ذلك جزاء ولا شكورا.. جزائر نوفمبر التي استعادت هيبتها الديبلوماسية بفضل حكمة الرئيس تبون، قلب مفتوح للعالم أجمع، ولا يضيرها أن ينزعج بعض الصغار من انتصاراتها المبهرة، بل لا يضيرها أن (يتلاعب) أحدهم هنا، و(يناور) الآخر هناك، فالتاريخ يتحدّث بلسان جزائري مبين، ويقول: الصحيح.. ما ايْطيح.. والتهاني الحارة نرفعها إلى السفير جاكتا..