وفق العديد من الدّراسات، فإنّ أفضل لون يمكن ارتداؤه للحفاظ على برودة الجسم في الأجواء الحارة هو الأسود، ولكن بطبيعة الحال عندما تتوافر شروط معينة. إذ عند ارتداء الملابس الداكنة السوداء، فقد يمتص اللون كل ما يأتي من الشمس بالتأكيد، لكنه يمتص أيضاً الطاقة من الجسم بدلاً من عكسها مرة أخرى بشكل ارتدادي، وهو ما يساهم في مساعدة الجسم على تحرير نفسه من الحرارة والتعرُّق. ومع ذلك، تعتمد فاعلية ارتداء الملابس السوداء في فصل الصيف بشكل أساسي على اختيار ملابس سوداء خفيفة وفضفاضة، وأن تكون مصنوعة من القماش الطبيعي القابل للتنفس، وتمرير الهواء وبخار عرق الجسم. كما تحتاج الملابس السوداء أيضاً إلى القليل من المساعدة من الظروف الجوية لكي تحقق الفاعلية القصوى في تعزيز رطوبة الجسم، والوقاية من ارتفاع درجة حرارته. على سبيل المثال، إذا كان هناك القليل من الرياح في اليوم الصيفي المشمس، فإن الملابس السوداء هي الخيار الأفضل لأولئك الذين يريدون الحفاظ على برودة الجسم، لكن إذا ما كان المكان مغلقا ولا يوجد به رياح أو أي نوع من التيار الهوائي، فقد لا يحدث فارقاً كبيراً عند ارتدائه. لطالما أثار تساؤل ارتداء الأبيض أم الأسود في حرارة الصيف الكثير من النقاشات، حتى أن بعضها استوقف الخبراء الذين بحثوا وراء أسباب اشتهار البدو في مختلف الحضارات، التي عاشت بالصحاري الأفريقية وعبر الجزيرة العربية، بارتداء الملابس السوداء والألوان الداكنة، وما إذا كان هذا الخيار السائد كان يساهم بشكل ما في تعزيز رطوبة الجسم. في دراسة بعنوان "لماذا يختار البدو ارتداء الأسود رغم العيش في الصحراء الحارة؟" وجدوا أن المفتاح يكمن ببساطة في سماكة الملابس، وليس اللون فقط. إذ وفقاً للبحث، تزداد الطبقة الخارجية من القماش سخونة لأن اللون الأسود يمتص المزيد من الحرارة. ومع ذلك، لا تصل هذه الحرارة إلى الجلد بسبب النسيج السميك، لذا وجدوا أنه كان يستحسن بين البدو أن تكون الملابس سميكة سواء كانت باللون الأسود أم بألوان أخرى. وبحسب البحث أيضاً، وجد الباحثون أن الملابس السوداء كانت تعمل جيداً تحت أشعة الشمس إذا تم ارتداؤها بشكل فضفاض وواسع ومريح ولا تتشبث بالجلد. وتوصّلوا إلى أن الفكرة أن الملابس السوداء تسخّن المسافة بين القماش والجلد لتعزيز تيار الهواء الصاعد كلما مر الإنسان بنسمة جيدة من الرياح، الأمر الذي يعزز الشعور بالبرودة والترطيب. ونهاية الأمر، يظل قرار ارتداء الأسود في الصيف معتمداً على التفضيل الشخصي والراحة والظروف الخاصة للبيئة التي يكون الشخص موجودا فيها. لكن من المهم دائماً إعطاء الأولوية للملابس الفضفاضة، وتعزيز راحة الجسم عبر ارتداء واقي الشمس وقبعات الرأس للحماية من تبعات الحرارة العالية خلال أيام الصيف القاسية.