أبدى، أمس الأحد، المكرمون من طرف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بوسام الاستحقاق الوطني من درجة «عشير»، من أعضاء سلك الحماية المدنية والقوات الجوية التابعة للجيش الوطني الشعبي وكذا الهلال الأحمر الجزائري، فخرهم واعتزازهم بهذا التشريف، مؤكدين أن ما قاموا به من عمليات انقاذ وإسعاف لضحايا ومنكوبي زلزال تركيا وسوريا إنما هو عمل تضامني تلبية لنداء الإنسانية الذي كانت الجزائر دائما سباقة للاستجابة له. على هامش حفل التكريم، صرح عون الحماية المدنية، فارس علي، أول عضو من البعثة الذي قلده رئيس الجمهورية وسام الاستحقاق الوطني من درجة «عشير»، أن هذا التكريم «شرف كبير وتاريخي» لسلك الحماية المدنية. وأكد عون الحماية المدنية، الذي بدى متأثرا جدا بدموع الفخر، بأن «تضحيات الحماية المدنية وبسالة أفرادها في إنقاذ الأرواح واجب وطني تسعى للقيام به على أكمل وجه». و أشار أن التفاعل الكبير مع الفيديو الذي نشر له وهو ينتشل طفلا تركيا من تحت الأنقاض، زاده فخرا بانتمائه لسلك الحماية المدنية وقال :»قبل الطفل، كنا قد قمنا بانتشال ثلاثة أحياء، والطفل الذي انقذته كان قد فقد جميع أفراد عائلته وكان خائفا وحاولت بكل عفوية أن أهدئ من روعه وإعطائه الإحساس بالأمان». كما أشاد فارس علي بالمرافقة «النوعية» للبعثة من طرف المدير العام للحماية المدنية، العقيد بوعلام بوغلاف، وسعي الدولة الى ترقية أداء هذا السلك النظامي. و في ذات السياق، أكد العقيد عاشور فاروق، مدير الاحصائيات والإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية أن هذا التكريم يعد «شرفا كبيرا وتحفيزا لمواصلة العمل والحفاظ على مستوى الجودة والفعالية التي تسمح بضمان سلامة وأمن المواطنين الجزائريين بطريقة فعالة». واسترسل قائلا : «هذا التشريف يشجع على مواصلة تدخلات الحماية المدنية خارج الوطن لإنقاد وإسعاف ضحايا الكوارث بنفس النجاعة والاحترافية والكفاءة». وفي هذا الصدد، أكد ان الجزائر «لديها فرق تتميز بمواصفات وخصائص تؤهلها بالتدخل خارج الوطن»، خصوصا الكفاءات البشرية والمادية والتجهيزات الحديثة والاستقلالية من جانب الإيواء والإطعام وحتى عتاد التدخل. و كل هذه المزايا، يقول المسؤول، «تسمح للفرق الجزائرية بالمساهمة في تقديم يد المساعدة ومباشرة عملها فورا حال وصولها بالأماكن المتضررة»، مؤكدا ان هذه المؤهلات مكنت، طيلة العشرة أيام التي قضتها البعثة بتركيا وسوريا من مباشرة أعمال الإغاثة بكل «احترافية». من جانبه، شكر العقيد جومي عبد القادر، قائد طائرة بالقوات الجوية للجيش الشعبي الوطني، رئيس الجمهورية على التكريم الذي حظي به وأفراد بعثة الإغاثة، مؤكدا ان «الجزائر كانت دائما سباقة في مجال العمل الإنساني». و في هذا الإطار، ذكر بأن الجيش الوطني الشعبي «كان له شرف نقل المساعدات الإنسانية لضحايا الكوارث الطبيعية في مختلف أنحاء العالم». من جهته، أكد الطيار التابع للقوات الجوية للجيش الشعبي الوطني، محمد بن كعيبيش عبد الله، بان تكريمه من قبل رئيس الجمهورية «يعد شرفا وفخرا يحفز على بذل المزيد من الجهود لخدمة البلاد». من جهتها، صرحت السيدة ياسمين قريشي، من الهلال الأحمر الجزائري، والتي تسلمت من يد الرئيس تبون وسام الاستحقاق بدرجة «عشير» أن هذا التكريم هو بمثابة «تشجيع واعتراف بالمجهودات المبذولة سواء من طرف الهلال الأحمر الجزائري او الحماية المدنية او الجيش الوطني الشعبي». كما أعربت السيدة قريشي عن أملها في أن يكون هذا التكريم «حافزا قويا» يدفع الشباب الى المزيد من العمل التطوعي في إطار الهلال الأحمر الجزائري وترسيخ ثقافة التطوع والمساعدة، معتبرة ان «الأيام الستة التي قضتها بسوريا في إسعاف منكوبي الزلزال شكلت فارقا في عملها التطوعي ورسخت لديها معاني التضامن والتكافل». من جهته، اعتبر منسق الإسعافات الأولية للهلال الأحمر الجزائري، عثمان شريف كواشي، بأن تكريم رئيس الجمهورية للبعثة هو «تشجيع للمضي قدما على خطى التضامن وبسط يد المساعدة للآخرين»، مبرزا أن هذا التشجيع «لمسه أعضاء الهلال الأحمر الجزائري من خلال سرعة إرسال البعثة لسوريا وطيلة مدة تواجدها في هذا البلد الشقيق». كما أبرز السيد كواشي أن تضافر الجهود بين الهلال الأحمر الجزائري والجيش الوطني الشعبي مكن من توفير الوسائل اللازمة والضرورية للعمل الميداني في الإسعافات الاولية وسمح بتدخل «فعال» وتأدية الواجب «كما ينبغي».