ولي الأزْرقان وهما الأمْجدان في هذا التعالي منْ عناقِ التِّحنان، وهذا الاخضرارُ لي والنَّدى هذا الألق، ولي هاتيكَ السماءُ ويلوحُ لي أزرقها الشَّفيفُ في ذا الصباحِ الرَّهيف، والمدى في اتساعِ الحلمِ إذ ينفتحُ قدامي فأراني في المحبَّة، وأحبُّني بها وأحبُّها وقدِ احتوتني إليها… وأعبرُني إلى ضفةِ الشوقِ وقدْ دعاني إليه، فيحدثُني الذُّهولُ في استواءِ هذا الفرح، فيرقصُ لهُ النبضُ إذ أطيرُ إلى الغيمةِ التي في المدَد، هذا مندوفُها في البياضِ منَ الحنينِ إليها اشتهاء، وقد جئتها أسعى منْ ألمي الصَّفيِّ، وتوصيني لا تنسَ دمَ العاشقين، هذا النَّثارُ لو ينطقُ تهتزُّ الأرض، سرْ ممتشقاً دمَكَ الدليلَ إليهمْ وقدْ تسامى في الأباعيد... وكنتُ وحدي أرعى الزهورَ لعرسِ العطور، ولمْ يكنْ معي منْ أحد في ذا الزمنِ الآيلِ للبدَد، ولا زادَ لي غيرُ قلبي، وقد تعالى نبضُهُ في حريقِ الهوى، ولي سرُّها فيستعرُ الجوى لها ويفيضُ الشَّجى، هذي المواويلُ تصَّعَّدُ نارُها منْ غيضةِ الغضا، إنِّي المُبتلى بها والشغفُ مِهمازُها، ثمَّ إنها تعلو في الحريقِ فتزدادُ في الوتينِ اشتعالاً... يرتفعُ صوتُ الوجيبِ الحبيبِ في الأقاصي منَ الحنايا، فوقَ المكانِ وفيما وراء الزمان، في شجنِ العاشقِ المُكتوَى، ورجعُ الصَّدى هذا الصَّهد، يا اسمَكِ السَّمويَّ المرتجى كأنِّي أراني أغُصُّ عندَ الحُشاشةِ بالحروفِ الحواني، وقدْ عبرتُ هذي الآلاء، يا قوسَها الثاني وقدْ دنا ثمَّ تدلَّى، والنبضُ يدعو مبتَهِلاً عندَ الجوانح، هذا ابتلائي… والحنجرةُ بين يديْ جدِّي ابنِ عربي، يمسحُ على الوريدِ والدَّمُ في الخفقِ اشتعال، أكانَ الجسمُ مسجًّى هنا في سكرةِ الحشْرجةِ العصيَّةِ مدَّثراً بهذي الصَّبابة، والنبضُ قدْ غادرَ صلصالَهُ محترقاً يستبقُ الطَّهارة؟ أهو الآنَ في الأعالي منَ السَّديمِ عندَ السينِ من سدرةِ الوجْد؟ أمْ في الأنوارِ منَ النورِ وقدْ تجلَّى في سرِّ الأسرار؟ أمَ انَّهُ في الحضرةِ يا لذَّةَ هذا الدُّوار..؟