بدأت ب«اغرس شجرة"، ووصلت إلى مشروع "الجزائر الخضراء".. هي مبادرة أطلقها شباب جزائري متطوّع مدعوما بمساعدة المحسنين والسلطات العمومية، منذ عشر سنوات، تهدف إلى غرس ثقافة التشجير، وجعل الجزائر تحظى بغطاء نباتي غني، وها هو المشروع يرى النور اليوم، ويحظى باهتمام ورعاية من طرف الجميع، وهذا بهدف المحافظة على البيئة ومواجهة التغير المناخي والاحتباس الحراري، وتوسيع رقعة المساحات الخضراء بالجزائر، عبر 58 ولاية، في المدن والقرى.. في الصحراء والتل.. بدأ تنفيذ هذه المبادرة من قبل متطوعين يجوبون مختلف ولايات الوطن، حاملين المئات من الشجيرات، بهدف تحقيق هدف "جزائر خضراء"، حيث يشمل نطاق تنفيذ المشروع الطرق والأحياء السكنية مثل المدارس والجامعات، فضلا عن الطرق الرئيسية، ومداخل المدن والقرى والشوارع الرئيسية في مختلف جهات البلاد الأربع جنوبا، شرقا، شمالا وغربا. مبادرة لغرس الأشجار في المدن وتحدّث فؤاد معلى، صاحب المشروع ل«الشعب" عن تمكن مشروعه من غرس مئات الآلاف من الأشجار عبر 58 ولاية عبر الوطن، وفق الأهداف التي تمّ تسطيرها منذ عشر سنوات، حيث بدأت تتجلى، أولا، بنشر ثقافة التشجير، خاصة خلال السنتين الماضيتين، أين عرفت الجزائر حرائق غابية ضخمة، لذلك بادر المعني بالأمر بمعية المتطوعين بغرس أكبر عدد من الأشجار المقاومة والمعمرة عبر غابات الجزائر، موضحا أن هذا النوع من الأشجار سرعان ما يعود للنمو بعد تشبعه بالماء. وبعد أن أكد أنه تمكّن من غرس مئات الآلاف من أشجار الزينة، وكذا الأشجار المثمرة عبر جميع ولايات الوطن، دعا إلى مدّ يد المساعدة له من أجل تحقيق مشروعه المتمثل في غرس الغابات بكل أنواع الأشجار المقاومة، المثمرة والمعمرة مثل الزيتون، البلوط، الخروب، الفستق الأطلسي والتين الشوكي. وقال معلى، في السياق ذاته، إن مثل هذه الأنواع من الأشجار لها فوائد اقتصادية، سواء أشجار مثمرة مثل الزيتون، أو أشجار خشبية، أو أشجار أخرى. مليون شجرة في الصحراء.. وكشف المتطوّع فؤاد معلى، عن مشروع "مليون شجرة" في الصحراء الذي انطلق في سبتمبر 2022، ويتعلق الأمر بغرس الأشجار المقاومة، حيث ينتظر المشروع التفاتة طيبة من قبل السلطات المحلية عبر مختلف ولايات الوطن لدعمه ومساعدته، وهذا لحماية مناطق الشمال من زحف الرمال والمساهمة في اخضرار مناطق الجنوب التي تتميز بظروف مناخية قاسية. وعن تشجير غابات البلاد التي تتعرض لموجة الحرائق التي تجتاح الغطاء النباتي الأخضر. كشف محدثنا عن عملية تشجير قرية بني جمهور بلدية أمالو ولاية بجاية، أين تمّ غرس 300 شجرة في الدشرة، ما يعيد الأمل للمنطقة خاصة وأن الولاية تعرضت الاثنين الماضي لحرائق. وحول الأهداف الاجتماعية المرجوة من مشروع "الجزائر الخضراء" فهي تتجسد، في مضاعفة نصيب الجزائريين من المساحات الخضراء، فضلا عن امتصاص التلوث، ما ينعكس إيجابا على الصحة العامة للمواطنين، إضافة إلى تحسين نوعية الهواء وتلطيف الأجواء ومجابهة كل أنواع الكوارث الطبيعية على غرار التصحر، الجفاف والحرائق، باعتبار أن الغابات رئة الأرض. مشددا في السياق على أن الجزائر تتحمل سنويا خسائر حرائق الغابات التي تسفر عن إتلاف كميات معتبرة من المساحات الغابية. مليون مشترك بالجزائر الخضراء وعاد معلى للتذكير ببداية المشروع الذي كان محل دعم السلطات العمومية وكذا المواطنين والمحسنين، حيث انطلق سنة 2013 من ولاية باتنة، ليشمل فيما بعد كل ولايات الوطن خاصة الجنوبية منها، حيث يسعى المشروع لكبح زحف الرمال نحو الشمال، على شكل "سد أخضر" ضد التصحر، خاصة وأن الأشجار التي تمّ اختيارها مقاومة للجفاف والقطع والحرائق، إذ سرعان ما تعود للنمو من جديد. وفي نفس السياق، أكد القائم على المشروع ذاته، أنه تمّ إنشاء مشاتل خاصة بتموين هذا المشروع بكل من ولاية باتنة والجلفة، على أن يتمّ تعميمها عبر مختلف ولايات الوطن، وجدير بالذكر، أن حملة إنجاح مشروع الجزائر الخضراء، لاقت رواجا كبيرا عبر الصفحات الزرقاء، وأظهرت تفاعلا لافتا من قبل روادها، واستطاعت تدعيم المشروع من خلال ظهور عديد المتطوعين والمحسنين عبر مختلف ولايات الوطن. وأبرز المتحدث وجود تجاوب كبير مع هذه العملية في أوساط المواطنين، خاصة خلال أشهر، وتعزّزت خلال الأيام القليلة الماضية، بعد موجة الحر التي عرفتها الجزائر، إذ وصل الملتفون حول المشروع إلى مليون مشترك عبر الصفحة الرسمية على الفيسبوك، ناهيك عن زيادة عدد المنخرطين والمتطوعين بغية إنجاح حملات تشجير أخرى عبر مختلف ولايات الوطن. وشهدت صفحة "الجزائر الخضراء" وصول عدد مشتركيها لمليون مشترك، وباتت من بين الصفحات القلائل الجادة التي تعني بالبيئة في الجزائر، مسجلة رقما قياسيا بعد الارتفاع المحسوس في درجات الحرارة حيث بات الجميع يبحث عن مكان للظل.