انطلقت صبيحة أمس بمخيم العيون للاجئين الصحراويين فعاليات الندوة الوطنية الثالثة لسياسات الشباب، بحضور إبراهيم غالي الأمين العام لجبهة البوليساريو الرئيس الصحراوي وأعضاء من الأمانة الوطنية للجبهة والحكومة الصحراوية. أشغال الندوة التي ستتواصل على مدار ثلاثة أيام تشهد مشاركة دولية نوعية، حيث ستتناول بالإثراء والتحليل عديد القضايا التي تهم الشباب حول العالم، من خلال جلسات نقاش حول محاور الشباب ومعركة التحرير، حفظ الموروث الثقافي والدعاية الاعلامية المغربية ودور الشباب في مواجهتها. في كلمته التي ألقاها أمام المشاركين في أشغال الندوة الوطنية، أكد ابراهيم غالي رئيس الجمهورية الصحراوية أن هذه الندوة تنعقد في ظل ظروف استثنائية ومتميزة من كفاح الشعب الصحراوي، ورغم الظروف الراهنة وما تتميز به من استثنائية، كان لزاماً تنظيم هذه المحطة المتميزة نظراً للأهمية القصوى والدائمة التي توليها الجبهة والدولة الصحراوية للشباب. نوّه غالي بدور الشباب الصحراوي وحضوره الدائم ومسيرته النضالية في بناء الدولة الصحراوية، فقدموا قوافل من الشهداء والمفقودين والمعتقلين والمعطوبين، فبرزوا بروح الوطنية والتضحية والعطاء. لا تعامل مع مقاربة تهدف للقفز على الشرعية الدولية قال الأمين العام لجبهة البوليساريو أن هذه الاخيرة سعت بكل ما أوتيت من إمكانيات وسبل إلى الإسراع في توفير فرص التعليم والتكوين للأطفال الصحراويين عامة، في الداخل كما في الخارج، في توجه استراتيجي قار، كانت له أروع النتائج، بحيث أن الدولة الصحراوية الفتية –يضيف الرئيس الصحراوي- تحظى اليوم بنسبة جد مرتفعة من الخريجين في مختلف الاختصاصات، ناهيك عن تقليص الأمية إلى أبعد الحدود، وبالتالي تكوين جيل من الشباب المثقف الواعي الذي ساهم ويساهم اليوم باقتدار ومسؤولية في كل مناحي الفعل الوطني، وفي كل هيئات الجبهة ومؤسسات الدولة الصحراوية. جدّد الرئيس الصحراوي مطالبة الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي والمنتظم الدولي عامة بالتدخل لإطلاق سراح الأسرى المدنيين الصحراويين في السجون المغربية، ووضع حد للانتهاكات الجسمية لحقوق الإنسان التي يتعرض لها المواطنون الصحراويون العزل من طرف دولة الاحتلال المغربي، ووقف نهبها الممنهج للثروات الطبيعية الصحراوية وكافة ممارساتها وأنشطتها غير القانونية على الأراضي الصحراوية، كما أعرب عن إدانته الاستهداف المتزايد من طرف دولة الاحتلال المغربي للمدنيين العزل، باستعمال وسائل الدمار المتطورة. تحالفات مشبوهة قال الرئيس الصحراوي إن جبهة البوليساريو التي تؤكد دائماً استعدادها للتعاون مع جهود الأممالمتحدة الرامية إلى تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، لا يمكنها بأي حال من الأحوال التعامل مع أي مقاربة تهدف إلى القفز على الشرعية الدولية ومصادرة الحق الراسخ للشعب الصحراوي، غير القابل للتصرف، في تقرير المصير والاستقلال. داعياً مجلس الأمن الدولي إلى تحمل المسؤولية، ووضع حد لحالة الجمود التي يتحمل بعض أعضائه المسؤولية الكاملة عنها، من خلال «التغاضي المكشوف والتشجيع المخجل للممارسات العدوانية الاستعمارية المقيتة لدولة الاحتلال المغربي». شدّد غالي على ضرورة تمكين بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية المينورسو، من تأدية مهمتها التي كلفها بها، وبالتالي إلزام دولة الاحتلال المغربي فوراً برفع كل القيود والشروط التي تحول دون تطبيق خطة التسوية الأممية الإفريقية لسنة 1991. طالب الرئيس الصحراوي الاتحاد الإفريقي بتكثيف الجهود لإنهاء آخر حالة استعمار في القارة الإفريقية، مؤكداً على استعداد الجمهورية الصحراوية للعمل على حل النزاع القائم مع جارتها المملكة المغربية، كبلدين عضوين في المنظمة القارية، بالتقيد الصارم بمبادئ القانون التأسيسي للاتحاد، في ظل احترام الحدود الموروثة غداة الاستقلال والاحترام المتبادل وحسن الجوار، كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى الالتزام والتقيد بأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني عامة، وبشكل خاص قرارات محكمة العدل الأوروبية بخصوص الوضع القانوني للصحراء الغربية، باعتبارها والمملكة المغربية بلدان منفصلان ومتمايزان، ولا يحق لأي طرف كان التوقيع على أي اتفاق في أي مجال من شأنه المساس بأراضي أو أجواء أو المياه الاقليمية للصحراء الغربية. قال الرئيس الصحراوي إن دولة الاحتلال المغربي قد لجأت إلى تصعيد حربها التوسعية الظالمة، واختارت التحالفات المشبوهة وفتحت المجال للأجندات الأجنبية التخريبية التي تهدد السلم والاستقرار في كامل المنطقة، وكثفت من حملاتها المسعورة الهادفة إلى المساس من الوحدة الوطنية الصحراوية وزعزعة جبهتنا الداخلية بأخبث السبل والوسائل، بما فيها توظيف المخدرات لدعم وتشجيع عصابات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية. مؤكداً بأن مساعي الاحتلال المغربي كان مصيرها دائماً هو الفشل، «وستفشل دائماً في المساس من إرادة ومعنويات شعبنا وتصميمه على تصعيد معركة الحرية والكرامة، فالشباب الصحراوي اليوم أكبر دليل وأقوى ضمانة تؤكد فشل تلك المقاربة الاستعمارية، فكل ما حل جيل صحراوي جديد إلا وازداد تمسكاً وإصراراً ووعياً وفهماً وإدراكاً واستعداداً للتضحية والعطاء.»