«من الضروري البحث عن أفضل الآليات الكفيلة بمكافحة الآفات الاجتماعية في الوسط المدرسي"، هذا ما خلص اليه المشاركون في اليوم التحسيسي المخصص للحد من هذه الآفات نهاية الأسبوع الماضي بخنشلة، حيث أكّدوا أنّ المراهقين من تلاميذ الطور الثاني والثالث أصبحوا أهم الفئات المستهدفة لمروجي المخدرات. وأوضح المتدخلون خلال ذات اللقاء التوعوي الذي بادرت إلى تنظيمه جمعية مكافحة الآفات الاجتماعية لولاية خنشلة، بالتنسيق مع جمعية "أكسجين" لترقية السياحة البيئية بثانوية سقني الصادق، بأن "جميع أفراد المجتمع مدعوون للتنسيق من أجل البحث عن أفضل السبل لمكافحة الآفات الاجتماعية في الوسط المدرسي والشباني تعزيزا لمختلف التدابير الهادفة إلى التقليل ومكافحة مختلف الآفات الاجتماعية المحيطة بالتلاميذ". وأفاد المساعد ياسين قنادي رئيس فرقة حماية الأحداث بالمجموعة الإقليمية للدرك الوطني بخنشلة، بأنّ "إدمان المخدرات يقود المتمدرسين إلى المذلة والإقصاء من المجتمع والدخول في حالة ضياع قد تقودهم إلى الانتحار"، مشيرا إلى أن "أغلب القضايا التي عالجتها فرق الدرك الوطني خلال السنوات الأخيرة، تؤكد أن إدمان المخدرات كان له أثر سلبي كبير من الناحية الصحية وحتى الاجتماعية والنفسية على التلاميذ القصر ضحايا الإدمان". وكشف المتحدث بأنّه "رغم الحملات التحسيسية التي تقودها مختلف المديريات، إلا أن الإحصائيات المتعلقة بنسبة مدمني المخدرات في الوسط المدرسي تؤكد تسجيل ارتفاع قياسي لعددهم"، مشيرا إلى أن "نتائج الاستبيان الذي أجراه الديوان الوطني لمكافحة المخدرات والإدمان عليها في الفترة الممتدة بين 17 و21 أبريل 2016 أبرزت أن 54 ألف تلميذ يدرسون ب 426 مؤسسة تربوية يتعاطون المخدرات بمختلف أشكالها وأنواعها." من جهتها، أفادت حسيبة بخوش، الأخصائية النفسانية بالمركز الوسيط لعلاج الإدمان بولاية خنشلة، بأنّ "حبّ الاكتشاف والتقليد والمغامرة والبحث عن الإحساس بالنشوة والسعادة لدى تلاميذ المؤسسات التربوية من المراهقين، يقودهم نحو الإدمان الذي يدخلهم في حالات قلق واكتئاب وإحباط تؤدي بهم عادة إلى السجن أو الموت البطيء". وأضافت بأنه "بإمكان التلاميذ الذين تورطوا في الإدمان على المخدرات اتخاذ طريق العودة، وعدم التورط أكثر من خلال العلاج والتوجه نحو مختلف المراكز التي تعنى بعلاج المدمنين بما فيها المركز الوسيط المتواجد بطريق العيزار بخنشلة"، موجهة نداء إلى التلاميذ الحاضرين تدعوهم فيه إلى "الوقاية وعدم القيام بالخطوة الأولى المتمثلة في تعاطي المخدرات على سبيل الاكتشاف لتفادي الوصول إلى مرحلة الإدمان، وبعدها الدخول في مرحلة البحث عن العلاج".