هي خطوات تتوالى نحو مستقبل يبنيه الطالب بالانتقال من مرحلة الى أخرى، وبعد نجاحه في الانتقال الى الطور المتوسط ها هو اليوم أمام امتحان شهادة التعليم المتوسط يجلس في مكانه المحدد بمركز الامتحان، ليجيب عن أسئلة هي في الحقيقة وسيلة عبوره الى الطور الثانوي، ليكون زبدة مكتسباته المعرفية والتعليمية طوال أربع سنوات من الجد والمثابرة. الامتحانات النهائية التي تفصل بين طور وآخر توليها العائلة الجزائرية أهمية كبيرة لأنها في كثير من الأحيان تمثل لأغلبها فرصة ذهبية لتحقيق أحلام فشل الاولياء في تحقيقها على أرض الواقع، أحلام تختزلها قطعة سكر بيضاء كان الاباء والامهات يحرصون على إعطائها لأبنائهم قبل خروجهم من المنزل كرمز للتفاؤل والنجاح. يضعها الطالب في فمه لتذوب وتبقى حلاوتها طوال فترة الامتحانات بل تسكن في زاوية الروح لتبقى راسخة متى تذكر تلك المرحلة، ليربط بذلك بطريقة غير مباشرة بين السكر والامتحان، ما يعطي الطالب أو الممتحن راحة نفسية بسبب حلاوة تخفف ثقل لَبِنات يضعها أبناؤنا الواحدة تلو الأخرى أثناء بنائهم لمستقبلهم. وبالرغم من كون آباء سنوات السبعينات والثمانينات وحتى التسعينات أميين وحتى ان كانوا متعلمين فمستواهم الدراسي محدود إلا أنهم تشربوا ثقافة التفاؤل بغد أفضل حتى وان كانت إمكانياتهم محدودة، فقطعة السكر تلك لم تكن بالنسبة لهم مجرد "حجرة سكر" بل كانت أكبر بكثير من ذلك، لأنها طاقة إيجابية يَشحن بها الاولياء أبناءهم الممتحنين، من أجل الثبات على أهدافهم وعدم التفكير في التراجع عن أحلامهم ومستقبلهم، لتكون حلاوة السكر مرادفا لذوق النجاح والاستمرارية من مرحلة الى أخرى.