«كان» كوت ديفوار نسخة طبق الأصل عن «شان» الجزائر الملاحظ منذ وصولنا إلى كوت ديفوار لتغطية نهائيات كأس أمم أفريقيا 2024، أن منظمي العرس القاري في نسخته 34 الذين تنقلوا إلى الجزائر لمعاينة المنشآت الرياضية وطريقة التنظيم، قاموا بتجسيد نفس النقاط التي كانت ل «شان» الجزائر 2023، حيث اختارت اللجنة المنظمة شعار «أكوابا» الذي يعني باللغة المحلية «مرحبا»، الأخير الذي كان شعار «الشان» التي احتضنتها الجزائر شهر جانفي من السنة الماضية، والذي بات شعار كل سكان كوت ديفوار، حيث منذ وطئت أقدامنا مدينة أبيدجان وبعدها بواكي الجميع يبتسم ويرحب بنا بكلمة «أكوابا». «تابيدور» تزين ملاعب كوت ديفوار تشهد مباريات كأس أمم أفريقيا بكوت ديفوار لمسة جزائرية بدرجة امتياز، حيث اختارت اللجنة المنظمة ل «كان» 2024 الشركة الجزائرية «تابيدور»، لتغطية مضامير ألعاب القوى للملاعب الستة التي تحتضن فعاليات العرس القاري، بعدما خطفت الأضواء خلال نهائيات البطولة الأفريقية للأمم «شان 2023»، وخلال نهائيات كأس أمم أفريقيا لفئة أقل من 17 عاما، بملاعب ميلود هدفي بوهران ومحمد حملاوي بقسنطينة وكذا 19 ماي 1956 بعنابة، ونجحت في مهمتها بتوفير بساط من الطراز العالي وبألوان مميزة. الحجز بفنادق بواكي غير متوفر.. والأسعار خرافية تعرف فنادق ومراكز الإيواء بمدينة بواكي اكتظاظا كبيرا، حيث لم يجد عدد من الأنصار الجزائريين المقيمين حاليا بمدينة يوموسوكرو غرفا للحجز، وإن وجدت فإن سعرها يبدأ من 50 يورو للغرف الجيدة، كما أن سعر المواد الاستهلاكية والمواصلات مرتفع في هذه الفترة، ما سيعود بالفائدة على مدينة بواكي من الناحية المادية. «محرز» النجم الأول في بواكي خلال تنقلاتنا العديدة من مقر إقامتنا إلى ملعب السلام، ومنه إلى الثانوية الكلاسيكية التي يتدرب فيها عناصر المنتخب الوطني، كل سكان مدينة بواكي يبحثون عن محرز، ويطالبوننا باصطحابهم إلى مركز التدريب، لالتقاط صورة مع النجم البارز المتواجد في مدينة بواكي، بين المنتخبات الأربعة المتواجدة في المجموعة الرابعة للدور الأول لنهائيات كأس أمم أفريقيا 2023. سكان بواكي يشجعون «الخضر» سعد كثيرا سكان مدينة بواكي بتواجد المنتخب الوطني الجزائري بمدينتهم، ويرددون من فوق دراجاتهم النارية وسياراتهم عبارة (وان، تو، ثري فيفا لالجيري)، ويؤكدون بأنهم سيناصرون المنتخب الجزائري ومنتخب بوركينافاسو خلال فعاليات الدور الأول، كما أن أغلبية السكان يطالبون بإهدائهم قميص «المحاربين» أو استبداله بقميص «الفيلة»، وهو ما جعل كل الجزائريين المتواجدين بمدينة بواكي يطمئنون. حرارة عالية تشهد مدينة بواكي ارتفاعا كبيرا لدرجة الحرارة وصلت إلى 37 درجة مئوية مع تجاوز الرطوبة نسبة 30٪، الأمر الذي جعل البعوض يختفي جزئيا، عكس مدينة أبيدجان التي تشهد هذه الأيام أمطارا ينجر عنه كثرة البرك المائية ونسبة رطوبة مرتفعة، وهو المحيط الذي يتكاثر فيه البعوض، وينجر عنه لسعات قد تعرض الذي لا يتناول دواءه لخطر الإصابة بمرض الملاريا. القمصان والأوشحة.. رواج تعرف