أشرف وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، بالكاف بتونس على إعطاء إشارة انطلاق تصوير أول فيلم جزائري تاريخي من نوع التحريك ثلاثي الأبعاد بعنوان «الساقية». وسيتم إنتاج هذا الفيلم التاريخي من طرف وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، حيث تبلغ مدته 70 دقيقة وسيقوم بإخراجه نوفل كلاش، فيما أعد السيناريو الخاص به والذي يتناول أحداث ساقية سيد يوسف، الطيب توهامي. وستستخدم في هذا الفيلم مشاهد مستنبطة من مناطق بالجزائر العاصمة والمدية وسوق أهراس، حيث سيستغرق تحضيره 30 أسبوعا ويسهم في ضبطه 20 تقنيا. ويعد فيلم «الساقية» ملحمة ثورية لمنطقة حدودية امتزج فيها الدم الجزائري بالدم التونسي بعد أن توحدت قلوب الشعبين على هدف واحد وهو الحرية ونيل الاستقلال، ويروي الفيلم قصة عائلة الجد أحمد الجزائرية المتكونة من الجد أحمد وابنته وحفيده عمار، والذين اضطرتهم حملات القمع والنهب والتخريب التي يقوم بها جيش المستعمر ضد المدنيين، إلى مغادرة الدوار الذي يعيشون فيه والانتقال كلاجئين إلى بلدة ساقية سيدي يوسف، لتستقر العائلة هناك في كوخ بسيط يملكه أحد أهالي الساقية، وهو التونسي بلقاسم الذي قرر من تلقاء نفسه مساعدة هذه العائلة الجزائرية، ومد يد العون لها واقتسام لقمة العيش معها. وفي مشهد آخر، يتمكن الطفل عمار من تحدي الصعاب وقطع المسافات للالتحاق بوالده في ساقية سيدي يوسف والالتقاء به قبل أن يفارق الحياة، ولم تتوقف مأساة عمار عند هذا الحد، بل عايش أحداث ومجازر ساقية سيدي يوسف وقصف طائرات الاحتلال لكل ما هو حي في تلك المنطقة الحدودية. وبشيء من التشويق، وقع القصف الاستعماري عندما كان عمار رفقة زملائه في القسم يدرسون، حيث كان بصدد إهداء رسم لصديقه بمناسبة عيد ميلاده. وهنا يطرح الفيلم العديد من الأسئلة، من بينها هل ينجح عمار في إيصال هديته، وهل يتمكن الطفلان من البقاء على قيد الحياة تحت بطش القصف ونيران التفجيرات التي طالت الساقية في 8 فبراير 1958.