بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى «إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ» لقد ربحت البيع يا هازم الزنزانة والموت..صعدت روحك يا قمر الشهداء تحمل وصايا أخيك الشهيد القائد محمود الطيطي. وكل الشهداء العظماء، تصعد ساجداً يا روح فلسطين، يا سعود الطيطي – أبو محمود..لتخجل من دمائك كل الأشجار والحجارة والرؤوس الحية، ومعك فرسان المقاومة تهزمون الخوف والتردد..يعانقك الحر الشهيد محمد أبو دراع وتقسمان معاً قسم الشهادة وقسم الحرية. لقد هزمتنا جميعاً بهذا الرحيل العزيز والكبير والمعمد بالدم يا أبا محمود..هزمت ليل السجن الذي أخذ من عمرك عشرون عاماً، لكنك بقيت فيه ضد التيار لا تخون دماء أخيك، تكتب الأشعار وتغني لفلسطين الوطن والحرية والأقصى، وتبحر بكل شموخ وجرأة بين الصحراء والأمراض التي نخرت جسدك. عشرون عاماً في القيد، وعيونك تنظر إلى الشمس وترفض الظلام، تنشد نداء البندقية ونداء الحرية ونداء التحرير لأنّك آمنت أن لا حل مع هذا الجنون الصهيوني سوى أجساد طاهرة تتفجر لترسم خارطة الخلاص والحرية والاستقلال. سلامٌ لروحك أيها الشهيد القائد مع سبق الإصرار والرجولة يا فارس البندقية، وسيد التضحية، سلامٌ تحمله قطرات دمك ودم الشهيد أبو دراع والشهيد محمد سعيد (الحلاق) وكل قناديل الطهارة. إلى كل الرافضين للظلم وعشاق الشهادة..من أناروا درب الحرية بدمهم فكانوا شمس الكبرياء والشجاعة والثورة الساجدين العابدين الراكعين المجاهدين الفاتحين الثائرين. وما أروع هذا الرحيل يا أبا محمود وأنت تشتبك بعد كل سنوات القيد والجوع والحرمان والمنفى..تشتبك لتكون فلسطين حرة محررة تسرع الخطى لتلتقي أخيك القائد محمود في أرقى درجات الشهادة، وتكتب بالدم والرصاص بأننا شعب فلسطين الذي لن يساوم على الأرض والأقصى والمقدسات والأحداث الوطنية. تبكيك كل ساحات السجون وساحات الوطن يا سيف الحرية وعاشق الشهادة، وتعانقك أشجار الوطن خاشعة راكعة لهذا الدم القاني الحر، الذي يروي شرايين الحرية والاستقلال شرايين فلسطين الواحدة الموحدة..ورحمة الله عليك يوم ولدت ويوم قهرت سجنك، ويوم خرجت حراً ويوم هاجرت واشتريت الآخرة.. ورحمة الله عليك يوم كتبت بالرصاص بأنّنا سنقاوم ونقاوم ونقاوم ومجرمٌ من لا يقاوم.