يتوفر القطاع الاقتصادي العمومي على قدرات معتبرة من وسائل الانجاز في قطاع البناء الذي بقدر ما يكون جيدا بقدر ما يضمن وتيرة اقتصادية جيدة، ويوصف هذا القطاع بالقاطرة التي تجر عربة التنمية. بالأمس كانت شركة »دي. أن. سي« العملاقة بمثابة الساعد القوي بيد الدولة في انجاز البرامج العمرانية، ولم يبق منها حاليا سوى ذكرى مؤسسة ما أحوج الساحة لمثلها. لكن بالمقابل هناك مؤسسات أخرى عمومية وخاصة تتولى على قلتها الإسهام في المجهود الوطني للبناء الذي يستفيد من مخطط أعباء لا نظير له بعد إطلاق المشاريع المليونية التي ردت الاعتبار لقطاع البناء ومن ثمة المؤسسات التي تشتغل بأعلى طاقتها. في هذا الإطار، يصنف مجمع كوسيدار الذي يحقق نسبة نمو سنوية تتراوح بين 15 و20 بالمائة، ضمن أكبر مؤسسات الانجاز خاصة من خلال فرعه للبناء والترقية العقارية الذي يمثل الساعد القوي للمجمع المشكل من 6 فروع متخصصة. فهي تتوفر حسب مسؤوليها على قدرات كبيرة في الانجاز، مما يضع الورشات العديدة في المتناول. ويرتكز المجمع بكامله على مخطط أعباء هائل يقدر ب 40 مليار دينار منها 120 مليار دينار لفرع البناء وانجاز السكن ويحقق نتائج مالية هامة لفائدة الدولة والمجموعة الوطنية في سوق أصبحت مفتوحة على الشراكة الأجنبية. ويشغل فرع البناء لهذا المجمع حوالي 6 آلاف عامل من مختلف المستويات وبإمكانه توسيع الاستثمارات وفقا لما يسطره المالك وهو الدولة. وأكد مساعد الرئيس المدير العام الذي تعذر علينا لقاءه أن مردودية العامل الجزائري حسنة وينبغي تطويرها باستمرار على مستوى الورشات خاصة من خلال التكوين والتأهيل المستمر وأضاف أنه بالإمكان إنشاء مراكز للتكوين المهني في البناء. وفي هذا الإطار، أفاد محدثنا أنه يتم اعتماد أكثر من 300 مليون دينار للتكوين سنويا (2 مليار دينار في 5 سنوات)، مرحبا بوضع مرافق ملائمة للتكوين تحت تصرف كوسيدار للتكوين في مختلف مهن وحرف البناء والعمران، مؤكدا الالتزام بتجهيزها وتأطيرها بكفاءات من المؤسسة. وأشار إلى أن للمؤسسة مركز للتكوين في قيادة الآليات بالمسيلة، كما أن الرئيس المدير العام يرأس المجلس الوطني للشراكة لقطاع التكوين والتعليم المهنيين. غير أن هناك معوقات تعترض الطريق مثل هجرة الكفاءات بفعل العروض المغرية للأجور لدى مؤسسات أجنبية غير أن المؤسسة العمومية تبقى جذابة للكفاءات لما تمنحه من فرص ضمان مناصب العمل خاصة من خلال ما تمنحه الدولة من مشاريع في البناء تسيل لعاب الشركاء الأجانب الذين يتوافدون للفوز بصفقات قلما تعرض في أسواق أخرى. ولأن المنظومة البنكية تلعب دورا متميزا في كل هذه الديناميكية أكد محدثنا أن الوضع المالي للمجمع متوازن ولديه أصول هامة ترشحه لأن يدخل في مشاريع شراكة من الحجم الكبير، علما أن الاحتكاك مع الخبرات الخارجية يضاعف من قدرات المنافسة والتحكم في الآجال والجودة.