انطلقت أعمال القمة ال18 لمجموعة العشرين، أمس السبت، في العاصمة الهنديةنيودلهي، تحت شعار "أرض واحدة، عائلة واحدة، مستقبل واحد"، فيما أصبح الاتحاد الأفريقي عضوا بالمجموعة رسميا، بموافقة جميع الأعضاء. حجز الاتحاد الإفريقي، أمس مقعده رسميًا ك«عضو دائم" في مجموعة العشرين، بدعوة من رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الرئيس الحالي للقمة المنعقدة في نيودلهي. وانضمّ رئيس جزر القمر غزالي عثماني، الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، إلى القادة الآخرين المجتمعين في العاصمة الهندية لحضور القمة ال18 لمجموعة العشرين، حيث ناقشوا قضايا الأمن الغذائي وأزمة المناخ والديون. ووصفت مجموعة العشرين الخطوة بأنها تهدف إلى تحقيق جنوب عالمي "أكثر شمولاً وأكثر صخبًا". وقد أكد الرئيس الهندي في افتتاح القمة أن العالم يعاني "أزمة ثقة" وأضاف: "الحرب عمقت قلة الثقة هذه. وكما أننا قادرون على التغلب على كوفيد، فنحن أيضا قادرون على التغلب على أزمة الثقة المتبادلة هذه". وعلى وقع تحذير أممي من تسبب الانقسامات الدولية ب«كارثة»، بحث القادة قضايا خلافية مثل حرب أوكرانيا وإعادة هيكلة ديون الدول النامية. وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش زعماء مجموعة العشرين من أن العالم يواجه مخاطر النزاع، مع اتساع الانقسامات بين الدول، وقال عشية انعقاد القمة: «إذا كنا بالفعل أسرة عالمية واحدة، فإننا نشبه اليوم أسرة تعجز عن أداء وظيفتها على النحو الصحيح». وأضاف أن «الانقسامات تتزايد، والتوترات تشتعل، والثقة تتآكل، وكل هذا يهدد بالتشرذم ومن ثم المواجهة في نهاية المطاف". وتابع المسؤول الأممي: «مثل هذا الانقسام سيكون مقلقاً للغاية في أحسن الأوقات، لكنه في عصرنا هذا ينذر بكارثة. عالمنا يمر بلحظة انتقالية صعبة. فالمستقبل متعدد الأقطاب، ولكن مؤسساتنا المتعددة الأطراف تعكس عصراً مضى". وغاب الرئيس الصيني والروسي عن اجتماع مجموعة العشرين. أجندة وركزت أجندة قمة العشرين لهذا العام على القضايا والملفات الأكثر إلحاحا في الوقت الحالي، والتي تشمل التحديات العالمية الكبرى، والسلام والاستقرار، والتنمية الخضراء، والحفاظ على المناخ والكوكب، وتسريع التقدم في أهداف التنمية المستدامة، والتحول التكنولوجي والبنية التحتية الرقمية، ومكافحة الفقر، والأمن الغذائي، وتمويل المناخ. ونظرت القمة أيضا في الاستجابات الضرورية للحلول الرامية إلى مجابهة الأزمات العالمية، وفي مقدمتها التغيرات المناخية التي هددت بتفاقم الفقر والمجاعات والأزمات الإنسانية وحرائق الغابات وأثرت سلبا على خطط التنمية المستدامة في عدد كبير من الدول وخاصة النامية، واضطراب سلاسل التوريد على المستوى العالمي. وشكلت الدول العشرين الكبرى في العالم مجموعة اقتصادية في عام 1999 إثر الأزمة المالية الآسيوية، انطلاقا من أن مثل هذه الأزمات عالمية الطابع لم يعد من الممكن احتواؤها داخل حدود الدولة الواحدة، وتتطلب مواجهتها تعاوناً اقتصادياً دولياً. وفي الوقت الحالي، تمثل كتلة مجموعة العشرين نحو 85 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و75 بالمائة من التجارة الدولية ونحو ثلثي سكان العالم. ورغم أن اجتماعات مجموعة العشرين اقتصرت في السنوات الأولى من عمر الكتلة، على وزراء المالية فقط، إلا أن رؤساء جميع الدول الأعضاء قرروا الاجتماع مرة واحدة سنويًا لحضور قمة على مستوى القادة بعد الأزمة المالية العالمية عام 2008. ولا يوجد مقر لمجموعة العشرين ويتم التناوب على الرئاسة بين أعضائها. وعقدت قمة عام 2022 في إندونيسيا، ومن المقرر أن تسلم الهند الرئاسة إلى البرازيل في الأول من ديسمبر المقبل. وتضم مجموعة العشرين الدول ال19 الأكبر اقتصادا في العالم بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي ككتلة.