قالت السفارة الأمريكية في الخرطوم، في بيان مشترك أمس الجمعة، إن السعودية والولايات المتحدة تلاحظان تحسنا في احترام الاتفاق على وقف إطلاق نار قصير الأمد والترتيبات الإنسانية في السودان. أوضح البيان أنه رغم تسجيل استعمال الطيران الحربي ووقوع إطلاق نار متفرق في الخرطوم، فإن الوضع تحسّن. وأضاف أن خروق وقف إطلاق النار عرّضت المدنيين للخطر، وعرقلت المساعدة الإنسانية، وحالت دون استعادة الخدمات الأساسية، وقوّضت الأهداف الرئيسة لوقف إطلاق النار. وحذّر البيان المشترك بين أمريكا والسعودية الأطرافَ السودانية من خرق إضافي لوقف إطلاق النار، مطالبا باحترامه. كما دعا الأطراف السودانية إلى الالتزام بتعهداتها لحماية المدنيين واتخاذ الخطوات الضرورية لإيصال المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية. وتم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار السبت الماضي بوساطة سعودية أمريكية خلال المباحثات في مدينة جدة، بعد معارك ضارية منذ 5 أسابيع بين الجيش وقوات الدعم السريع. ويشهد السودان، منذ 15 أ فريل الماضي، اشتباكات بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات «الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو «حميدتي»، تشمل العاصمة الخرطوم ومدنًا أخرى شمالي وغربي البلاد، إثر خلافات بينهما. من يراقب وقف النار؟ يشار إلى أنه وفقاً لما نص عليه اتفاق جدة الذي وقع السبت الماضي، تراقب لجنة «المتابعة والتنسيق» وقف النار هذا الذي دخل حيز التنفيذ منتصف ليل الاثنين. وتضم تلك اللجنة «قيادات من الطرفين المتناحرين، بالإضافة إلى مسؤولين سعوديين وأمريكيين». وتناقش في اجتماعاتها انتهاكات وقف إطلاق النار مع القيادتين العسكريتين. هذا، ومنذ تفجر القتال، تفاقمت الأزمة الإنسانية في البلاد وأجبر أكثر من 1.3 مليون شخص على الفرار من ديارهم، فيما سقط أكثر من 850 مدنيا وأصيب الآلاف. في حين لم تصمد عشرات الهدن السابقة إلا أن كافة الآمال علقت حالياً على الهدنة الأخيرة، لاسيما أن الطرفين وقعا عليها بعدما أدركا ألا حل إلا بالحوار وألا نصر قريباً لأي طرف، وفقا للمبعوث الأممي للسودان، فولكر بيرتس.