الهلال الأحمر الجزائري يرسل مساعدات إنسانية قوامها 210 طن باشرت، أمس، فرق الحماية المدنية الجزائرية، للبحث والإنقاذ، مهامها في المناطق المتضررة من الزلزال العنيف الذي ضرب سورياوتركيا. في وقت عبر الرئيس السوري بشار الأسد، عن بالغ شكره للجزائر، كونها «أول من استجاب لنداء المساعدة». بالمقابل أرسل الهلال الأحمر الجزائري مساعدات إنسانية قوامها 210 طن. لم تمر مسارعة الجزائر، لمؤازرة الجمهوريتين السورية والتركية، جراء الهزتين الأرضيتين العنيفتين اللتين ضربتا شمال وجنوب البلدين، فجر وصباح الأثنين، دون أن تلفت الانتباه، نظرا لما اعتبرته نخب عربية مؤثرة «نخوة جزائرية ثابتة» مهما كانت صعوبة الظروف. وكان الرئيس السوري، بشار الأسد، أول الممتنّين للموقف الجزائري، حيث عبر عن شكره لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون «عن موقفه الأخوي النبيل المتضامن». وأعرب في مكالمة هاتفية بينهما، عن تقديره «الكبير للتضامن المتأصل في الشعب الجزائر، لاسيما وأن الجزائر أول من استجاب لنداء المساعدة». وأضاف، بحسب بيان لرئاسة الجمهورية، بأن «سوريا تدرك في مثل هذه الظروف، مواقف وخصال الشعب الجزائري ولن تتردد في طلب أي مساعدة من الشقيقة الجزائر». من جانبه، جدد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، تعازيه الخالصة للرئيس السوري «في ضحايا الزلزال المدمر»، وأكد وقوف الجزائر ومساهمتها في التخفيف مع هذه المحنة «مع الشعب السوري الشقيق». وكان الرئيس تبون، قد أمر، صباح الاثنين، وفي أولى اللحظات التي تلت الزلزال الذي ضرب المناطق الشمالية لسوريا والمناطق الجنوبية لتركيا، بإرسال فريقين للبحث والإنقاذ للحماية الجزائرية، التي تملك خبرة دولية في المجال، وهو ما أشرف عليه بشكل فوري وزير الداخلية والجماعات المحلية، إبراهيم مراد، من المقر الرئيسي للحماية المدنية بالعاصمة. وتنقل الفريقان، من مطار بوفاريك، صوب المناطق المتضررة، ليشرعا، أمس، في تنفيذ مهامهما في المناطق الحضرية بمنطقة أديامان بجنوب وسط تركيا، ومدينة حلب السورية. ويتشكل الفريق الأول، من 89 عنصرا. أما الثاني فقوامه 86 عونا من مختلف الرتب والاختصاصات إلى جانب أطباء وفريق سينوتقني. وحظي وصول الفريق الجزائري للبحث والإنقاذ بتغطية إعلامية كبيرة، من قبل الإعلام السوري وكبرى الجرائد والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، كونه أول الواصلين إلى سوريا، لتقديم الدعم والإغاثة، في ظل حاجة البلد الذي يمر بأزمة حادة والقابع تحت طائلة عقوبات غربية، إلى إمكانات للتعامل مع مخلفات الزلزال المدمر الذي بلغت شدته 7,7 درجات على سلم ريشتر. جسر جوي بين البلدين وإلى جانب الإغاثة والبحث تحت الأنقاض، أقامت الجزائر جسرا جويا مع البلدين، لتقديم المساعدات الإنسانية. وأظهرت فعالية وسرعة فائقة في النقل اللوجستي عبر طائرات الشحن العسكري التابعة للقوات الجوية الجزائري. وإلى غاية عصر أمس، «حطت 03 طائرات بمطار حلب السوري، اثنتان تحملان مساعدات وواحدة (الأولى) تحمل فرق الإنقاذ». وتوجهت قبلها إلى تركيا، حيث قام الهلال الأحمر الجزائري، تنفيذا لأوامر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بإرسال 210 طن من المساعدات، 115 طن منها إلى الجمهورية العربية السورية و95 طنا إلى تركيا»، وتتضمن أغطية، أغذية، خيما، أدوية ومساعدات أخرى. تدخلات نوعية وفي أول حصيلة ميدانية لعملها، أعلنت الحماية المدنية الجزائرية، عن نجاح الفريق في إنقاذ طفل رضيع حي من تحت الردوم، بأديان بتركيا. فيما تمت عملية إنقاذ والدته تحت الأضواء الكشافة، وقبلها تمكن الفريق من انتشال جثتي شخصين (02) متوفيين (رجل وامرأة).