عميد جامع الجزائر يستقبل رئيس جامعة شمال القوقاز الروسية    غزة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا ببيت لاهيا شمال القطاع    منظمة التعاون الإسلامي: "الفيتو" الأمريكي يشكل تحديا لإرادة المجتمع الدولي وإمعانا في حماية الاحتلال    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    فلسطين: غزة أصبحت "مقبرة" للأطفال    10 آلاف مشروع مصرح به بقيمة تقارب 4.340 مليار دج    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    يد بيد لبناء مستقبل أفضل لإفريقيا    التزام عميق للجزائر بالمواثيق الدولية للتكفّل بحقوق الطفل    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    بحث المسائل المرتبطة بالعلاقات بين البلدين    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    حج 2025 : رئيس الجمهورية يقرر تخصيص حصة إضافية ب2000 دفتر حج للأشخاص المسنين    الجزائر تشارك في اجتماع دعم الشعب الصحراوي بالبرتغال    مجلس الأمن يخفق في التصويت على مشروع قرار وقف إطلاق النار ..الجزائر ستواصل في المطالبة بوقف فوري للحرب على غزة    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    الجزائرية للطرق السيّارة تعلن عن أشغال صيانة    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    المجلس الوطني لحقوق الإنسان يثمن الالتزام العميق للجزائر بالمواثيق الدولية التي تكفل حقوق الطفل    تكوين المحامين المتربصين في الدفع بعدم الدستورية    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء: السيدة روز-كواتر تلتزم بتجسيد مبادئ الديمقراطية والحكم الراشد    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    40 مليارا لتجسيد 30 مشروعا بابن باديس    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    اكتشاف الجزائر العاصمة في فصل الشتاء, وجهة لا يمكن تفويتها    الطريق السيار شرق-غرب: دفع رسم المرور غير مدرج في برنامج الحكومة    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    خلال المهرجان الثقافي الدولي للفن المعاصر : لقاء "فن المقاومة الفلسطينية" بمشاركة فنانين فلسطينيين مرموقين    الأسبوع الاوروبي للهيدروجين ببروكسل: سوناطراك تبحث فرص الشراكة الجزائرية-الألمانية    سعيدة..انطلاق تهيئة وإعادة تأهيل العيادة المتعددة الخدمات بسيدي أحمد    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بغرداية : دور الجامعة في تطوير التنمية الإقتصادية    ارتفاع عدد الضايا إلى 43.972 شهيدا    أمن دائرة بابار توقيف 03 أشخاص تورطوا في سرقة    استفادة نحو 20 إطارا من تكوين    القضية الفلسطينية هي القضية الأم في العالم العربي والإسلامي    عرقاب يستعرض المحاور الاستراتيجية للقطاع    حقائب وزارية إضافية.. وكفاءات جديدة    خدمة الوطن.. وتجسيد برنامج الرئيس    فايد يرافع من أجل معطيات دقيقة وشفافة    تفكيك شبكة إجرامية تنشط عبر عدد من الولايات    هتافات باسم القذافي!    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    سيفي غريب يستلم مهامه كوزير للصناعة    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رحلة الألف ميل الى المشرق العربي
من الجزائر الى سلطة عمان
نشر في الشعب يوم 07 - 01 - 2013

ثماني ساعات استغرقت الرحلة على متن القطرية الجوية من مطار الجزائر الدولي هواري بومدين يوم 19 ديسمبر الماضي الى مسقط عبر الدوحة.
انطلقت الطائرة على الساعة الخامسة وخمس وعشرين دقيقة بعد تأخر بسبب عطل في شبكة الاعلام الالي عبر المطار مما ادى الى حتمية التسجيل بالكتابة اليدوية وما استدعته من بطء وملل الانتظار رافقته ملاسنات ومشاحنات بين المضيفين والركاب دون التوصل الى تصعيد عكر صفو السفر في هذا الظرف الطارئ. وكالعادة لعبت الدبلوماسية دورها في تهدئة النفوس وتجاوز اي خلل وانزلاق.
