تحوّلت "حديقة السلام" الواقعة وسط المدينة، المعروفة بجنان "الرومي" لدى سكان ولاية برج بوعريريج، على مدار يومين إلى لوحة فنية تضم مختلف العروض الفنية والمسرحية، وساحة للعروض الإبداعية على غرار الموسيقى والفن التشكيلي، حيث صنعت فسيفساء فنية جميلة، أبدع في رسمها فنانون وجمعيات ثقافية ناشطة في مجال الفن والثقافة ببرج بوعريريج. أطلق مجموعة من الفنانين والناشطين في مجال الثقافة والإبداع بولاية برج بوعريريج، مبادرة فريدة من نوعها، لاقت استجابة واسعة من طرف الجمهور البرايجي، واستطاعوا من خلالها رسم الابتسامة على وجوه الأطفال وعشاق الفن، من خلال تقديم عروض مسرحية، ومعارض شملت لوحات زيتية للفن التشكيلي وورشات خاصة بالخط العربي، وألعاب للبهلوان، ساهمت فيها جمعيات ثقافية ناشطة بالولاية، على غرار جمعية "عين للإبداع الثقافي" وجمعية "نوميديا الثقافية" في الهواء الطلق. المبادرة التطوّعية التي نادى إليها مجموعة من الفنانين والناشطين، منذ أيام، وحملت بعنوان "من شوية ثقافة.. إلى بزاف ثقافة" تأتي بحسب الفنان والمخرج المسرحي "حليم زدام" في إطار تكريس الفعل الثقافي بالولاية، وغرسه لدى الأجيال القادمة، لاسيما وأن ولاية برج بوعريريج تعتبر من أبرز الولايات التي قدّمت ولازالت تقدم الكثير للفن منذ أيام الاستقلال إلى يومنا هذا، منها الفنانة "وردية" والفنان "لبرانتي" وصولا إلى الكوميدي "عمار ثايري" والحاج لخضر وغيرهم من الفنانين، حيث جاءت الفكرة بحسبه من شباب وفنانين من ولاية برج بوعريريج، أرادوا إيصال صوت الفن إلى الجمهور عبر الشارع، من خلال عروض مختلفة تشمل الفن التشكيلي والحكواتي وعروض بهلوانية لفائدة الأطفال، وكذا عروض مسرحية من تأطير فرقة وأعضاء جمعية نوميديا بعنوان "ريق الماء"، إلى جانب عروض أخرى تشمل الموسيقى والغناء يقدّمها شباب من ولاية برج بوعريريج، وورشات أخرى للفن التشكيلي يشرف عليها هواة وفنانين في الخط والتصوير الفوتوغرافي من تأطير جمعية عين للإبداع الثقافي. وأضاف محدثنا، أن هذه المبادرة تعتبر فرصة ثمينة أيضا لالتقاء الفنانين والتعارف فيما بينهم، وفرصة للتعريف بالمنتوج الثقافي المحلي لولاية برج بوعريريج، كما أكد في ذات السياق، أن المبادرة تندرج أيضا في إطار التعريف بالأكلات الشعبية المحلية التي تشتهر بها منطقة برج بوعريريج، من خلال جلسات خاصة تقتصر فقط على تقديم الأكلات الشعبية، والتي تندرج في إطار الترويج بالنشاط السياحي المحلي للمنطقة والتعريف بالموروث المحلي. من جهته، أكد رئيس جمعية "نوميديا الثقافية" بولاية برج بوعريريج "فارس بن عبد الله"، بأن المبادرة تندرج في إطار الأيام الوطنية للفنان تحت شعار من شوية ثقافة إلى.. بزاف ثقافة"، وهي فرصة للاحتفال بالتاريخ الثقافي لمنطقة برج بوعريريج وإبراز المنتوج الزخم الثقافي الذي تقدّمه جمعيات ثقافية وفنانين، حيث رافقت جمعية نوميديا الحدث منذ انطلاق المبادرة من خلال التنظيم، وتقديم العروض المسرحية على غرار مسرحية "ريق الماء"، إلى جانب تأطير جلسة مسرحية من طرف نادي "همزة للقراءة" عن النص المسرحي للفنان "سفيان عطية"، كما أن المبادرة كانت فرصة للالتقاء بالفنان وصاحب النص الجديد "سفيان عطية" بعدما أصبح إطارا في الثقافة في ولاية تيزي وزو. في ذات السياق، أكد الفنان المسرحي "عمار دامة" بأن اختيار المكان والزمان في حدّ ذاته يعتبر ذو دلالة رمزية بالنسبة للجمهور البرايجي من جهة، كون أن المبادرة جاءت بالموازاة مع عيد الفنان ووسط مدينة برج بوعريريج بحديقة السلام، لتبين التذوق الرفيع الذي يصنعه الفنان في سماء التألق والتميز، إلى جانب أنها تجربة رائدة بالولاية، تهدف إلى تعريف الجمهور بالفن من خلال النزول بالمسرح إلى الهواء الطلق. المبادرة عرفت أيضا حملة لغرس الأشجار، على مستوى الحديقة المحاذية لساحة السلام، من طرف فنانين وجمعيات ناشطة في مجال البيئة والتشجير.