تدخل حرب غزة يومها 95، ولا مؤشّرات على تراجع حدّة العدوان، حيث يواصل الجيش الصهيوني غاراته الجوية والبحرية والبرية على مناطق متفرقة في جنوب ووسط وشمال قطاع غزة، متسبّبا في مزيد من الدّمار والشهداء، وفي الأفق لا تتجلّى أيّ مؤشرات عن قرب وقف المذبحة، التي أكّد غلاّة الصهيونية بأنّهم سيواصلونها مهما كان الثمن الباهظ الذي يدفعه المدنيون الفلسطينيون. بدأ الجيش الصهيوني المرحلة الثالثة من الحرب على فلسطين، بعد ثلاثة أشهر من بدء هجمات جوية وبرية استهدفت مناطق واسعة في غزة. وتشمل هذه المرحلة، غارات وعمليات خاطفة، خلافاً للعمليات الموسعة التي نفذها العدو خلال المرحلتين الأولى والثانية من الحرب. وبالخصوص، قال وزير الدفاع الصهيوني أمس، إنّ قوات الاحتلال تتجه إلى المرحلة الثالثة من الحرب على قطاع غزة، والتي ستشهد خفضاً لمستوى العمليات العسكرية المكثفة والانتقال نحو العمليات الخاصة، لكنها ستكون مرحلة أطول من المرحلتين السابقتين. وقال "إنّ سبب الهجمات القوية هو شدة التهديد الذي نواجهه"، حسب زعمه، مضيفا أنّ "الهدف ليس فقط تدمير حماس، بل العمل بقوة كبيرة لردع الأعداء المحتملين الآخرين"، مشيرا إلى إيران وحزب الله. وأورد أن مفهوم الدفاع بالنسبة للكيان تغيّر بعد الحرب وأحداث السابع من أكتوبر، وقال "وجهة نظري الأساسية هي أننا نقاتل محوراً وليس عدواً واحداً". وقد شنّ جيش الاحتلال أمس، قصفا جويا ومدفعيا عنيفا على وسط وجنوبي قطاع غزة، ممّا أسفر عن استشهاد العشرات، بالتزامن مع تواصل الاشتباكات الضارية بين المقاومة وقوات الاحتلال في خان يونس. وقال مراسلون إنّ غارات صهيونية استهدفت - فجر أمس - منازل في دير البلح (وسط القطاع)، وخلّفت 18 شهيدا وعشرات المصابين. وأضاف المراسلون أن مقاتلات الاحتلال شنّت فجرا سلسلة غارات عنيفة على مخيم المغازي في وسط القطاع، وفي وقت لاحق تعرض مخيم النصيرات القريب لقصف أوقع شهداء وجرحى. وذكروا أن القوات الغازية أطلقت قنابل دخانية على مخيم المغازي وبلدة الزوايدة. من جهتها أوردت وزارة الصحة في غزة صباح أمس، إنّ القصف الصهيوني على القطاع أوقع 73 شهيدا و99 مصابا خلال الساعات 24 الماضية. وكان جيش الاحتلال ارتكب، أمس الأول، مجازر جديدة بحق المدنيين أسفرت عن استشهاد 160 فلسطينيا وإصابة 250 آخرين. وفي شمالي القطاع، أفاد مراسلون بأنّ 60 فلسطينيا على الأقل استشهدوا في قصف استهدف منزلا في منطقة الفالوجة بمخيم جباليا، وكان معظم الضحايا أطفال ونساء. وفي وسط قطاع غزة، ارتقى أكثر من 30 فلسطينيا وأصيب نحو 50 جراء قصف صهيوني استهدف مدرسة المغازي الابتدائية التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وتؤوي نازحين. أما في جنوبي القطاع، فقد استشهد 15 فلسطينيا جراء القصف المتواصل على خان يونس. اشتباكات ضارية في غضون ذلك، سجّلت أمس اشتباكات ضارية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في محاور القتال بخان يونس جنوبي قطاع غزة، وتركزت تحديدا في محيط كلية العلوم والتكنولوجيا جنوب شرقي المدينة. وبات القتال يتمحور بشكل كبير في خان يونس، وفي مخيمات وسط القطاع، خاصة البريج والمغازي. وكان الجيش الصهيوني أعلن السبت، أنه بات يركز عملياته على وسط وجنوبي قطاع غزة بعد أن تمكن -بحسب زعمه - من تفكيك البنية العسكرية لحركة حماس، على الرغم من أنه لا يزال يتعرض لهجمات من جانب المقاومة هناك. واعترف جيش الاحتلال في آخر حصيلة رسمية، بارتفاع عدد قتلاه إلى 510 من العساكر والضباط في قطاع غزة منذ بدء العدوان. في الأثناء قال رئيس الوزراء الصهيوني، الأحد، إن الحرب على غزة ستستمر "حتى النصر". وأوضح أنّ جيشه سيمنع عودة المواطنين الفلسطينيين من جنوب القطاع إلى شماله، بعد دعوة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، للسماح للمواطنين الفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم في شمال قطاع غزة في أسرع وقت ممكن. على صعيد منفصل، اشتكى رئيس وزراء الاحتلال، ممّا وصفه ب "وباء التسريبات" الذي تعاني منه حكومته المتطرفة، مطالبا بإقرار مشروع قانون لإجراء اختبار "كشف الكذب" للمسؤولين المشاركين بالنقاشات والاجتماعات الحكومية. وقال خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته: "لدينا وباء من التسريبات، ولست مستعدّا للاستمرار على هذا النحو، إنّها ظاهرة لا تطاق، ولا أعرف أي بلد في العالم يحدث فيه هذا".