تكييف الإجراءات التقنية مع التوصيات الجديدة لمنظمة الصحة العالمية كشف وزير الصحة عبد الحق سايحي، عن تسجيل أزيد من 18 ألف إصابة بداء السل في الجزائر خلال سنة 2022، مشيرا إلى أنه تم الانتهاء من إعداد الدليل الوطني لمكافحة السل، الذي سيسمح بتكييف الإجراءات التقنية لبرنامج السل الوطني مع التوصيات الجديدة لمنظمة الصحة العالمية. أكد وزير الصحة، خلال افتتاحه أشغال اليوم العالمي لداء السل، بمقر وزارة الصحة، بحضور ممثل المنظمة العالمية للصحة وخبراء ومختصين، أن مكافحة هذا الداء الخطير يتطلب إعادة توجيه الأولويات وبذل مزيد من المجهودات من أجل الاستمرار في مواجهة مخاطر داء السل والقضاء عليه نهائيا، موضحا أنه مسار ثابت تلتزم به الدولة ويعد إحدى الأولويات الرئيسية للمنظومة الصحية. وقال إن قطاع الصحة يسعى جاهدا للمساهمة في تحقيق نتائج إيجابية بخصوص مكافحة داء السل على المستوى الوطني، مع الشعار الوطني «لنقضي على مرض السل»، والذي يمثل، حسبه، التزام وحرص منظومة الصحة على الاستمرار في محاربة الداء، داعيا إلى بذل مجهودات أكبر خلال هذه السنة في مجال الوقاية من المرض من أجل تجسيد وبلوغ جزء كبير من الأهداف المسطرة للقضاء على الداء بحلول 2030. وبخصوص الأرقام المسجلة بداء السل، أوضح سايحي أن 26,25٪ من الحالات تخص الإصابة بالسل الرئوي، منها 9,8٪ تتعلق بالسل المعدي، والذي يعرف، حسبه، انخفاضا ثابتا منذ أكثر من 10 سنوات، في حين أن 74,74٪ من الإصابات المسجلة على المستوى الوطني ترتبط بالسل خارج الرئة. وفي إطار إحياء اليوم العالمي لمكافحة داء السل تحت شعار: «نعم يمكننا وضع حد لمرض السل»، أشار وزير الصحة إلى تنظيم فعاليات ترتكز على الإعلام والتحسيس والتوعية والتربية عبر كامل ولايات الوطن. مضيفا، أن هذه المبادرات تهدف إلى تعزيز الوقاية من المرض وتحسين التكفل به وتوعية أكبر عدد من المواطنين بمخاطر هذا الداء وآثاره على الصحة والمجتمع والاقتصاد. كما أشاد وزير الصحة بالمجهودات المبذولة من قبل أعضاء لجنة إعداد دليل مكافحة السل، الذي تم الانتهاء منه، وسيسمح بتكييف الإجراءات التقنية لبرنامج السل الوطني مع التوصيات الجديدة لمنظمة الصحة العالمية والتغيرات الديموغرافية الوبائية والعلاجية التي تشهدها بلادنا. من جانبه أكد ممثل منظمة الصحة العالمية في الجزائر نوهو أمادو، أن الجزائر قطعت أشواطا هامة في مكافحة داء السل والعديد من الأمراض المعدية من حيث الوقاية، من خلال توفير اللقاح وذلك بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، قائلا إنه بالإمكان القضاء على السل بالإرادة وتضافر الجهود الدولية في مجال الوقاية ومكافحة الداء. وأبرز بأن المنطقة الإفريقية، بفضل المجهودات المبذولة في الجانب الوقائي وكذا التكفل النوعي بالمصابين بالداء، حققت نتائج جيدة في مكافحة داء السل، من خلال تسجيل انخفاض في نسبة الوفيات، مشيرا إلى ما تم تحقيقه إلى غاية الآن غير كاف ولكن توجد العديد من التحديات التي ينبغي رفعها ومواجهتها للقضاء نهائيا على داء السل.