تشكّل عملية رقمنة التراث الثقافي والفني في الجزائر حافزا للحظائر والمديريات الثقافية لتكوين بنك معلومات رقمي للتراث الأثري الثقافي المادي واللامادي، حسب العديد من إطارات قطاع الثقافة. يعتبر توحيد نمط الخريطة التراثية باعتماد نظام معلوماتي موحد لتسهيل عملية الجرد والتحيين المستمر للمعلومات خطوة ضرورية، تنصب في إطار جهود وزارة الثقافة والفنون الموجهة نحو عملية رقمنة التراث الثقافي والفني لتعزيز فرص الاستفادة من التكنولوجيا الجديدة في الحفاظ على الموروث الثقافي والفني. ويشير في هذا الجانب العديد من المهتمين بالحفاظ على التراث الثقافي والفني إلى فعالية الرقمنة مستقبلا اقتصاديا وتنمويا، حيث تعتبر رقمنة الموروث الثقافي والفني أداة عملية للمساهمة في التنمية الاقتصادية المحلية والوطنية. وعن خطوات رقمنة التراث الثقافي والفني، سبق وأكد مدير الثقافة لولاية ورقلة مختار قرميدة أن عملية الإحصاء والجرد انطلقت، والجهود مرتكزة اليوم على رقمنة المعلومات الأثرية لتسهيل ولوج المواطن إليها أينما كان في سياق تجسيد مخطط الوزارة. وتتجسد هذه العملية عبر المديرية المحلية لولاية ورقلة، من خلال العمل على جمع ورقمنة كافة المعلومات المتعلقة بالتراث الثقافي في شقيه المادي واللامادي، وقد حققت هذه العملية تقدما لابأس به، علما أن تحيين المعلومات متواصل ومستمر. وفيما تعلق برقمنة التراث اللامادي، فهو مجال واسع جدا ويعد جزءًا مهماً من الذاكرة الشعبية والوطنية والإنسانية، يتطلب حسب المهتمين بالشأن الثقافي توثيقه وحمايته من الضياع والنسيان وهذا لا يتأتى إلا بتظافر الجهود، كأفراد حاملين لهذا التراث، مختصين وجمعيات ومؤسسات حكومية. وتتوضح معالم التراث اللامادي في علم الموسيقى والأغاني الشعبية، فن الرقص والإيقاعات الحركية، الاحتفالات الدينية، فنون الطبخ، القصص والحكايات، الأمثال والحكم، الأقوال المأثورة، الألغاز والألعاب التقليدية. كما يعد مادة قابلة للإثراء بمشاركة كل المهتمين بالتراث الثقافي المحلي، وذلك من أجل الوصول إلى إحصاء مميزات التراث الثقافي اللامادي التي تخص كل منطقة وتدوينه وحفظه. وبالإضافة إلى فوائدها الكثيرة، فإن رقمنة التراث تتوضح في المحافظة على الموروث الثقافي والتعريف به ونقله للأجيال باستغلال كل الوسائط المساعدة على الحفاظ عليه، وتوسيع دائرة الترويج له بشكل أكثر جذابية، ومن جهة أخرى فإن رقمنة التراث الثقافي يجعل منه مادة علمية للباحثين قصد التعمق فيه وإثرائه كل على حسب تخصصه. ومنذ الشروع في عملية إحصاء وجمع المعلومات المتعلقة بالتراث اللامادي عبر ولاية ورقلة، فإن العملية تشهد حسب القائمين على القطاع تغطية للعديد من المحاور الهامة، خاصة في الشق المتعلق بجانب التراث اللامادي، والذي يعرف تحيينا دوريا للمعلومات المتوفرة. ويجري بالموازاة مع ذلك، العمل على تحويل المعلومات والمصادر المتعلقة بمختلف العادات والتقاليد المحلية في شكل صور وفيديوهات، في إطار مساعي رقمنة التراث الثقافي من أجل الحفاظ عليه وحمايته.