انتهاج الحوار والمشاركة الجماعية في تسيير الحياة الجامعية أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون على ضرورة إجراء إصلاح ومراجعة في نظام الخدمات الجامعية من ناحية الكم والكيف، في توجه يرمي للرفع من جودة الخدمات الجامعية والنهوض بها لمستوى تطلعات السلطات العليا والأسرة الجامعية بمكونها الجوهري الطلبة، في إطار عصرنة الجامعة والخدمات الجامعية، لتوفير البيئة المواتية التي تساهم في خلق الثروة وتعزيز اقتصاد المعرفة والابتكار، من خلال توفير ظروف طلابية مواتية توفر الراحة والجودة في نوعية الخدمات الجامعية، خاصة مع تكريس وزارة التعليم العالي والبحث العلمي انفتاح الجامعة على الطلبة الأجانب من خلال وسم "أدرس في الجزائر" Study in Algeria، الذي يرمي من خلاله القطاع أن يكون مساهما في صناعة الثروة وتوفير العملة الصعبة من خلال توفير خدمات تعليم وإقامة في مستوى تطلعات الوافدين الأجانب. تعمل الجزائر وفق إستراتيجية وثيقة على تطوير ملف الخدمات الجامعية وعصرنته بغية ترقيته إلى مستوى يستجيب لتطلعات السلطات العليا والمستفيدين منه كما وكيفا، بحيث يساهم في هذا الصدد في الرفع من جودة التعليم العالي والبحث العلمي، ويحقق إضافة نوعية لتطلعات الأسرة الجامعية والطلبة بالخصوص لتحقيق ظروف راحة مواتية للمقيمين. وشرع قطاع الخدمات في عصرنة جوانب الإيواء والنقل حيث جرى توفير أرضية إلكترونية للاستفادة من غرفة إقامية بشكل رقمي، إضافة لإطلاق تطبيق جديد لتحديد وتتبع حركة النقل الجامعي يتمثل في تطبيق Mybus، والذي ييسر على الطلبة كيفيات الالتحاق بحافلاتهم بشكل محدد ومضبوط، فضلا عن إمكانية تتبع حركتها على الخرائط التكنولوجية بشكل شفاف. ويجري حاليا رفع مستوى جودة التسيير في القطاع من خلال عدة آليات من بينها تعيين إطارات أكثر دراية وانضباط في الوقوف على مشاكل الإقامات الجامعية، فضلا عن توصيات وزارية لترقية جودة الوجبات وظروف الإطعام والتدفئة، للاستجابة لتطلعات الطلبة. وقد أكد الوزير بداري شهر جانفي الفارط خلال تدشينه لمطعم جامعي بجامعة الجزائر 3 بسعة 800 مقعد ويقدم 3000 وجبة أن تحسين الخدمات الجامعية عامل مهم لتمكين الطلبة من تحقيق الامتياز، كما أكد الوزير أنه لغاية جوان 2024، سيتم إطلاق أربع منصات رقمية لترقية مستوى الخدمات الجامعية في كل من مجال الإطعام، الإيواء والنقل في إطار عملية تعميم رقمنة الخدمات الجامعية. في ذات السياق، سبق وأشار الوزير بداري إلى إمكانية اللجوء للدعم المباشر في مجال الخدمات الجامعية، بعد إجراء استشارة واسعة مع مختلف المعنيين بهذا الملف، وصرح البروفيسور بداري خلال جلسة علنية بالمجلس الشعبي الوطني أن "الدعم المباشر للخدمات الجامعية يعد من بين الفرضيات التي ستتم دراستها، وذلك بمشاركة مختلف المتدخلين وفقا لمنهج الحوار والمشاركة الجماعية في تسيير الحياة الجامعية". وشدد بداري على أن قطاعه "لن يدخر أي جهد في سبيل تحسين الإطار المعيشي للطالب، لتمكينه من التفرغ للتحصيل العلمي والابتكار وسط بيئة مناسبة"، بغية "تجسيد خارطة الطريق المسطرة للنهوض بالقطاع وتنفيذ تعليمات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وبرنامج عمل الحكومة". وأفاد بداري أن قطاعه سبق وباشر جملة من الإجراءات لتحسين الخدمات الجامعية، من خلال إنشاء لجنة وطنية لمرافقة الديوان الوطني للخدمات الجامعية لتجويد ورفع مستوى خدماته، كما شرع القطاع في ترميم جزئي ل 66 إقامة من أصل 466 إقامة يقيم بها حوالي 500 ألف طالب.