قانونيا ودستوريا، الإعدام هو جريمة قتل يسلب حق من الحقوق الفطرية وهو الحق في الحياة. وما حصل مع الطفل محمد العلامي البالغ من العمر 11 عام هو جريمة متكرّرة ترتكب كإجراء روتيني من قبل جنود الاحتلال، وقرار السلطات القائمة بالاحتلال يوم الثلاثاء، بتقديم لائحة اتهام ضد الجندي الذي أطلق النار على مركبة في الخليل نهاية شهر تموز 2021، ما أدى لاستشهاد الطفل محمد العلامي 11 عاما. القانون والقضاء في دولة الاحتلال عندما يكون الخصم فلسطيني يصبح ما هو إلا تلاعب بإجراءات التحقيق التي تهدف إلى طمس الحقائق، بدلا عن كشفها، مما يعطي تصريح باستخدام القوة المفرطة خارج نطاق القانون هذا التصريح الذي نتج عنه مجزرة نابلس أمس التي أقل ما توصف جريمة قتل جماعي واستخدام المدنيين الأبرياء غطاء لتنفيذ واكتمال الجريمة المنظمة حيث دولة الاحتلال لم تكتفي بوصفها دولة فصل عنصري بل تمارس سلوك رجالات العصابات والإجرام بأن تتقمص دور رجال الدين وتدنيس المساجد وتستخدم دور العبادة كمسرح لإعداد واكتمال فصول الجريمة . قانونياً نودّ الإشارة هنا إلى أنه منذ العام 2017، لم يتمّ تقديم سوى لائحة اتهام واحدة ضد جنود الاحتلال الصهيوني الذين استهدفوا فلسطينيين بالرصاص الحي. بالإشارة أيضا إن إطلاق النار نفذ في انتهاك للقواعد الإنسانية ولم يكن هناك أي حالة خطر أو تهديد للحياة تستوجب إطلاق النار على المركبة تماما كما تفاصيل قتل وإعدام الطفل محمد العلامى الذي اختطفته رصاص جنود الاحتلال من بين أفراد أسرته ومن داخل مركبة والدة. كما نود أن نؤكد هنا، من وجهة نظر حقوقية، أن إجراءات التحقيق تلك هدفها الرئيسي هو التهرب من المساءلة القانونية أمام المحكمة الجنائية الدولية التي تقوم على مبدأ التكامل القضائي، أي أنه لا يحق لها أن تمارس ولايتها القضائية إلا عندما تفشل النُظم القضائية الوطنية في ممارسة ولايتها القضائية وفقا للمعايير الدولية. الاحتلال صاحب سجل حافل فى حماية القتلة والمجرمين من المستوطنين والجنود واليوم تمارس هذه الحماية بقرار وزير القتل العنصري ايتمار بن غفير الذي يدعو إلى تسليح المستوطنين وإلى تشجيع القتلة والتي أولى إفرازاتها الانتقال من القتل الفردي إلى الجرائم الجماعية كما حصل بنابلس والتي أودت بحياة أكثر من إحدى عشر شهيدا وأكثر من مائة جريح.. خلاصة القول.. إننا ذاهبون لمشهد تعطي دلائل حيه وموثقه لكل الحقوقيين أننا أمام دولة فصل عنصري ترتقى بسلوكها الإجرامي بفعل غياب صوتها للأسف الشديد..