أثارت الأمطارالغزيرة المتساقطة منذ الأربعاء المنصرم موجة كبيرة من الذعر والهلع لدى سكان البيوت القصديرية والهشة الذين عاشوا ليالي رعب خوفا من انهيار مساكنهم ، كما تحولت اغلب الطرقات بجميع بلديات العاصمة إلى برك مائية بسبب انسداد البالوعات وقنوات الصرف التي امتلأت عن آخرها جراء غزارة الأمطار. خلقت الأمطار الغزيرة المتهاطلة في الأيام الأخيرة حالة طوارئ لدى سكان الصفيح بالعاصمة حيث بعثت هذه الأخيرة الرعب والخوف في نفوس قاطنيها، وأحيت المخاوف من تكرار سيناريوهات انهيار البنايات والموت ردما تحت أنقاض التراب كما حدث للكثير من سكان البيوت القصديرية بكل من واد أوشايح وباب الواد . وفي هذا الإطار أفاد عدد كبير من سكان هذه البيوت على غرار سكان حي قرية الشوك والرملي بجسر قسنطينة وحي الكاريار بواد شايح في حديثهم «للشعب» أنهم «عاشوا ليالي بيضاء بفعل التساقط الحاد للأمطار وما واكبها من رياح قوية جعلتهم يتمنون الموت على العيش في تلك الظروف»، كون أن هذه البنايات تم تشييدها بطرق فوضوية وبمواد لا تتحمل كميات كبيرة من الأمطار ولا تستطيع الصمود في وجه رياح عاتية هذا ما ولد في نفوسهم الفزع والرعب من مصير مجهول وتأزم للأوضاع التي طال أمدها . واعتبر العديد من سكان البيوت الهشة أن موسم الأمطار عندهم يعتبر موسم استنفار كليا حيث باتوا يقضون ليالي سوداء تسودها الهواجس خوفا من انهيار سكناتهم، أكد سكان المقرية بحسين داي وتحديدا سكان حي بومعزة أنهم يعيشون حالة طوارئ كلما تتساقط الأمطار كون أن سكناتهم لم تعد تتحمل قساوة الطبيعة ما جعلها عرضة للتسربات بسبب التشققات والتصدعات التي طالتها نتيجة سوء الأحوال الجوية وتقلباتها والتي حولت حياتهم إلى كابوس حقيقي وما زاد من حدة مخاوفهم هي الانهيارات التي حدثت في جزء من إحدى العمارات بالحي المذكور. ونتيجة هذه الأوضاع المتردية يناشد كل من سكان البيوت القصديرية والهشة السلطات المحلية التدخل بغية إعادة ترحيلها أو ترميم بناياتها التي باتت مهددة بالسقوط في أي لحظة، وضرورة بعث المشاريع التنموية التي يفترض أن تمنح الأولوية للسكنات الهشة والقصديرية، والتي يدفع قاطنوها ثمنا غاليا في كل مرة، إذا ما استمرّ تقاعس المسؤولين في التعاطي مع انشغالات البسطاء.