أعلنت اللجنة المشرفة على الندوة الدولية للتنسيقية الأوروبية لدعم الشعب الصحراوي "إيكوكو" عن عقد الطبعة 46 للندوة في الثاني والثالث ديسمبر القادم، بالعاصمة الألمانية برلين، في محطة وصفت بالهامة لما تشكله من فرصة أخرى من أجل حشد الدعم الدولي وتعزيز جهود حركة التضامن في وضع حدّ للاستغلال غير القانوني للثروات الطبيعية الصحراوية ودعم المؤسسات الوطنية للجمهورية الصحراوية في مختلف الأصعدة والمجالات. وأطلقت اللجنة المشرفة على الندوة الأوروبية للتضامن ودعم الشعب الصحراوي، قبل يومين صفحتها الإلكترونية الخاصة بالتسجيل للمشاركة في أشغال الدورة واختيار الورشات الأربعة التي حددتها اللجنة لتسليط الضوء على واقع حقوق الإنسان في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية ووضعية المعتقلين السياسيين الصحراويين بسجون الاحتلال خاصة مجموعة "أكديم إزيك". وقال المسؤول الصحراوي المكلف بأوروبا والاتحاد الأوروبي، أبي بشرايا البشير، أن "اختيار برلين ينبع من الأهمية الكبرى لألمانيا ضمن السياق الأوروبي والعالمي وضمن التحديات المستقبلية المحيطة بالقضية على مستوى ملف الثروات وقرار المحكمة الأوروبية القادم والدور المطلوب من الاتحاد الأوروبي في الضغط لتسريع التسوية العادلة على أساس القانون والشرعية الدولية". واعتبر الدبلوماسي الصحراوي، أن انعقاد الطبعة القادمة ل "إيكوكو"، يأتي في ظرف مفصلي بالنسبة للقضية الصحراوية تطبعه العديد من الانتصارات الدبلوماسية والحقوقية والقانونية بالنسبة للشعب الصحراوي وفي ظل واقع جديد تطبعه كذلك العودة للكفاح المسلح ورهانات الاحتلال الخطيرة بالزج بأطراف خارجية لضرب أمن واستقرار المنطقة". وهو ما يتطلب حسب ما اكده "تجنيد الجميع، الشعب الصحراوي والمتضامنين معه لربح الرهانات الحالية وتسريع مسار الاستقلال الوطني". وأبدى بشرايا البشير، أمله في أن تكون طبعة العاصمة الألمانية لهذه الندوة، حدثا بارزا يخرج بخارطة طريق تضامنية فعالة تغطي سنة 2023 وتلبي تطلعات المرحلة من مختلف الجوانب. ومن المنتظر أن تستقبل الطبعة 46 للندوة الأوروبية لدعم الشعب الصحراوي وفدا رسميا يمثل الدولة الصحراوية إلى جانب وفود دولية وازنة وممثلين عن حركة التضامن من مختلف البلدان. وفي نفس سياق دعم القضية الصحراوية، رافع، نكوسي ماندلا مانديلا، حفيد ايقونة النضال الجنوب افريقي، نيلسون مانديلا، أمام اللجنة الرابعة الأممية لتصفية الاستعمار لصالح حق شعب الصحراء الغربية في تقرير مصيره. وقال عضو برلمان جنوب إفريقيا في كلمته إنه "لا يمكننا أن نرتاح بينما الصحراء الغربية محتلة"، مجددا تضامن بلاده مع الكفاح التحرري للشعب الصحراوي، داعيا الاحتلال المغربي للتخلي عن سياسته التوسعية وإنهاء الاحتلال وإطلاق سراح جميع السجناء السياسيين الصحراويين مؤكدا وجود تشابه بين ما عاشته بلاده وما يعيشه الشعب الصحراوي تحت الاحتلال. وقال إن "الجنوب إفريقيين كانوا أنفسهم ضحايا الاستعمار والتمييز العنصري ومكائده التي تدمر حياة الشعوب". وعبر عن إيمانه بالنصر الحتمي للشعب الصحراوي بالقول "نحن نعلم على وجه اليقين أن الشعب الصحراوي سينتصر، رغم الصعاب ولأن مآل القضايا العادلة هو النصر الذي سيكلل تضحيات أجيال من المقاتلين الشجعان في جبهة البوليزاريو والشعب الصحراوي بشكل عام، سنقف إلى جانبكم حتى فجر الحرية". كما أعاب مانديلا على إسبانيا باعتبارها القوة الاستعمارية السابقة "غسل يديها من الصحراء الغربية بسهولة"، مشيرا في السياق إلى تجربة بلده مع الاستعمار وكيف أثر على مسار تنميته. وعبر حفيد نيلسون مانديلا في الأخير عن يقينه بأنه مثلما انتصرت جنوب إفريقيا لأن قضيتها عادلة، فإن الشعب الصحراوي سينتصر أيضا على كل صعاب التاريخ.