مبالغ مالية تتجاوز 120 مليون دج يقدّمها الصندوق الوطني لتمويل المشاريع احتضنت جامعة صالح بوبنيدر قسنطينة "3"، فعاليات التظاهرة العلمية جامعة قسنطينة: "جامعة الابتكار ورواد الأعمال" التابعة للمدينة التكنولوجية الجديدة "هضبة قسنطينة" والتي تضم أزيد من 600 فضاء لتوطين المبتكرين ورواد الأعمال الشركات الناشئة مجانا، حيث تم تسليم مقررات توطين ومفاتيح المكاتب ل10 مشاريع من الدفعة الأولى للطلبة أصحاب المؤسسات الناشئة على مستوى تكنو_بول هضبة قسنطينة، وذلك بحضور وفدين من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على رأسهم مستشار الوزير ورئيس اللجنة الوطنية التنسيقية للابتكار وريادة الأعمال الجامعية البروفيسور أحمد مير، ووزارة اقتصاد المعرفة، مدير الصندوق الجزائري لتمويل المؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة عقبة حشاني، إلى جانب مدير مسرعة الأعمال الجزائرية زروقي سيد. وأشرف الحاضرون بفعاليات التظاهرة العلمية، على انطلاق فعاليات الأيام التكوينية الثانية المؤطرة من قبل اللجنة الوطنية التنسيقية لمتابعة الابتكار وريادة الأعمال الجامعية المنظمة من قبل تكنو-بول هضبة قسنطينة والمندرج في إطار برنامج المرافقة المسطرة من قبل اللجنة لفائدة الطلبة المنخرطين في القرار الوزاري 12-75 والتي تضم 4 ورشات الورشة الأولى جاءت حول كيفية التسجيل على منصة استقطاب ديزاد، الورشة الثانية تعلقت بالإعداد النموذجي الأوّلي أما الورشة الثالثة فكانت حول تصحيح النموذج التجاري لتليها مباشرة ورشة خاصة ببراءة الاختراع. وقال ممثل وزير التعليم والبحث العلمي رئيس اللجنة الوطنية التنسيقية لمتابعة الابتكار الدكتور أحمد مير، أكد أنّ التظاهرة تدخل في إطار برنامج متابعة الزيارة الميدانية التي قام بها وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ووزير اقتصاد المعرفة، أين تم تدشين المرفق العلمي المسمى "تيكنو_بول" هضبة قسنطينة، والمنتظر منه أن يكون النظام البيئي الحقيقي لريادة الأعمال وإنشاء المؤسسات الناشئة، مؤكدا أنّ تيكنو_ بول قسنطينة، يزخر بالعديد من المرافق العمومية، أهمها مخبر التصنيع أو ما يسمى بمركز النمذجة، وبمخابر بحث ومراكز بحث جدّ متطورة، كما يتمتع بحاضنة أعمال ومقر خاص بوزارة اقتصاد المعرفة، مخصّص للصندوق الجزائري لتمويل المؤسسات الناشئة، ومن مسرعة الأعمال، فضلا عن امتلاكه لمجموعة من المقرات التي خصّصها وزير التعليم العالي لحاملي الأفكار المبتكرة الحاصلين على وسم مؤسسة ناشئة، وهو ما ترجمته فعاليات تسليم أول دفعة مكوّنة من 10 مؤسسات ناشئة، استفادت من مقررات الاستفادة، ومن التوطين التجاري داخل الحرم الجامعي، وبتأطير من "تيكنو_بول"، وهو ما يسهل التقرب من المؤسسات والمنشآت المخصّصة لهذا الشأن، فهو يضمن القرب من المخابر والخبراء، تماما مثلما يضمن تذليل الصعوبات التي قد تواجه الطلبة في مشوارهم التجاري، مذكرا - في ذات الشأن - أنّ زيارتهم تدخل في إطار القرار الوزاري 12/75 شهادة مؤسسة ناشئة والتي تنبع من الإستراتيجية العامة والمتمثلة في تثمين المخرجات العلمية، في شكل مؤسسات ناشئة وبراءة اختراع، ومن أجل توزيع النشاط الصناعي والتجاري لمدينة قسنطينة وما جاورها، خاصة وأنّ الاقتصاد الوطني يحتاج لنسيج جدّ متناغم من المؤسسات الناشئة والمصغرة التي ينتظر منها أن تكون سلسلة من شركات المناولة لشركات اقتصادية كبرى، وبالتالي، ستساهم في خلق تنافسية حقيقية بين المؤسسات الوطنية ونظيرتها الدولية، وهي إستراتيجية التعليم العالي بالتعاون مع وزارة اقتصاد المعرفة تهدف إلى مساعدة ومرافقة حاملي الأفكار المبتكرة بتهيئة النظام البيئي الريادي، ليكون مساعدا على تأسيس هذه الشركات الناشئة. وتمتلك "تيكنو_بول" هضبة قسنطينة، مكتبا خاصا بالمؤسسات الناشئة، فضلا عن تواجد تيكنوبول وهران، غرداية، تلمسان لتعمم هذه التجربة العلمية المقاولاتية عبر عديد المؤسسات الجامعية التي لن تخرج طلبة بطالين، وإنّما طلبة من رواد الأعمال. وأكد