يوارى، اليوم، جثمان المخرج الراحل عبد الرحمن بوقرموح الثرى ببجاية، لتفقد الساحة الثقافية الجزائرية أبرز مبدعيها في الفن السابع، تاركا وراءه أعمالا تعكس دوره الكبير في ترقية السينما عموما والفيلم الأمازيغي على الوجه الخصوص. تفقد السينما الأمازيغية أحد أبرز مناضليها والغيورين عليها هو صاحب «الربوة المنسية»، الذي عايش السنوات الذهبية للفن السابع، وشارك كبار المخرجين في أعمالهم الرائدة على غرار «وقائع سنوات الجمر» للخضر حمينة كمخرج مساعد، في مرحلة تشهد فيها قفزة وخطوات الى الأمام، بفضل أبنائها من الفن السابع المحافظين على التراث الجزائري بمختلف أنواعه وأجناسه، وتبقى أعماله بمثابة أعمال مرجعية تستند إليها الأجيال القادمة للرقي بهذا النوع من الفنون، خاصة وأن الفقيد يعد أحد مؤطري الجيل الجديد من السينمائيين. وقد وضعت وزارة الثقافة، اليوم، حافلات تحت تصرف الراغبين في حضور مراسم تشييع جثمان بوقرموح، حيث تنطلق من قصر الثقافة نحو مقبرة اغزر امقران، حيث يشيّع الفنان الراحل. وتوفي المخرج عبد الرحمن بوقرموح بمستشفى بئر طرارية إثر مرض عضال عن عمر ناهز 77 سنة. ولد بوقرموح سنة 1936، وبدأ مشواره الفني كمساعد مخرج بعد دراسات بمعهد السينما (ايداك) بباريس، حيث أنجز في أواخر الستينيات أفلاما قصيرة قبل عمله مع المخرج محمد لخضر حمينة كمساعد مخرج في فيلم «وقائع سنين الجمر»، الذي فاز بالسعفة الذهبية في دورة 1975 من مهرجان «كان». اضافة الى فيلم «الربوة المنسية» المقتبس من رواية مولود معمري، فقد أخرج كذلك أفلاما طويلة على غرار فيلم «عصافيرالصيف» (1978)، و«كحلة وبيضاء» في 1980 المهدى لأنصار فريق وفاق سطيف و«صراخ الصخر» (1986).