نظمت الجمعة بقاعة حرشة حسان (الجزائر)، سهرة في الفنّ النبيل، تكريما للملاكم الدولي والمدرب القدير، ابراهيم بجاوي، بحضور عدد كبير من قدماء الملاكمين والشخصيات الرياضية. صرح بجاوي ل«واج" بهذه المناسبة: "أنا جد سعيد بحفل التكريم المقام على شرفي والذي سيحفزني أكثر ويزيدني إرادة ورغبة لمنح بلادي الجزائر كلّ ما أملك من معارف في الملاكمة". وأضاف "سأخدم وطني ولن اعتزل الفنّ النبيل حتى أغادر الحياة، عندما أنظر إلى هذا الجمع الكبير من قدماء الملاكمين، أشعر بالفخر والحماس، لم أجد الكلمات التي أعبر عنها أكثر عن إحساسي اليوم". قدم صاحب أكبر عدد من التتويجات الوطنية والدولية كرياضي ومدرب، تشكراته الخالصة إلى كل الهيئات التي ساهمت في هذا التكريم. سيواصل بجاوي، بعد 40 سنة من العطاء، نشاطه في عالم الفنّ النبيل وبالتحديد، بالإشراف على المنتخب العسكري للاختصاص الذي سيشارك معه في عدة استحقاقات دولية (بطولة العالم والبطولة العربية العسكرية- 2023 بالجزائر) في الأشهر المقبلة وقال "إذا ما طلبت مني الاتحادية العمل معها، فسألبي النداء لأن هذا بالنسبة إلي واجب وطني وأنا هنا في خدمة الشباب الجزائري بما استطيع". صرح التلميذ القديم للمدرب الوطني، البطل محمد بن قاسمية: "أنا جد مسرور بحفل التكريم هذا فخر لبجاوي، إنه يستحق كل التقدير والاحترام بعد 40 سنة من العطاء". واستطرد "بفضل تضحياته معنا عندما كنا شباب، كان له الفضل في نجاحنا والتألق على الصعيدين الوطني والدولي، قضيت معه مدة سبع سنوات كمدرب وهي ذكريات تبقى راسخة في الأذهان إلى الأبد". من جهته، نوّه مصطفى موسى صاحب البرونزوية في اولمبياد لوس أنجلس 1984 بهذا التكريم، قائلا:« لا يمكن إعطاء بجاوي حقه مهما قمنا بإسدائه التكريمات، رجل صال وجال في عالم الملاكمة وتخرج على يديه عدة أبطال، هي التفاتة ينبغي التنويه بها، نتمنى أن تصبح تقليدا، على الأقل لرد الجميل ولو رمزيا". أما نائب بطل العالم 1995 نور الدين مجهود فقال عن مؤطره السابق في المنتخب الوطني: "المدرب بجاوي يستحق كل الاحترام والتقدير وهو من أحسن من أنجبتهم الجزائر في عالم الملاكمة". ولم يخف محمد علالو، هو الآخر، سروره بهذا التكريم الذي جاء في وقته: "لا يمكننا الغياب عن هذا الحدث، أنا أعتز بمدربي المثالي، الذي أشرف على تدريب عدة أجيال، نلت معه ميدالية أولمبية وهو فخر لي". تضمّن برنامج هذه السهرة ثماني منازلات استعراضية في مختلف الأوزان بين عناصر المنتخب الوطني ونظيره العسكري. ويعد ابراهيم بجاوي، ابن الحي الشعبي لباب الوادي، الفتى الذهبي للملاكمة الجزائرية، مثل ما يعكسه بوضوح السجل الثري الذي يملكه وحققه طيلة مشواره، انطلاقا من بداياته التي كانت بالقاعة متعددة الرياضات المتواجدة على مستوى حيه "الجيريا سبور" سنة 1967 بقيادة المدرب محمد مفتاح. تولى بجاوي الحاصل على شهادة مدرب المستوى العالي، قيادة المنتخب الوطني المدني والعسكري، حيث شارك مع التشكيلة الوطنية في عديد المحطات التنافسية، في الفترة الممتدة من 1981 إلى 1998، حاز خلالها على عديد الألقاب أبرزها اللقب العالمي العسكري سنة 1982 والذي حصدت فيه النخبة الوطنية ست (6) ذهبيات وثلاث (3) فضيات. حقق المنتخب الوطني خلال أولمبياد لوس انجلس لسنة 1984 تحت قيادة بجاوي ميداليتين برونزيتين من انجاز كل من زاوي محمد ومصطفى موسى، في نتيجة كانت الأولى من نوعها بالنسبة للقفاز الجزائري في الموعد الاولمبي. بموعد برشلونة الأولمبي سنة 1992، نجح بجاوي في رفع لواء الملاكمة الجزائري بفضل النجم المرحوم حسين سلطاني الذي توج بالميدالية البرونزية، قبل أن يتمكن بعدها بأربع سنوات من الظفر بالميدالية الذهبية في أولمبياد أتلانطا (الولاياتالمتحدةالأمريكية) بالإضافة إلى ميدالية أخرى برونزية من إنجاز بحاري محمد.