المدير العام للصندوق الجزائري لتمويل المؤسسات الناشئة، عقبة حشاني، في حديثه مع "الشعب" أنّ الصندوق موجّه لتمويل أصحاب الأفكار الابتكارية والمؤسسات الناشئة، وجاء نتيجة عمل مشترك بين وزارة التعليم العالي ووزارة اقتصاد المعرفة، البنوك العمومية، الحائزة على رأس مال الصندوق، حيث يستثمر في مشاريع المؤسسات الناشئة المتحصلة على العلامة من طرف اللجنة المختصة بمبلغ إجمالي قدره 90 مليار سنتيم، تم تخصيصها للاستثمار في الشركات الناشئة، مؤكدا على أنّ عملية الحصول على التمويل سهلة جدّا، وذلك عن طريق التسجيل عبر منصة رقمية وتقديم طلب مفصّل عن نوعية المشروع المبتكر وخطة العمل لفترة تمتد ل5 سنوات على الأقل حيث يستقبل الصندوق بشكل أسبوعي طلبات لحاملي المشاريع المبتكرة والناشئة والتي تعادل حوالي 40 طلب في الشهر الواحد يتم استدعاؤهم لعرض ملفاتهم وأفكارهم على مستوى الصندوق، ليضيف في ردّه على سؤالنا أنّ المبالغ المخصّصة، محدّدة بين 5 مليون وإلى غاية 150 مليون دج، مشدّدا على أنّ وظيفة الصندوق هي العمل بجهد للتقرب من الطلبة حاملي المشاريع والأفكار المبتكرة والناشئة. «الشعب" تقربت من الطلبة الحاصلين على مقررات توطين المؤسسات الناشئة في مقدمتهم صاحبة منصة إلكترونية "كرياداف"، أمينة أولطاش، خريجة جامعة قسنطينة "2" تخصّص هندسة البرمجيات.. المؤسسة تهتم بتقديم برامج للتسيير المتكامل للشركات والمؤسسات الكبرى والتي تعمل وفق برامج منفصلة تقتضي الجهد والوقت، عكس ما يوفره برنامج "كرياداف" على منصة رقمية متكاملة، والذي يخصّص تحديدا للمؤسسات التربوية، رياض الأطفال، مؤسسات التكوين المهني والجامعات، حيث يسهل البرنامج للمدير أو صاحب المؤسسة المعنية، التسيير الإداري المتكامل بدءا من عمليات التخزين، تسجيل الحضور، تسيير الرواتب الشهرية التسجيلات والتي ستعالج من خلال واجهة إلكترونية واحدة، وتسهل الوصول إلى معلومات المؤسسة بطريقة منظمة وواضحة، وأضافت أولطاش أنّ مؤسستها الناشئة تتعامل مع أكثر من 100 مؤسسة، بينها المؤسسات التربوية، مؤسسات التكوين المهني، رياض الأطفال، ومؤخرا تم عقد شراكة مع كلّ من المدرسة العليا للفنون والمدرسة العليا للتكنولوجيات الحديثة بالجزائر العاصمة، لتؤكد أنّ "تيكنو_ بول" هضبة قسنطينة فرصة سانحة للشباب حاملي الأفكار الإبتكارية والمشاريع الناشئة، وتسهل عليهم دخول عالم المقاولاتية من خلال بوابة الجامعة، والتّخرج منها طلابا منتجين يساهمون في تطوير الاقتصاد الوطني. وتحدث عزيز شيباني، مهندس دولة في الإلكتروتقني، صاحب مؤسسة ناشئة متخصّصة في صناعة المصابيح بالطاقة الشمسية، تأسست سنة 2021 تقوم بإنتاج ما يعادل 70 بالمائة من المنتج الوطني، ويتم العمل حاليا للتوجه نحو التصدير للبلدان الإفريقية وحتى الأوروبية، ومن خلال الآليات والبرامج التي استحدثت مؤخرا، على رأسها ما جاءت به الوزارة المكلفة بالمؤسسات الناشئة وكذا الصندوق الوطني لتمويل المشاريع، ثم عمليات التوطين التي تمكّن الطالب من التقدم بخطى ثابتة نحو تحقيق فكرته الابتكارية، واستكمال مشروعه الناشئ في ظلّ توفر مكاتب قارة، تساعد على استقبال المؤسسات والشركات المهتمة بالمنتوج المصنّع من طرف الطلبة حاملي المؤسسات الناشئة . مؤسس شركة ناشئة "ترافيس" المتخرج من معهد الفندقة، الشاب سهيل خليفي توهامي، والمتمثلة في منصة واب الكترونية، تشمل كافة المتعاملين السياحيين من فنادق، وكالات سياحية، وتسهل على متصفحيها الوصول إلى كلّ ما يخصّ السياحة بطريقة سهلة ومضمونة، بالنسبة للسائح والمشتغل بالسياحة، ما يعكس قبولا كبيرا واهتماما بما تقدمه المنصة من طرف المتعاملين الاقتصاديين المهتمين بمجال السياحة، وكذا المواطنين والأشخاص الباحثين عن معلومات قريبة وتوفر الجهد والوقت، وأكد توهامي أهمية "تيكنو_بول" في ترقية المشاريع المبتكرة والمؤسسات الناشئة خاصة بعد استحداث صندوق وطني لتمويل حاملي هذه المشاريع المبتكرة وهي النقطة التي كانت تحول دون تحقيق كثير من الطلبة لمشاريعهم.