استفادت بلدية عسلة بولاية النعامة من غلاف مالي هام هذه السنة يقدّر ب 18 مليار سنتيم في إطار برنامج التنمية البلدي PCD وصندوق الضمان والتضامن FCCL، وهي مشاريع تنموية لتحسين الظروف المعيشية لسكان هذه البلدية النائية، حسب ما كشفت عنه رئيسة الدائرة، بن عتو أمينة، خلال لقاء والي الولاية بالمجتمع المدني، مضيفة أن البرنامج التنموي الطموح هذا، سيمس كذلك التهيئة الحضرية لمختلف أحياء البلدية والقرى التابعة لها من طرقات، أرصفة وإنارة عمومية. قالت بن عتو إنّ بلدية عسلة قطعت أشواطا كبيرة في مجال التنمية خلال السنوات الأخيرة في جميع المجالات، حيث تمّ التكفل بربط مختلف الشبكات بنسبة 100 % ( غاز، كهرباء، المياه الصالحة للشرب، قنوات الصرف الصحي )، كما عرفت عدة قطاعات أريحية كبيرة خاصة في قطاعي التربية والصحة، إذ بلغ عدد المدارس الابتدائية بعسلة 12 مدرسة، منها داخلية تتوفر على كل شروط التمدرس من الإطعام، التدفئة، النقل، والملاعب المعشوشبة إلى جانب متوسطتين اثنتين، وثانوية تحتوي على مركز امتحان لشهادة الباكالوريا تم اعتماده لأول مرة خلال دورة جوان 2022. أما في قطاع الصحة، فتتوفر عسلة على هياكل صحية معتبرة، وهو ما مكّن من خلق توازن في التغطية الصحية بين البلدية وعدة قرى، إذ تحتوي على عيادة متعددة الخدمات متوفرة على كل الخدمات الضرورية، 08 قاعات علاج موزّعة على كل التجمعات والقرى، كما استفادت البلدية في إطار الاستثمار الاجتماعي من سيارة إسعاف مجهّزة تجهيزا كاملا. بلدية عسلة أو عاصمة سيدي أحمد المجدوب تزخر بعدة مؤهلات حيوية، كونها ذات طابع سياحي، رعوي وفلاحي بامتياز، ولعل من أبرز المعالم التاريخية يوجد قصر عسلة القديم الذي يعود إلى آلاف السنين، واحة عسلة وتالبونة، بالإضافة إلى المحطة الحموية حمام عين ورقة المعدني، المتواجد بالقرية السياحية التي حملت اسمه، والتي تتربع على كنوز وموروث سياحي بيئي يمكن أن يكون موردا ماليا هاما للبلدية، إذا تم استغلاله استغلالا فعليا، خاصة بعد تصنيفه من المناطق الرطبة ضمن اتفاقيات رامسار. وتوجد بهذه المحطة منطقة للتوسع السياحي تبلغ مساحتها 2324 هكتار، هي مؤهلة لتكون قطبا سياحيا وفضاء مفتوحا للاستثمار إن وجدت أصحاب رؤوس الأموال جادين، كما أنها تستقطب سنويا آلاف الزوار خلال منتصف شهر أكتوبر خلال التظاهرة السنوية لوعدة سيدي أحمد المجدوب، والتي تعد أكبر تظاهرة دينية ثقافية اقتصادية اجتماعية بالولاية، وإلى جانب السياحة، فبلدية عسلة تتوفر كذلك على ثروة فلاحية وحيوانية هامة منها خمس محيطات فلاحية على مستوى هذه البلدية، كما أنّها معنية بإعادة بعث مشروع السد الأخضر كمشروع نموذجي بالبلدية بمساحة 20 هكتار. وقالت بن عتو إنّ من بين المشاريع التنموية التي استفادت منها بلدية عسلة، هي ربط قريتي عين ورقة وكدية عبد الحق بشبكة الغاز الطبيعي وسيتم برمجة أربع قرى المتبقية، أما في إطار ترقية المؤسسات المصغرة فقد استفادت البلدية من منطقة النشاطات المصغرة مهيأة بنسبة 100 بالمائة على مساحة تقدر بهكتارين اثنين. تدخلات فعاليات المجتمع المدني خلال هذا اللقاء المفتوح تطرقوا من خلاله إلى جملة من الانشغالات ذات الصلة المباشرة بالحياة اليومية للسكان، منها رفع التجميد على عدة مشاريع مجمدة منها مشروع إنجاز مستشفى 60 سريرا، إنجاز ثانوية جديدة، مشروع إنجاز مركز للتكوين المهني، بالإضافة إلى نقص سيارة اسعاف ببلدية عسلة وقرية عين ورقة، توظيف ممرضين من أبناء المنطقة، تزويد قاعة متعددة الخدمات بالموارد البشرية، طلب إنجاز سد في منطقة مزاريب، ربط بعض المستثمرات الفلاحية بالكهرباء الفلاحية، مع تسوية عقود الامتياز الفلاحي ومنح ترخيص لحفر الآبار، اضافة الى طلب حصة إضافية للسكنات الإيجارية العمومية وتهيئة تجزئة 300 و200 مع إزاحة الرمال من المساحة المخصصة لبناء السكنات الريفية، وتسوية عقود السكنات المشيدة في منطقة التوسع السياحي بحمام عين ورقة، وكذا توفير حافلات النقل الحضري بالبلدية ومحطة نقل المسافرين، ربط بلدية عسلة بتقنية الألياف البصرية ذات التدفق العالي، وفتح فرع لديوان الترقية والتسيير العقاري للتخفيف عن المواطنين من التنقل إلى مقر الولاية، ربط كل القرى والتجمعات السكانية بغاز المدينة وتحسين الطابع الجمالي للمدينة مع تفعيل الاستثمار بالمنطقة. وفي ردّه على هذه الانشغالات، أكّد المسؤول الأول بالولاية، الوناس بوزقزة، على ضرورة إشراك الجميع، كل حسب اختصاصه، لتحريك دواليب التنمية، كما أعطى تعليمات صارمة بضرورة تحسين ظروف التمدرس للتلاميذ، وفتح تحقيق حول وضعية الاطعام بالمدرسة الابتدائية كدية عبد الحق التي يشكو بعض الأولياء من الإطعام المدرسي الذي عرف تذبذبا وانعداما في بعض المرات منذ منتصف شهر رمضان الماضي. أمّا سيارة الإسعاف التابعة للبلدية، فقد أمر الوالي بضرورة وضعها تحت تصرف قطاع الصحة، كما حثّ على الشفافية التامة في إشهار الصفقات العمومية، تثمين ممتلكات البلدية بالاستغلال الأمثل وترشيد النفقات، عدم التسامح مع أي شخص يبدد المال العام، وإهمال المرافق العمومية الشبابية .