وبمجرد الدخول الى قاعة الانتظار استعدادا للركوب تتلاشى كل مظاهر الملل والنفور وتعود الحيوية الى كل مسافر في الرحلة الطويلة الى المشرق العربي .. الى الدوحة ومنها الى مسقط لؤلوة الخليج وجوهرها الساحر العجيب.
انها صورة ترسخت في ذهني وانا في طريقي الى سلطنة عمان لتغطية الانتخابات البلدية الاولى من نوعها ممثلا لجريدة ''الشعب'' تلبية لدعوة من وزارة الاعلام.
انها صورة ترسخت في ذهني وانا اتفحص تلك الوجوه الذاهبة الى ابعد نقطة في العالم العربي الفسيح المترامي الاطراف المشكل بحق قارة بأكملها تمتد على مساحة 14 مليون كلم؟ تجعل منه الوطن الاول من حيث كبر المساحة في العالم.
انها صورة ترسخت لي وانا أتأمل تلك الوجوه المنطلقة في هرع وهدوء نحو الركوب غالبيتها العظمى اسيوية تغادر الجزائر للاحتفال براس السنة الميلادية الجديدة مع الاهل والاستمتاع بالدفء العائلي بعد شهور قضتها في العمل بمختلف الدوائر والمؤسسات. ومن المسافرين جزائريون بعضهم ذاهب الى دبي لغرض الشغل والسياحة واخر الى قطر والقلة القليلة الى مسقط لنفس الغرض.
في هذا الجو اقلعت طائرة الخطوط الجوية القطرية العملاقة عند 17,25 سا بعد تأخر دام 3 ساعات للأسباب السالفة الذكر. وظل طاقم الطائرة يعتذر للركاب عن التأخر غير المألوف القاهر. شقت الطائرة طريقها نحو الفضاء الفسيح وكانت الشمس تتجه نحو المغيب متخذة لونا برتقاليا يسر الناظر.
في الاسفل تراءت لي من النافذة الجبال المخضرة الملفوفة بضباب سميك ينم عن رطوبة جو وبرودته وسط ديكور تزاحمت فيه الالوان وتعايشت في تناسق اية في الجمال قبل طغيان الاسود الحالك وتفشي الظلام الداكن ايذانا بقدوم الليل.
وسط تلك التضاريس المتنوعة التي يكشف موقعها بدقة متناهية اللوح الكتروني الذي يقدم دلائل مفصلة عن الرحلة الجوية مسلكها،محيطها ، درجة حرارتها ، وارتفعها، ساعات الاقلاع والوصول كانت الاضواء تتلالا من الاسفل مخترقة ظلام الجبال الشهقات الشامخات والاودية تظهر مدى الجهود التي بذلتها الجزائر في كهربة مختلف ربوع الجمهورية . وتكشف بالملموس جدوى المشاريع الكبرى التي سطرت على مدار خمسينية استعادة السيادة .
انها صورة اكتملت معالمها عند مغادرة الطائرة المجال الجوي الجزائري والغوص في تراب الدول المجاورة الشرقية باتجاه مالطة وعمان عاصمة الاردن وشرم الشيخ قبل السعودية وقطر نقطة الوصول.
صورة تجعل كل متامل في مسيرة البناء والانماء كم هي قفزة قطعتها الجزائر وتحديها الصعاب في ايصال الكهرباء الى مختلف جهات الوطن؟ وكيف صغرت كل المسائل في معركة تعميم الطاقة وتوسيع خطوطها وتقريبها باقصى درجات الجهود الى المواطن الذي كثيرا ما يتنكر للجهود المضنية في جعل شبكات الانارة عصب التطور ،النمو وشريان الحياة كلها في جزائر قوية امنة.
السلطنة تستقبل العام الجديد بإنجاز تاريخي
انتخابات المجالس البلدية لأول مرة
استقبلت سلطنة عمان السنة الميلادية الجديدة بانجاز تاريخي يحسب لها في مسيرة البناء السياسي والاصلاحات التي لم تتوقف غايتها اعطاء نفس اكبر ووتيرة اسرع للممارسة الديمقراطية وعمل المؤسسات.
