مشاريع استثمارية واعدة ساهمت في دفع الحركية السياحية أولت السلطات العمومية اهتماما بالغا بملف الاستثمار السياحي ضمن مقاربة جديدة وإستراتيجية وطنية لتفعيل النشاط السياحي في البلاد من خلال إقامة استثمارات واعدة في قطاع السياحة، الذي تعزّز هذه السنة بمرافق وهياكل فندقية جديدة في العديد من الولايات الساحلية بطاقة استيعاب كبيرة ساهمت في الاستجابة للطلب المتزايد على المرافق السياحية وتوفير الراحة للمصطافين وجذب مزيد من السياح الجزائريين والأجانب. نجحت السلطات العمومية في إيجاد السبل الكفيلة بالترويج للوجهة الداخلية، معتمدة على التخطيط الجيد لتوفير أحسن الظروف لاستقبال المصطافين وتقديم التسهيلات اللازمة على جميع المستويات في إطار رفع مستوى جودة الخدمات السياحية حتى تكون في مستوى طموحات المواطنين والعمل على تحسين ظروف الإيواء والنقل وتوفير كل الضروريات المواتية لتحقيق موسم اصطياف ناجح ومريح ومن أجل المساهمة في ترقية السياحة الداخلية ورفع عدد الوافدين على مختلف المناطق السياحية عبر جميع ولايات الوطن. وساهمت الجهود المكثفة على مستوى قطاع السياحة، بالتنسيق مع السلطات المحلية في مختلف الولايات الساحلية، بشكل فعال في تحقيق انتعاش سياحي داخلي والرفع من مستوى الخدمات السياحية واللوجستيات والتي تخدم القطاع في مختلف الأماكن السياحية، وهو ما جعل السياحة الداخلية تعرف انتعاشا كبيرا هذه الصائفة بالنظر إلى التوافد الكبير للمواطنين على المرافق السياحية الترفيهية، وذلك بفضل سهر السلطات المعنية على توفير كافة وسائل الراحة والخدمات لضمان رفاهية الزوار والمصطافين. وتعزز القطاع هذه السنة بالمزيد الاستثمارات في المنشآت السياحية وهياكل فندقية جديدة تتماشى مع العدد الكبير للوافدين على المدن الساحلية، وتسمح بالقضاء على المشاكل التي لطالما واجهت القطاع وتسببت في عرقلة مساعي ترقية السياحة الداخلية في ظل نقص المرافق الخاصة بالإيواء وضعف الخدمات المقدمة، ناهيك عن سلبيات أخرى كثيرة، في مقدمة ذلك عامل النظافة وعدم الاهتمام بهذا القطاع الحيوي، إذ عملت السلطات العمومية على وضع خطة عمل فعالة تسمح بتجسيد الأهداف المسطرة من خلال تشجيع المستثمرين في إنجاز المشاريع السياحية وكذا إعادة تهيئة بعض المرافق السياحية الهامة. في هذا الإطار، أكد رئيس الاتحاد الوطني لوكالات السياحة والأسفار مولود يوبي ل» الشعب «أن النهوض بالسياحة الداخلية يقتضي توفير المرافق والهياكل السياحية لتجاوز الأزمة التي لطالما تخبط فيها القطاع، مشيرا إلى أن الوكالات السياحية سجلت تراجعا في الطلب على الوجهة الخارجية هذه الصائفة، عكس الوجهة الداخلية التي تميزت هذه السنة بفضل المرافق السياحية الجديدة وتوفير مؤسسات فندقية بطاقة استيعاب كبيرة مع أسعار وخدمات تنافسية التي ساهمت في تزايد اهتمام السياح بالوجهة الداخلية، التي تعد الأكثر طلبا من قبل المواطنين الذين أقبلوا بقوة على المدن الساحلية المتواجدة عبر الوطن على غرار ولاية جيجل وبجاية وعنابة وسكيكدة ووهران ومستغانم وتلمسان وعين تموشنت. وأضاف أن موسم الاصطياف الحالي حقق ديناميكية خاصة وتوافدا غير مسبوق للمصطافين على جميع ولايات الوطن، خاصة الساحلية، وذلك بفضل التحضيرات المكثفة من قبل السلطات المعنية، كونها فرصة هامة لإثبات فعالية قطاع السياحة في بلادنا ودعم الجهود الرامية لبعث النشاط السياحي المحلي من جديد من خلال تشجيع إنشاء المزيد من الهياكل السياحية، تكون في مستوى التطلعات وتلبي الطلب المتزايد من قبل السياح مع توفير خدمات ذات نوعية. وبرأي رئيس الإتحاد الوطني لوكالات السياحة والأسفار، فإن الارتقاء بقطاع السياحة يتحقق بإقامة استثمارات سياحية مربحة وتوفير بيئة مشجعة للاستثمار السياحي ووضع خطة عمل واضحة تعتمد على التنسيق وإشراك جميع الفاعلين في مجال السياحة، مما يسمح بتحقيق التنمية السياحية، مبرزا أهمية الاستثمار السياحي كخيار إستراتيجي وزيادة الفرص الإستثمارية، بما يعمل على الاستغلال الجيد لمقومات النهوض بالواقع السياحي في بلادنا. وبإطلاق مشاريع استثمارية واعدة، ستعرف السياحة الداخلية حركية تصاعدية ودائمة وحقبة جديدة في هذا القطاع الذي تعول عليه السلطات العمومية لتحقيق التنمية المحلية وخلق الثروة، وتوليه أهمية كبيرة في برنامج الحكومة من خلال تسهيل الإستثمار لإنجاز هياكل سياحية جديدة تساعد على تلبية الطلبات السياحية، ومن أجل ضمان استغلال أمثل للمؤهلات والثروات الطبيعية التي تزخر بها البلاد والمساهمة في انتعاش السياحة الداخلية وإعادة بعث النشاط السياحي في إطار التنمية المستدامة.