ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلا عن مسؤولين أمريكيين، أنّ الهجمات الصهيونية على قطاع غزة أدّت إلى زيادة التعاطف مع القضية الفلسطينية في العالم. نقلت الصحيفة عن عدد كبير من المسؤولين الأمريكيين، أنّ "الخسائر بين المدنيين في غزة أدت إلى حالة من الانفعال في العالم أجمع وخاصة العالم العربي، وأن الوقت بات ينفد أمام الجيش الهيوني لإتمام عمليته في القطاع". وأضافت أن العديد من المسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن، يعتقدون أنه "كلما طال أمد العدوان الصهيوني على قطاع غزة، زاد احتمال تمدد الصراع في المنطقة". وأوضحت أن المسؤولين ذكروا أيضا أن "الرد العنيف من الاحتلال على حركة حماس أدى إلى التعاطف مع القضية الفلسطينية في العالم أجمع". وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الكثير من المدنيين الفلسطينيين استشهدوا في الهجمات الصهيونية ضد حماس بغزة، وكانت دولة الاحتلال فرضت منذ 7 أكتوبر الماضي، حصارا محكما أعقبته بحرب على قطاع غزة. ومنذ 37 يوما، يشن الجيش الصهيوني حربا على غزة "دمّر خلالها أحياء سكنية على رؤوس ساكنيها"، واستشهد أزيد من 11 ألفا نصفهم تقريبا أطفال، وأصاب أكثر من 26 ألفا، كما استشهد 183 فلسطينيا واعتقل 2280 في الضفة الغربية، بحسب مصادر رسمية. التّغطية الغربية للحرب غير متوازنة من جهتها، تطرّقت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى استهداف رجال الاعلام في قطاع غزة، وكتبت أن أكثر من 750 صحفيا وقّعوا على رسالة مفتوحة تدين قتل قوات الاحتلال للصحفيين في غزة، وتنتقد تغطية الإعلام الغربي للحرب. وجاء في الرسالة أنّ غرف الأخبار (وسائل إعلام غربية) مسؤولة عن الخطاب اللاّإنساني، الذي خدم التطهير العرقي للفلسطينيين. وتضم الرسالة "موقعين من وكالة "رويترز" وصحف "لوس أنجلوس تايمز"، و«بوستون غلوب" و«واشنطن بوست" الأمريكية، وهي تعكس، وفق الصحيفة، الانقسامات والإحباطات داخل غرف الأخبار". ونوّهت الصحيفة أن توقيع الرسالة بالنسبة لبعض الصحفيين كانت خطوة جريئة وحتى خطيرة، مضيفة أنه تمّ طرد صحفيين في مؤسسات إعلامية، بسبب تبنّيهم مواقف سياسية عامة قد تعرّضهم لاتّهامات بالتحيز، على حد تعبير الصحيفة، دون أن تحدّد هذه الوسائل. ولفتت واشنطن بوست إلى انتقاد العديد من الكتاب والفنانين والباحثين والأكاديميين التغطية الإعلامية للحرب الصهيونية على غزة، وقال معدّو الرّسالة إنّها دعوة لإعادة الالتزام بالعدالة وعدم التخلي عنها. بدوره، قال عبد الله فياض الذي وصل لنهائيات جائزة بوليتزر عام 2022، وهو عضو سابق في هيئة التحرير في صحيفة بوسطن غلوب، والذي وقّع على الرسالة: "آمل بعد هذه الرسالة أن يتم التراجع عن ثقافة الخوف حول هذه القضية، وجعل صناع القرار والمراسلون والمحررون يفكرون مرتين بشأن اللغة التي يستخدمونها".