ويتمثل الانجاز التي كانت جريدة ''الشعب'' الصحيفة الجزائرية الوحيدة شاهدة عليه، نقلت وقائعه عن قرب، في انتخابات المجالس البلدية لأول مرة ، تضاف الى تجربة مجلسي ''الشورى'' والدولة غايتها التأسيس لممارسة ديمقراطية تشاورية يحتل فيها المواطن حجر الزاوية في اختيار المشاريع وصنع القرار المحلي.
الانتخابات التي جرت بربوع محافظات السلطنة بلا استثناء وغطتها عناوين اعلامية عربية واجنبية واسعة ، شدت اهتمام الشارع العماني وطبقته السياسية ووجدت صدى في دول الخليج التي تتابع عن قرب التجربة العمانية في ترسيخ ثقافة الديمقراطية التشاركية لتعزيز الصرح المؤسساتي اولا والتكفل بانشغالات المواطنين وحمل همومهم وايصال رسالتهم لأصحاب القرار دون تركهم وشانهم يغرقون في الياس والنفور وما تتبعها من تداعيات قد تؤثر على السلم الاجتماعي والتناسق الاسري الذي تضعه السلطنة فوق كل اعتبار.
وقيل لنا بعين المكان ان هذا التوجه يشدد على هذا السلطان قابوس في كل المناسبات عبر التعليمات الموجهة للامة او الاجتماعات مع المجالس المنتخبة او في خرجاته السنوية لتفقد احوال الرعية وما تتبع من اجراءات عاجلة تتخذ في سبيل التكفل بالحاجيات.
ومن الكلمات التي ادلى بها السلطان وهو يخاطب الامة وتحمل دلالة قطعية على اشراك الاخر في القرار والاستماع الى رايه واخذ ايجابياته قوله في هذا المقام'' : عرفت السلطة دائما بانتهاجها سياسة واضحة المعالم تقوم على اساس التعاون مع الجميع وفق مبادئ ثابتة تتمثل في الاحترام المتبادل وتشجيع لغة الحوار ونبذ العنف في معالجة الامور وصولا الى مجتمعات يسودها التآخي والاستقرار''.
من هذه الزاوية تقرا معادلة التحول الهادئ في سلطنة عمان. ومنها يجيب على السؤال الكبير لماذا نجحت في مسيرة النهضة والبناء المتوازن المعتمد على نظرة بعيدة لا تعترف بالارتجالية والاهتزازات.
منها ايضا نعرف كيف تدخل الممارسة الديمقراطية مرحلة جديدة من تطوير مؤسسات السلطنة بالانفتاح اكبر على المجالس البلدية اساس البناء كله وعصب قوته ومتانته على الاطلاق.
انه قرار جريء وممارسة حضر لها بإتقان من زمان '' لتفي بمتطلبات التقدم الاقتصادي الاجتماعي المتواصل ولتتجاوب مع تطلعات وطموحات المواطن العماني في العقد الثاني من القرن ال21 : جعل السلطنة محل الاعجاب والتقدير'' .
عن المغزى من الانتخابات البلدية التي جرت في هدوء ودقة تنظيمية محكمة قال وزير الاعلام الدكتور عبد المنعم الحسني في تصريح ل''الشعب'': '' انها تجربة مكملة لنهج المشاركة المجتمعية الذي خاضته السلطنة عبر المجالس المختلفة ، اهمها مجلس عمان المتكون من مجلسي الشوري والدولة''.
واضاف الوزير ان التجربة الاولى للمجالس البلدية التي يسيرها من اختيروا عبر صناديق الاقتراع الشفافة يعني تأكيد التعاون المستمر بين الجهات الحكومية المسؤولة والمجتمع . وتعني ان هناك قرار متكامل من كل الجهات يصب في نهج واحد متجدر لدى السلطنة تكاتف الجهود للتكفل بالمواطن والاستماع الى انشغالاته وطلباته.