أسواق مدينة بواكي حيوية غير عادية هذه الأيام، حيث تحول كل الباعة بالأسواق إلى تجار لبيع قمصان المنتخب الإيفواري والأوشحة والرايات الإيفوارية، فيما يفضل الأنصار الجزائريون شراء مختلف الفواكه الاستوائية على غرار (الأناناس - الأفوكادو)، وكذا الألبسة التقليديةالايفوارية. الوفد الإعلامي الجزائري.. الأكبر يصنع الوفد الإعلامي الجزائري الحدث منذ أيام بمدينة بواكي، وهو الذي تنقل بأعداد كبيرة لتغطية نهائيات كأس أمم أفريقيا، واندهش المنظمون من العدد الهائل المتواجد بقاعة المحاضرات لملعب السلام، لتغطية الندوة الصحفية للناخب الوطني جمال بلماضي وقائد «الخضر» رياض محرز، أين أكد المكلف بمنح الاعتمادات أن أزيد من 100 صحفي جزائري نال الاعتماد، وهو العدد الذي يفوق بكثير الإعلاميين البوركينابيين، الذين حلوا بمدينة بواكي برا عبر المعبر الحدودي ليرابا، فيما أن الوفد الإعلامي الموريتاني يضم حوالي 40 صحفيا، والوفد الإعلامي الأنغولي يضم أقل من 10 صحفيين. صالح باي.. حرص على راحة الجميع لم يتوقف المكلف بالإعلام لدى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم صالح باي عبود، عن الضغط على مسؤولي التنظيم الإعلامي بمدينة بواكي، لحل مشكلة رجال الإعلام الجزائريين الذين لم يحصوا على الاعتماد في وقته، وكذا الذين لم يتمكنوا من حجز تذاكر المباراة بمنصة الإعلاميين، وسهر شخصيا على تسهيل مهمة رجال الإعلام الجزائريين الذين استحسنوا ذلك. الأطفال يطالبون بالكرة «بوكو» يطالب أطفال مدينة بواكي كل المغادرين لملعب السلام أو الوافدين إليه، بجلب لهم الكرة الرسمية لأمم أفريقيا 2024 «بوكو»، التي تحمل اسم الأسطورة الإيفوارية لوران بوكو، الهداف التاريخي للفيلة الإيفوارية في نهائيات كأس أمم أفريقيا، الذي يحتل وصافة ترتيب هدافي المنافسة القارية برصيد 14 هدفا خلف إيتو سامويل. مناصر يغلط بلايلي!! تسلل مناصر للمنتخب الوطني إلى مقر تدريب «الخضر» من بين العدد الهائل للمناصرين، الذين تنقلوا إلى الثانوية الكلاسيكية ببواكي لرفع معنويات اللاعبين قبل مواجهة أنغولا، وخلال المنطقة المختلطة التي نظمتها «الكاف» بين لاعبي المنتخب الوطني ورجال الإعلام، اقترب ذلك المناصر من ابن مدينة الباهية وقال له (يوسف المولودية راهم خاسرين)، لكن إجابة بلايلي كانت سريعة وأجابه بابتسامة المباراة تفصلنا عنها ساعة من الزمن، الأمر الذي يؤكد بأن جسد هداف العميد في بواكي، وكل تفكيره كان في ملعب 5 جويلية في تلك الفترة. داربي العاصمة له متابعون.. بعد نهاية التغطية الإعلامية لنهار الأحدو عدنا إلى فندق فينيسيا الذي نقيم به، رفقة عدد من أنصار المنتخب الوطني المتنقلين رفقة الوكالة السياحية «العاصمية»، أين لاحظنا الأنصار ملتفين حول لوحة الكترونية، يشاهدون مباراة الداربي العاصمي بين شباب بلوزداد ومولودية الجزائر، حيث كان بين الأنصار مشجعون للعميد والشباب، وعدد آخر من محبي فريق وفاق سطيف الذين كانوا يتمنون نهاية المواجهة بالتعادل، حتى تخدم النسر الأسود في باقي مشوار البطولة.