دشن الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمن، خلال الزيارة التي قادته إلى بلدية الذرعان بولاية الطارف، آخر شطر من الطريق السيار شرق-غرب الرابط بين محول بلدية الذرعان غرب الولاية وبلدية رمل السوق الحدودية مع تونس على مسافة 84 كلم، حيث اعتبر هذا المشروع «مكسبا كبيرا وذا أهمية إستراتيجية للدولة الجزائرية بالإضافة إلى ترقية العلاقات بين البلدين الشقيقين، الجزائروتونس»، مشددا على ضرورة الصيانة المستمرة للطرقات قائلا «لا بد من تفعيل وحدات صيانة الطرقات، كون أن الصيانة تطيل في حياة الهياكل القاعدية بما فيها شبكة الطرقات وخصوصا الطريق السيار شرق-غرب». يوضح البروفسور عبد الوهاب معمري، أستاذ العلوم الاقتصادية بجامعة بشار، أنه بتدشين الشطر الأخير، تكون كل حلقات مشروع الطريق السيار شرق غرب قد اكتملت، وبهذا ينتظر أن يقدم هذا الجزء المتمثل في 84 كلم، إضافة نوعية لمختلف ولايات الشرق الجزائري، خاصة تلك القريبة من مداخله، حيث سيشكل أداة مهمة في نقل المسافرين والبضائع على اختلاف أنواعها، وتقريب المستثمرين والمتعاملين الاقتصاديين من الأسواق الشرقية، وكذا تنشيط التعاملات التجارية مع الجارة تونس، علاوة على تخفيف الضغط على الطريق الوطني رقم 44. ويضيف المتحدث أن الشطر سيأتي بقيمة مضافة كبيرة على مستوى الاقتصاد المحلي، إذ ستؤدي الحركية التي سيحدثها إلى خلق مناصب شغل جديدة، خاصة إذا ما أُرفق المشروع بهياكل صيانة، تحافظ على الطريق السيار، وتعطي فرصة للتنمية المحلية، كما سيقلل استخدام الشطر من تكاليف النقل والشحن والوقود، ما يعود بالفائدة على كل الفاعلين في الدائرة الاقتصادية، ويساعد على جذب المستثمرين إلى المناطق المحاذية، كما ينتظر أن يحفز المتعاملين الاقتصاديين التونسيين على دخول الأسواق الجزائرية، ويسهل - بالمقابل - وصول السلع الجزائرية إلى الأسواق التونسية، وهو ما يساهم في اكتمال أركان العملية الاستثمارية على مستوى الدولتين. ويردف البروفسور معمري أن الشطر الرابط بين محول بلدية الذرعان غرب الولاية وبلدية رمل السوق الحدودية مع تونس، سيمكن من ربط الهياكل الصناعية والمنجمية الكبرى ببعضها، وتسهيل وصول المواد الأولية إليها، وكذا تسهيل العمليات اللوجستية المرتبطة بالإنتاج أو التسويق، وهو ما يندرج ضمن المخطط الاستراتيجي الذي تعتمده الدولة في إحقاق التنمية المستدامة، وتسهيل وصول المنتجات الجزائرية إلى العمق الإفريقي خدمة لهدف تنويع الصادرات خارج المحروقات، من خلال ربط المشاريع الهيكلية الكبرى بشبكة الطرق السيارة والسكك الحديدية. من جهته، يؤكد الخبير الاقتصادي، وأستاذ العلوم الاقتصادية بجامعة أم البواقي، البروفيسور مراد كواشي، في حديث ل»الشعب»، أن تدشين هذا الشطر الذي يأتي في إطار استكمال البنى التحتية، له أهمية بالغة من الناحية الإستراتيجية، فبداية سيفك العزلة عن المناطق الحدودية في ولايات الطارف وتبسة وسوق أهراس، وهي المناطق التي عانت لوقت طويل من تأخر كبير في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ثانيا سيزيد من الحركية السياحية بين الجزائروتونس، والعكس، حيث سيسهل الطريق على الجزائريين القاصدين تونس، وعلى الأشقاء التونسيين والليبيين المتوجهين نحو الجزائر بالمقابل، علاوة على تيسير السبل على المتعاملين الاقتصاديين والمصدرين الناشطين في الأسواق التونسية والليبية، ما من شأنه زيادة الحركية التجارية بين البلدان الثلاث. يذكر أن شطر الطريق شرق-غرب في شقه بولاية الطارف، يقطع كلا من بلديات الذرعان وبسباس وسيدي قاسي وزريزر وبحيرة الطيور وعين العسل والطارف وخنقة عون، ويضم 57 منشأة فنية و 4 محولات كبرى منها الذرعان والطارف وبوثلجة وعين العسل.