و يدعم علي الجابري وكيل وزارة الاعلام هذا الطرح بالقول لنا ان انتخابات المجالس البلدية التي حظيت بالتحضير الجيد سخرت لها الوسائل غايتها تهيئة المناخ لمنتخبين تتوفر فيهم شروط الكفاءة في تسيير الشؤون المحلية. وهذه الشروط هي التي صوت عليها الناخبون دون سواها.
عن مكانة القبلية في الاقتراع المحلي اكد علي الجابري انه لم يعد لها وجود بالشكل السابق . ولن تعتمد الدولة هذا المعيار الذي عانت منه خلال ازمنة بعيدة . عاشت بسببها نزاعات. وحروب وعملت ما في الممكن من اجل شطب القبلية من المعادلة السياسية واقرار مشروع نهضوي لا يستند الى التعصب القبلي والعشائري.
ويرى طلال بن احمد السعدي الباحث القانوني لدى الدائرة القانونية لدى وزارة الداخلية ان كل الامور رتبت وادرجت في سياق التحول الهادئ الذي اعتمدته السلطنة بقرار سيادي، تشدد عليها اللائحة التنفيذية لقانون المجالس البلدية رقم 15 2012 .
المرأة في قلب التحولات
لكن ابن موقع المرأة في هذه الحركية ؟ هل تحظى بالتشجيع في هذه الممارسة السياسية ؟
بالنسبة للعمانيين فان المرأة حظيت على الدوام بالعناية والاهتمام. وفتح امامها الباب الواسع للمشاركة في الحياة السياسية وصنع القرار. وانها تجاوزت مرحلة التشجيع.
وقالت رنا الريامي اطارة بوزارة الاعلام في هذا التصريح ل''الشعب'' انه منذ تولي السلطان قابوس الحكم في السبعينيات وضعت المرأة في صلب التغيير السياسي المحدث. فتح للعمانية الباب الواسع لاقتحام التعليم الذي كان في السابق مقتصرا على الرجل. وشجعت على دخول مواقع اخرى ووظائف . صارت العمانية سفيرة ، وزيرة.
دخلت المرأة سلك الشرطة الخاصة ، الخيالة. ولم تعد هناك حواجز وممنوعات أمام العمانية في تقلد مناصب المسؤولية بالسلطنة التي قررت خوض غمار تجربتها على طريقتها الخاصة جاعلة من خصوصيتها وتمايزها راس مالها الثابت والمتغير محور الاهتمام والاعجاب.
.ف/ب
مسقط جوهرة الخليج
عراقة الماضي وحداثة الحاضر
لم يكتمل حديثي مع الدكتور عبد المنعم قدورة مدير مجلة ''الدانوب الازرق '' بهنغاريا حول العواصف التي تهب على الوحدات السياسية بمختلف جهات المعمورة والدول العربية في مقدمتها حتى اعلنت المضيفة عن قرب وصول طائرة القطرية الى مطار مسقط. كان الحديث شيقا طيلة الرحلة من الدوحة الى مسقط ومدتها ساعتين الى درجة لم نشعر ببعد المسافة.
فنيدس بن بلة
انصب الحديث مع الدكتور الفلسطيني المقيم بهنغاريا منذ ازيد من عشرية على التحولات التي عاشتها دول اوروبا الشرقية التي لم تكن كلها عسلية حسب قدورة سرعان ما انكشفت الحقائق المرة لدى السكان الذين اندفعوا في موجة التغيير دون حساب العوائق وجني الثمار التي وعدهم بها القادة السياسيون في خطب صورت لهم الاتي بالفردوس حيث تختفي المعاناة ويتلاشى الحرمان ايام الاشتراكية.
وما عاشته الدول الاشتراكية في الضفة الشرقية من اوروبا تعيشه دول عربية غايته السقوط الحر في موجة الاستهلاك الغربية وديمقراطية حسب وصفاته المدمرة للهوية للبنى التحتية للذات الاصيلة. مهمة تتولاه باحكام الفضائيات موظفة الصورة والصوت.
