كما جرت عليه العادة منذ 6 أشهر، تجدّدت الاشتباكات في العاصمة السودانية الخرطوم، بين الجيش وقوات الدعم السريع. سمع دوي القصف المدفعي وتبادل إطلاق النار في منطقة أم درمان القديمة، وجنوب أم درمان وبحري.فيما أفاد شهود عيان بأن الجيش نفذ هجوما بالمدفعية على تمركزات الدعم السريع في محيط سلاح المدرعات، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المكان. وتعيش العاصمة السودانية بشكل يومي على وقع الاشتباكات بين القوتين العسكريتين في البلاد. وكانت عدة مواقع عسكرية حساسة، لاسيما مقر القيادة العامة للجيش شهدت خلال الأيام الماضية، اشتباكات عنيفة بين الطرفين. يأتي استمرار عمليات القتال في وقت تتأزم فيه الظروف الاقتصادية والإنسانية للمواطنين في مدن العاصمة مع شح مياه الشرب في عدد من أحياء أم درمان وبحري. ومنذ اندلاع القتال في منتصف أفريل الماضي، عندما تحول توتر مرتبط بخطة مدعومة دولياً للانتقال السياسي إلى صدام مباشر بعد أربع سنوات من الإطاحة بعمر البشير في انتفاضة شعبية، تشهد العاصمة بشكل يومي اشتباكات ومواجهات مسلحة. فيما تسبّب الصراع باندلاع اشتباكات واسعة النطاق بالإضافة إلى أعمال نهب وسلب، ما سبب نقصا في الأغذية والأدوية في الخرطوم ومدن أخرى، ودفع ما يزيد على خمسة ملايين للفرار من ديارهم. كما حصد الصراع أكثر من 4000 قتيل، وفقا لأرقام صادرة عن الأممالمتحدة، رغم أنه من المؤكد أن العدد الحقيقي أعلى بكثير، كما يجزم أطباء وناشطون.