أسهم الإعلام الحربي للمقاومة الفلسطينية في تحقيق تفوقها العسكري منذ اليوم الأول لتفجير عملية "طوفان الأقصى" في السابع أكتوبر الماضي. كما نجحت وسائط التواصل الاجتماعي في رد الاعتبار للقضية الفلسطينية من جديد، من خلال إعلام المواطن الذي فضح العدوان الصهيوني على قطاع غزة. في منتدى جمعية الصحافيين والمراسلين لولاية البليدة، أمس، أكد الدكتور مصطفى بورزامة، بأن وسائط التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها، استطاعت أن تنقل ما لم تنقله وسائل إعلامية كبيرة، حيث بينت للعالم بأن ثمة شعب فلسطيني مظلوم يتعرض للإبادة ومن حقه أن يدافع عن حريته وأرضه. وأضاف الأكاديمي في علوم الإعلام والاتصال، بأن الإعلام الغربي مارس التضليل، بنقل مضامين لا تمتّ بأي صلة للحقيقة حول العدوان الصهيوني على قطاع غزة، واصفا ما قامت به بصناعة الكذب بإخفاء الحقيقة أو نقل جزء منها مع تلفيق الباقي. وانتقد المتحدث تعامل بعض القنوات العربية: "من المؤسف أن نرى بعض القنوات العربية تخفي الحقيقة أو تزيّفها وكأن لا رابطة عقائدية تربطها مع القضية الفلسطينية، ويمكن التعرف عليها من خلال استعمال المصطلحات كأن تقول القتلى أو الضحايا ولا تقول الشهداء، والحرب على غزة وليس العدوان على غزة...". من جهته أوضح الدكتور في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، شعيب العابد، بأن "السوشل ميديا" عرى الإعلام التقليدي، بل نجح عبر وسائط "فايسبوك"، "إنستغرام" وغيرها... من بعث القضية الفلسطينية من جديد، وهذا بعدما تراجعت في السنوات الأخيرة، بحسب تعبيره. وصرح المستشار الإعلامي لجامعة البليدة-2 في هذا الصدد: "لاحظنا كيف تعامل الإعلاميون الفلسطينيون في أرض المعركة مع العدوان. واللافت أن المواطنين أسهموا بتوثيق بعض مشاهد العدوان والدمار جراء القصف الذي تعرضت له غزة، بتصوير هذه المشاهد ونشرها، لدرجة أن الكيان الصهيوني رد عليهم بقطع الأنترنت بعد فضح جرائمه ضد الإنسانية". وأضاف بالقول: "بفضل ما تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أي ما يُسمى من الناحية الأكاديمية بإعلام المواطن، أصبح هناك اهتمام كبير بالقضية الفلسطينية من قبل شعوب العالم". وعرج المتحدث على نجاح الإعلامي الحربي الفلسطيني، الذي أكد مواكبة عناصر المقاومة للتطور الحاصل في تكنولوجيات الإعلام والاتصال بالقول: "لاحظنا كيف قامت المقاومة بتوثيق حبس الأسيرتين وكيف أثر ذلك على حكومة الكيان الصهيوني، وأيضا كيف وثقت قتل جنود الكيان وتدمير مركباتهم، والتي خلفت تأثيرا نفسيا عليه، وعرت انكشافه الأمني وهشاشة جيشه".