أكد مدرب المنتخب العسكري ابراهيم بجاوي أن الفن النبيل الجزائري يفتقد لفريق وطني قادر على التألق في المحافل الدولية في مقدمتها الألعاب الأولمبية .2012وقال السيد بجاوي في حديث خص به ''المساء'' أنه يتوقع نتائج كارثية في أولمبياد لندن بسبب قلة خبرة الملاكمين وتأخرهم في التحضيرات. لاحظنا تألق العناصر العسكرية في دورة سطيف الدولية الأخيرة خلافا لعناصر الفريق الوطني لماذا؟ السر يكمن في العمل الجاد والتحضيرات المستمرة بدون انقطاع منذ سنتين، بينما الفريق الوطني يتواجد في حالة ركود منذ تغير الأطقم الفنية. بحكم خبرتكم، هل تعتقدون أن ''الخضر'' قادرون على صنع الحدث في أولمبياد 2012؟ يستحيل على هذه العناصر الشابة أن ترقى للمستوى الأولمبي في ظرف قياسي والأولمبياد لم يعد يفصلنا عنه سوى 17 شهر تقريبا. يعني أن سياسة التشبيب لم تأت في الوقت المناسب؟ تشبيب الفريق الوطني أمر جيد لكن الوقت صراحة ليس مناسبا لأننا على أبواب المشاركة في أولمبياد 2012 وأنا أتوقع نتائج كارثية في هذا الموعد. نعود للحديث عن الفريق العسكري، ما هي المواعيد التي تحضرون لها؟ هدفنا الأول هو الارتقاء للمستوى العالمي بالمشاركة في البطولة العالمية المقررة شهر أكتوبر المقبل بأمريكا، وتحضيراتنا لهذا الموعد ستكون بالمشاركة في دورات دولية عدة منها دورة كوبا التي ستكون عبارة عن ''أولمبياد مصغر'' إضافة إلى البطولة العربية التي ستجرى بسوريا شهر سبتمبر القادم. هل لكم أن تحدثونا عن مشواركم مع رياضة الفن النبيل؟ أولا أريد التأكيد على أن مشواري في الملاكمة يمتد الى 40 عاما، قضيت منها عشرين عاما في مجال التدريب على مستوى عال أي مع المنتخب الوطني. تجربتي كمدرب وطني كانت ثرية ومليئة بالانجازات، شاركت خلالها في أربع دورات أولمبية، أهمها كانت أولمبياد لوس أنجلس عام 1984 توجت فيها بميداليتين برونزيتين مع الملاكمين محمد زاوي ومصطفى موسى وهي المشاركة الأولى في هذا المستوى الرفيع، بعدها قدت النخبة الوطنية في أولمبياد أطلانطا بالولايات المتحدةالأمريكية وهي المحطة التي كانت حاسمة في مشواري ومشوار بعض الرياضيين الذين أشرفت عليهم، وأخص بالذكر المرحوم حسين سلطاني الذي أهدى للجزائر ميدالية ذهبية تاريخية ستبقى من دون شك عالقة في أذهان كل الجزائريين الذين تابعوا الحدث. وبالإضافة إلى سلطاني نالت الجزائر ميدالية برونزية بفضل الملاكم محمد بحاري. البطولات العالمية كانت أيضا محطات هامة للملاكمة الجزائرية؟ طبعا فالبطولات العالمية كانت هي أيضا محطات سمحت للعناصر الوطنية التي أشرفت على تدريبها بالتألق على غرار الملاكم مجهود الذي توج بالميدالية الفضية في البطولة العالمية التي احتضنتها مدينة برلين الألمانية عام 1985 ومحمد بحاري الذي واصل تألقه بعد أولمبياد أطلانطا في كأس العالم التي أقيمت بالصين عام 1996 حيث أهدى للجزائر ميدالية برونزية. كان مشوارا حافلا بالتتويجات والإنجازات؟ لست هنا لأمدح نفسي لكني كنت المدرب الأكثر تتويجا على المستويين العربي والإفريقي وهو ما جعلني محل اهتمام بعض المنتخبات العربية والإفريقية التي طلبت خدماتي. ثم كانت لديكم تجربة احترافية مع المنتخب السعودي؟ كان من المفروض أن تبدأ مسيرتي الاحترافية قبل ذلك بأعوام حيث كنت محل اهتمام اتحادية جنوب افريقيا التي كانت لي مع مسؤوليها اتصالات متواصلة أثمرت عام 1994 بإبرام عقد كان بالنسبة لي مهما جدا، لكن وزير الشباب والرياضة آنذاك السيد مولدي عيساوي عارض هذه الفكرة ورفض تسريحي بحكم أنني إطار في الوزارة والتحاقي بمنتخب جنوب افريقيا يجب أن يمر عبر الوزارة. كيف تمت الاتصالات مع الاتحادية السعودية؟ رغبة مسؤولي الاتحادية السعودية في إشرافي على منتخبهم تمتد إلى سنوات قبل ذلك، حيث كنت على اتصال دائم بمسؤوليها الذين عرضوا علي الفكرة مرارا حتى جاء اليوم الذي قبلت فيه العرض الذي وصلني مجددا بواسطة الأمين العام للاتحادية السعودية، كان حكما دوليا وكان يعرفني جيدا قد كنت ألتقيه كثيرا في المنافسات العربية والدولية. ماهي المهمة التي أوكلت لكم، وهل اتفقتم على أهداف محددة؟ كنت المشرف الأول والأخير على المنتخبات الوطنية السعودية بداية من الأصاغر إلى الأكابر، الهدف كان تكوين الفئات الصغرى وإعداد الملاكمين لخوض المنافسات الرسمية. العمل في السعودية ممتع ومشجع لأن كل الإمكانات متوفرة فضلا عن الاحترام والتقدير الذي كنت أحظى به. وبعدها قررتم العودة إلى الجزائر، لماذا؟ بصراحة، تنقلي إلى السعودية لم يكن ليحصل لولا استفادتي من رخصة خمس سنوات وقد تجاوزت هذه المدة بكثير حتى تلقيت أعذارا من الوزارة التي أصرت على عودتي باعتبار أنني إطار لديها كان بإمكاني البقاء في السعودية لكني فكرت في مستقبلي، أقصد بذلك تقاعدي فقد أمضيت مع الوزارة حوالي 20 عاما كمدرب ولم أريد أن تذهب أدراج الرياح. وكيف التحقتم بمنصب التدريب في السلك العسكري؟ السيد مقداد رئيس مصلحة الرياضة بوزارة الدفاع الوطني عرض علي منصب المدرب الوطني العسكري، وقد قبلت العرض دون تردد لأنني لمست لديه إرادة كبيرة ورغبة شديدة في بناء فريق وطني عسكري قوي قادر على المنافسة من أجل الظفر بالألقاب فضلا عن تسخيرهم لكل الإمكانات الضرورية. كلمة أخيرة؟ أشكر جريدة ''المساء'' على هذه الالتفاتة الطيبة.