كشف خبراء عسكريون صهاينة ومصدر من "حماس"، كيف أن الحركة الفلسطينية تستخدم مخزونها من الأسلحة وتستفيد من معرفتها بالتضاريس وشبكة الأنفاق الكبيرة لتحويل شوارع غزة إلى متاهة مميتة، أو مقبرة للغزاة. تستخدم حركة المقاومة أسلحة مثل الطائرات المسيرة المزودة بالقنابل اليدوية وأسلحة مضادة للدبابات بعبوات متفجرة مزدوجة تنفجر على مرحلتين في تتابع سريع. نشرت حركة حماس مقاطع مصورة على قناتها على تطبيق "تليغرام" هذا الشهر، تظهر فيها مقاومين يحملون كاميرات ويتحركون وسط المباني لإطلاق صواريخ محمولة على الكتف على مركبات مدرعة. ونُشر أحد هذه المقاطع في السابع من ديسمبر من حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، وهي منطقة ذكر الجانبان أنها شهدت قتالاً عنيفاً. وفي منشور آخر بتاريخ الخامس من ديسمبر، تظهر كاميرا تخرج من نفق فيما يشبه المنظار لمسح معسكر صهيوني تستريح فيه القوات. وجاء في المنشور أن هذا الموقع تعرض لاحقاً لتفجير من تحت الأرض. وقال مصدر من حماس "إن المقاتلين يقتربون قدر الإمكان لنصب كمائن، مستفيدين من خبرتهم بالميدان والأرض التي يعرفونها كما لا يعرفها أحد غيرهم". وأضاف: "هناك فجوة بين ما نملكه من وسائل قوة وبين ترسانتهم، نحن لا نضحك على أنفسنا". وقال قائد صهيوني شارك في عدوان عام 2014، "إن اتساع نطاق هذه العملية يشير إلى وجود المزيد من القوات على الأرض، مما يمنح حماس مزايا الطرف المدافع، لذلك كان من المتوقع وقوع خسائر أكبر في صفوف قوات الاحتلال". وأضاف خبير عسكري آخر قائلا: "اتخذت حماس بعض الخطوات الكبيرة لبناء قوتها منذ عام 2014". وأشار إلى أنها أتقنت صنع أسلحة في غزة، مثل القذائف الصاروخية من طراز آر.بي.جي-7، وأن المقاومين أصبح لديهم الآن احتياطي أكبر من الذخائر. وقالت الحركة في منشورات لها، إن أسلحتها تتضمن قذائف مضادة للدبابات تحتوي على حشوتين متفجرتين لاختراق الدروع. تدمير الأنفاق وهم لاعتبارات فنية ولوجستية من ناحية ثانية، شكّك خبراء عسكريون وقيادات في المقاومة الفلسطينية، في قدرة جيش الاحتلال الصهيوني على تدمير وإغراق أنفاق حركة حماس في قطاع غزة، وذلك لاعتبارات فنية ولوجستية. وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، قد نقلت عن مسؤولين أمريكيين قولهم، الثلاثاء الماضي، إن الجيش الصهيوني بدأ بضخ مياه البحر في الأنفاق التابعة لحركة حماس في غزة. وحول ذلك، اعتبر الخبير الفلسطيني في الشؤون العسكرية، يوسف الشرقاوي، أن "هذه الخطة نظرية إلى حد بعيد، وليست عملية لأسباب تتعلق بالمدة الزمنية اللازمة لإغراق تلك الأنفاق والتي قد تستغرق أشهرا". وأوضح، أن "فوهات الأنفاق ومخارجها ليست دائرة واحدة منتظمة، كما أنها غير متصلة ببعضها بعضا"، مضيفاً أن "خطة إغراق الأنفاق التي تتبعها قوات الاحتلال لن تؤدي إلى انهيارات في التربة، لأنها مدعمة من الجوانب، وضيقة الممرات، وذلك حفاظاً على متانتها، ولتضليل التصوير الجوي والرصد، وهي غير منتظمة إلى حد بعيد، كما أن جوانب تلك الأنفاق قوية، وهي مسقوفة بصورة محصّنة". ولفت الشرقاوي إلى أن "الخطة الصهيونية، قد تنجح في النيل من عدد قليل من الأنفاق الثانوية، أما الأنفاق الرئيسية، فأعتقد أنها معزولة". بدوره، قال القيادي في حماس محمود مرداوي: "العدو يواجه الأنفاق منذ ما يزيد عن 15 عاماً، وهو يحاول أن يتعامل معها، وفي كل مرة يفشل فشلاً ذريعاً". وأضاف مرداوي: "الأنفاق استراتيجية وخطة معتمدة لدى المقاومة الفلسطينية بغزة وتسببت بالأرق لهذا العدو المجرم، وهو لن يتوانى عن محاولة تدميرها باستخدام كل الوسائل من غاز ومياه وأمور أخرى كالأحزمة النارية التي نفذها، ولكن المقاومة ستتخذ كل التدابير". وتابع مرداوي: "هناك أمور أخرى تتعلق بالعدو في هذه اللحظة الفارقة، فهو يدرك أنه يقوم بعمل يقصد به قتل المقاتلين الفلسطينيين، لكنه يجد نفسه قد قتل أسراه في غزة، وهو لن يتردد في استخدام أي وسيلة يعتقد أنها ستنقذ الجيش من الأزمة التي يواجهها في كل محاور القتال، لكن المقاومة اتخذت وستتخذ التدابير بشكل مستمر لمواجهة خطط جيش الاحتلال".