ما عجزت عنه الدول الغربية في مراحل سابقة باستعمال الدبابة والحروب نجحت فيه من خلال الفضائيات وقنوات التواصل الاجتماعي ذاهبة الى ابعد مدى في تفتيت الحواجز والحدود و تشكيل الخارطة وبناء القرية الافتراضية الشفافة بعيدا عن طرح ''ما كلوهان'' الشهير الذي اعطى مفهوما مغايرا للإعلام .وربط تطوره بتطور التكنولوجيا قائلا ''ان الوسيلة هي التي تؤثرعلى مضمون الرسالة الاعلامية محولة العالم الى قرية واحدة''. وهي قرية تشكل من عولمة لا تعترف بخصوصية الآخر وتمايزه . تتنكر للتعايش وحوار الحضارات.
ولم نكمل الحديث وظلت اسئلة عالقة في الذهن ماذا بعد ''الحراك العربي'' الذي ياخذ تسميات متعددة . ويروج له على اكثر من صعيد؟ وكيف السبيل لمواجهة ''التسونامي الهائج '' على الجسم العربي يضرب اجزائه . يتغذي من تناقضات ويرسم النظم السياسية على المقاس.
لم نكمل الحديث لان الطائرة حطت بمطار مسقط على الساعة الواحة وخمسة واربعين دقيقة صباح يوم 20 ديسمبر بتوقيت الجزائر ( 3,45 سا بتوقيت مسقط ).
بدت مسقط مدينة جميلة ببناياتها المتناسقة المتوازنة الممتدة افقيا على مراى البصر، هندستها العربية الاسلامية زادتها جاذبية وتمايزا .وعلى خلاف العواصم الخليجية التي تتسابق من اجل تشييد ناطحات سحاب اعلى وابراج شاهقة تعانق الفضاء، احتفظت مسقط بنمطها السكني المعماري الافقي مدافعة عن الخصوصية في مواجهة رياح التغيير وثورة العمران التي لا تتوقف.
قال لنا عبد الله بن محمد بن منصور العامري احد مرافقنا لوزارة الاعلام ''ان مسقط كسبت شهرتها من خلال هذا التمايز والانفراد . وانتزعت بهذه المواصفات حب الاخر المداوم على زيارتها والتمتع بقلاعها ومتاحفها ومناظرها الطبيعية الخلابة '' .
هندسة معمارية متميزة
وعن لغز التسمية يقول سلطان محمد البوسعيدي مدير دائرة الاعلانات بالتلفزيون العماني احد مرافقنا الاعلامي ايضا'': ان مسقط دائرة بين الجبال الصخرية حملت هذه التسمية . ومعناها انها نازلة في الارض والجبال من حولها. فاغلب المناطق بها جبال عدا الواجهة البحرية''.
ويضاف الى هذا التصنيف والتمايز التي يعطي للعاصمة الجوهرة الخليجية نكهتها ان مسقط معروفة بسكانها المضيافين. بناءاتها لها نمط معماري اصيل .لم تلبس العاصمة العمانية لبسة التحضر والتمدن . بقت غيورة على هويتها العمرانية وترفض الذوبان في هندسة الاخر . مزجت بين الماضي والحاضر. بين اصالة المعمار الاسلامي القديم والتمدن والتحضر.
وبهذه الميزة باتت مسقط واجهة سياحية بامتباز يقصدها السواح على مدار العام . لا سيما في الفترة الممتدة من نوفمبر الى فيفري حيث الجو معتدل عكس الشهور الاخرى التي تمتاز بحرارة لا فحة وصيف مبكر أطول.
ويزيد مسقط جاذبية وتدفق السواح تناسب الفترة ، الاحتفالات بحلول السنة الميلادية الجديدة حيث يفضل المتوافدون عليها اخذ قسطا من الراحة والهدوء في عاصمة هادئة مستقرة هروبا من ضوضاء المدن التي يقطنونها وضغطها واكتظاظها المروري على مدار الأيام.
