تُولي الدولة الجزائرية أهمية قُصوى لمسألة التدفئة بالمؤسسات التعليمية عبر كلّ ربوع الوطن، من أجل تهيئة الظروف المُثلى لتمدرس التلاميذ وعمل الأساتذة، وضمان النجاعة التعليمية في الأطوار الثلاثة التي تمثل قاعدة صلبة لتربية النشء وإعداد الأجيال في شتى التخصّصات العلمية والأدبية. أصدرت وزارتا الداخلية والتربية الوطنية، قبيل حلول موسم البرد، تعليمات لكلّ من ولاة الجمهورية ومدراء القطاع، لصيانة وتوفير وسائل التدفئة في كلّ المؤسّسات التعليمية، ومتابعة هذا الملف عن كثبٍ لتمكين التلاميذ من مزاولة دراستهم ونشاطهم المعرفي وسط ظروف حسنة ومريحة. ولحصر النقائص في هذا المجال، وضعت وزارة التربية الوطنية، بداية ديسمبر الجاري، نظاما رقميا للإشعار الآني حيز الخدمة، ستتلقى من خلاله انشغالات مديري المؤسسات التابعة للقطاع الخاصة بموضوع التدفئة وتوفير الأجهزة، سيكون له أثرا إيجابيا على سيرورة المنظومة التعليمية لا سيما مع انخفاض درجات الحرارة في أغلب مناطق البلاد، بحسب ما ذكر متابعون. وأشار هؤلاء إلى أنّ النظام الرقمي الجديد، الموصول بشكل مباشر بولاة الجمهورية، يساعد على حلّ مشكلات أجهزة التدفئة الطارئة في حينها، ويختصر الوقت للتدخل السريع سواءً للصيانة أو تركيب وتوصيل حجرات الدراسة بوسائل التدفئة، كما أنّ انطلاقته جاءت في ظرف مناسب متزامن مع بداية اختبارات الفصل الأول غرة الشهر الحالي. وفي وقت سابق، ترأس وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، ندوة وطنية ناقشت الترتيبات والتحضيرات الخاصة بقدوم فصل الشتاء، ومتابعة وضعية التدفئة وجاهزيتها في المؤسّسات التعليمية، حضرها عبر تقنية التحاضر عن بعد إطارات الوزارة ومدراء التربية. وكان من بين مخرجات الندوة المذكورة إنشاء جهاز دائم للتّتبّع الآني لمسألة التدفئة عبر كامل المؤسّسات القطاعية، قصد العمل على توفيرها، وكذا معالجة أيّ نقائص بالسرعة المرغوبة إن وجدت. جهود وزارة التربية الوطنية وباقي القطاعات ذات الصّلة، لإتاحة مناخ دراسي ملائم على كافة المستويات، لا تتوقف على توفير التدفئة المدرسية، بل تتعدّاها لتشمل معالجة مختلف المجالات المحيطة بالتلميذ والأستاذ خاصة في المناطق النائية، بغية تحقيق الغايات التربوية الوطنية المنشودة وتقديم أداء تعليمي يرقى إلى التطلّعات.