ويقصد الزوار المتوافدون على العاصمة مسقط ، اماكن اية في التنوع التضاريسي بمختلف جهات السلطنة ، منها الجبل الاخضر بمحافظة الداخلية المتميز بعلو 10 الاف قدم على سطح البحر، وبفواكه اللذيذة من تفاح وبرتقال ورمان، وبوروده الفواحة التي تنمو بهذه الربوع العمانية فقط.
الذاهب الى مسقط تستهويه اماكن مغرية اخرى ، سوق مطرح العتيق وتنوع صناعاته التقليدية ، مسجد السلطان قابوس الاكبر بولاية بوشر.وهو مسجد يصنفه العمانيون من اروع المعالم الدينية نظرا لما يتميز به من ابداعات هندسية رائعة وتشكيلات زخرفية واتساعه لاكثر من 15 الف مصلي واحتوائه على مكتبة ومركز للدراسات الاسلامية.
لكل معلم قصة وتاريخ
وتكسب مسقط التمايز بقلاعها ومتاحفها التي تروي الف قصة وقصة عن تاريخها المجيد ونضالات الرجل العماني في تشييد مجتمع متأصل لا يهتز تحت اي طارئ .من متاحفها ، العماني ، العماني الفرنسي، بيت الزبير والعملات النقدية العمانية.
تضم المتاحف حسب سلطان محمد البوسعيدي ، الاثار القديمة ، نماذج قبور يرجع تاريخها الى عصر الالفية ال3 وتحتوي مصنوعات ومقتنيات نحاسية اكتشفت بهذه القبور . يوجد بها قسم للفنون والصناعات الحرفية العمانية منها الفخار والنحاسية والفضية. وبها مجموعة من السيوف العمانية والبنادق التقليدية التي ترمز الى البطولة والشهامة لدى الرجل العماني الذي قهر الطبيعة الوعرة وسخرها في خدمته وحياته.
الجانب الاخر لمسقط حسب ما رووه لنا سكانها في استطلاع ميداني انها تحولت الى واجهة للمشاريع السياحية والاقتصادية والتجارية . وباتت قبلة ''لماركات '' الشركات الكبرى العالمية لا سيما الاسياوية تتصدرها اليابانية الحاضرة عبر وكالات السيارات الاكثر اقتناء من مواطني السلطنة.
الى جانب هذا ،تسابق كبريات المصارف العالمية في اتخاذ مكان لها بمسقط وانتزاع موقع وسط منافسة محمومة. وتقدم هذه المصارف خدمات هامة لسكان السلطة والاجانب العاملين بعين المكان في مشاريع متعددة وكذا السياح الذين تخفف عنهم اعباء الانتظار وتحويل الاموال وخدمات انية.
من اجل ذلك شيدت فنادق فخمة بمسقط تؤكد مدى تفتح العاصمة العمانية وبقائها قبلة السواح دون منازع. من الفنادق نذكر ''كونتيننتال''، ''قصر البستان''،و''شنقرلا'' الصيني.
الجالية الجزائرية حاضرة بمسقط ،لكن ليست بنسب كبيرة. رغم محاولاتنا الاتصال باي احد منها لم نفلح في المهمة لضيق الوقت. وقيل لنا ان هناك عدد مهم من الجزائريين بالعاصمة العمانية يشتغلون في سلك التعليم العالي. بعضهم بالجامعات والمدارس العليا والكليات، وبعضهم الاخر في قطاعات متعددة.
ويشيد من تحدثنا اليهم بكفاءة الاستاذ الجامعي الجزائري وقدراته في تقديم اضافة الى التعليم العالي بالسلطنة التي بها جامعات من اعلى المستويات مثل جامعة قابوس الحكومية وجامعة سحار ، ظفار، الشرقية وكلها جامعات خاصة تؤدي وظيفة تكاملية في التحصيل العلمي المعرفي كل الرهان بسلطنة عمان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.